تفجرت أزمة بحزب مصر القوية، الذى يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، بعد تقدم عدد من قيادات الحزب المنشقين عن تنظيم الإخوان باستقالاتهم، مؤكدين أن «الحزب الجديد لم يعد يسعهم». وكشفت مصادر ل«الوطن» أن سبب الأزمة يرجع إلى وجود تيارين داخل الحزب؛ أحدهما يمثل الاتجاه المدنى اليسارى والليبرالى، والآخر ينتمى إلى تيار الإسلام السياسى ومنشقى الإخوان. وأوضحت المصادر أن أغلب أعضاء المكتب السياسى للحزب، والمناصب القيادية، من المحسوبين على الاتجاه المدنى، وأن الفترة الماضية شهدت ضغطاً على أصحاب التوجه الإسلامى، وانحصار دورهم، خصوصاً بعد مواقف الحزب الأخيرة المضادة بشدة للرئيس محمد مرسى، وحزبه الحرية والعدالة، وأهمها الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، ورفض المشاركة فى التعديل الوزارى الجارى، والتمسك بحكومة جديدة، واستبعاد التحالف مع حزب الوسط باعتباره شريكاً للإخوان خلال الفترة الحالية. وتقدم حسن البشبيشى، أمين الصندوق بالحزب، والقيادى السابق بالحرية والعدالة، باستقالته من «مصر القوية»، أمس الأول، قائلاً إن هناك حملة شديدة ضد كل من انتمى سابقاً لتنظيم إسلامى، لتطهير الحزب من ذوى التوجه الإسلامى المعتدل، ليصبح حزباً مدنياً يسارياً خالصاً، داعياً «أبوالفتوح» للاستقالة باعتباره من أصحاب التوجه الإسلامى، وأضاف: «شباب مصر القوية يكسب.. قرر أن يطهر الحزب من الإكس إخوان، ومن العواجيز، وها هو يحقق نجاحات»، مستدركاً: «وعدونى أنهم خلال 6 أشهر سيدفعوننى إلى الاستقالة، وهأنا اليوم أفعل، هنيئاً لكم بالحزب، وليستعد كل من تبقى من الإكس إخوان والعواجيز للرحيل، بمن فيهم رئيس الحزب». كما تقدم مصطفى كمشيش، عضو المكتب السياسى بالحزب وعضو مجلس شورى الإخوان المسلمين سابقاً، باستقالة مسببة لرئيس الحزب، رفض الكشف عنها، قائلاً عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إنه «وفق استشارات عديدة، أعلن أنا وكرام آخرون من ذوى التوجه الإسلامى استقالتنا من المكتب السياسى، ومن الحزب كلياً»، ورفض «كمشيش» فى تصريحات ل«الوطن» الإعلان عن تفاصيل ومسببات استقالته، قائلاً: «أرفض الحديث عن بعض الأمور الداخلية إكراماً لتاريخ رجل أحببناه وما زلنا، وأسأل الله التوفيق والسداد للدكتور أبوالفتوح الذى خدم دينه ووطنه». فى المقابل، أصدر عدد من شباب الحزب بياناً عبر الصفحات الإلكترونية الداخلية للحزب، حصلت «الوطن» على نسخة منه، عبروا فيه عن استيائهم من إخفاء «كمشيش» لأسباب استقالته، وأضافوا: «عليه أن يعلن أسباب استقالته، لأننا ليس لدينا ما نخشاه». وأكد شباب «مصر القوية» أن استبعاد معظم أصحاب الفكر الإخوانى أصبح مطلباً جماعياً داخل الحزب، كأفضل بديل عن اللجوء للائحة الجزاءات. من جانبه، صرح محمد المهندس، المتحدث باسم «مصر القوية»، بأن الحزب يحترم ويقدر جميع أعضائه، ويؤكد حرصه على توجهات الحزب وانحيازاته، وأنه سيبت فى جميع الاستقالات المعلنة بعد عرضها على مؤسسات الحزب، متمنياً دوام التوفيق للجميع مهما تباينت الآراء.