زيزو عبده، آحد معتقلى حركة 6 أبريل، والذين ألقى القبض عليهم أثناء تظاهرهم أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في 28 مارس، رافعين الملابس الداخلية، للتنديد بأداء الشرطة فى الفترة السابقة، وقامت محكمة القاهرةالجديدة أمس بأخلاء سبيل النشطاء الأربعة الذي تم القبض عليهم أمام وزير الداخلية بعد أن استمر اعتقالهم لمدة 35 يوم بتهمة التجمهر وسب وقذف ضباط الشرطة. يقول عبد العظيم أحمد الشهير "بزيزو عبده" أحد الأعضاء الذي تم إخلاء سبيلهم، ل"الوطن"، إنه تم إخلاء سبيلهم أمس بدون ضمانات لحين النظر في القضية في موعد آخر، ولكن لم يتم تحديده بعده. ويروي زيزو عبده تفاصيل القبض عليهم أثناء وقفتهم أمام منزل وزير الداخلية، إنه أثناء تظاهرهم أمام منزل وزير الداخلية في مظاهرة سلمية للتنديد بأداء الشرطة، فتم الهجوم عليهم من قوات الأمن المركزي والحراسات الخاصة وتم التعدي عليهم بالضرب والشتائم لمدة أربع ساعات متواصلة من قوات الأمن وكان ذلك عن طريق العصي و"بدل" العمليات الخاصة الجديدة والتي تتصف بالقوة والصلابة -على حد قوله-. ويسرد عبده تفاصيل القبض عليهم، بأنه تم سحلهم في الشارع هو والنشطاء الذين تم القبض عليهم حتي قاموا بأدخالهم داخل أحد مدرعات الشرطة التي كانت متواجدة بالقرب من منزل وزير الداخلية، مضيفاً بأنه أثناء تواجدهم داخل المدرعة تم سرقة هواتفهم المحمولة، وتم تلفيق محضر في الشارع -بحسب قوله-، مؤكداً بأنه لم يستطع أن يتعرف على التهم الموجهة إليهم نتجة للضرب المبرح الذي تعرضوا إليه، وتم أجبارهم على التوقيع. وتابع عضو 6 أبريل الذي تم أخلاء سبيله أمس، تفاصيل القبض عليهم بأنه تم اقتيادهم إلى قسم القاهرةالجديدة وتم إخفائهم بداخل القسم حتى لا يتعرف أحد على مكانهم، واستطاعت أسرهم أن تتعرف على مكان حبسهم بعد يومين من القبض عليهم، مؤكدا أن المعاملة الذي تعرضوا لها داخل قسم القاهرةالجديدة كانت سيئة للغاية فقد تم حبسهم في زنزانة يطلق عليها "الثلاجة" وهي تعتبر من أسوء أنواع الزنازين التي يتعرض فيها المحتجز إلى إرهاب نفسي أكثر منه بدني، وتم منع الأكل والشرب لمدة يومين. لافتاً إلى التهم التي وجهت من خلال المحضر الذي تم تحريره في الشارع هي "خدش حياء ضباط الداخلية، سب وقذف وزير الداخلية، والتهمة الرئيسة هي التجمهر"، مشيرا إلى أنه بعد ذلك تم نقلهم إلى سجن المزرعة في منطقة سجون طرة رغما عن أنهم كانوا محبوسين على ذمة التحقيق، فظلوا في السجن لمدة أربعة أيام، ثم تم نقلهم إلى سجن العقرب شديد الحراسة وذلك حتى يتم تعذيبهم نفسيا ويتعرضون إلي حالة من الدمار النفسي حتي يمتنعوا عن المشاركة في المظاهرات مرة أخري - بحسب ماتردد إليهم داخل السجن -. "جم يكسرونا كسروا خفنا فينا"، هكذا كتب النشطاء على جدران الزنزانة داخل سجن العقرب "السياسي" شديد الحراسة، بعد أن تم توزيعهم في زنازين انفرادية لم يصل إليها بصيص من النور مع انقطاع المياة لفترات طويلة داخل الزنزانة، وتواجد الحشرات التى تملأ المكان، وتم إيداعهم في سجن العقرب لمدة 25 يوما، ولم يتمكن أهاليهم من زيارتهم خلال مدة حبسهم مما دفعهم إلى الإضراب عن الطعام لمدة أربع أيام للمطالبة بالعودة إلى سجن المزرعة باعتباره سجن تحقيق، ويتم معاملتهم بطريقة آدمية، حيث إنهم مازالوا تحت التحقيق، وأن سجن العقرب يعتبر للمحكوم عليهم وليس للمحبوسين على ذمة التحقيق. ويروي زيزو "بدأنا في آخر الأيام أن نتغلب على الحالة النفسية المتردية التي تعرضنا لها، عن طريق تهريب الأقلام داخل السجن، والقيام برسم جرافيني على الجدران نجسد من خلاله العذاب النفسي الذى تعرضنا له، وكتابة أسماء الشهداء، ومطالب شباب الثورة لكسر خوفهم مما تعرضوا إليه داخل الزنازين من تعذيب نفسي مما شاهدوه من كتابات على الجدران للمساجين الذين تواجدوا قبلهم وماعرفوه لاحقاً أن من سُجن داخل الزنزاين هم أعضاء "تنظيم القاعدة" ومجموعة "التكفير والهجرة". ويؤكد زيزو عبده أنه مازال أمن الدولة يتحكم حتى الآن ولا يوجد شيء يسمي الأمن الوطني، ومازال تداول المعلومات داخل أمن الدولة عن طريق التنصت على تليفونات النشطاء، مؤكداً أن النظام الحالي أشد قسوة عن نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بحسب تعبيره.