التعليم تكشف حقيقة التعدي على طالبة بمدرسة للتربية السمعية    اقتصادي: تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب غير مباشر من خلال تحسن قيمة الجنيه    قطع الكهرباء والمياه 5 ساعات في مطاي بسبب الصيانة    قوات الاحتلال تقتحم بلدة قباطية بالضفة، وإعلام عبري يكشف عن عملية مكثفة    الجيش الإسرائيلى يهاجم أهدافا لحزب الله فى لبنان    مجموعة الفراعنة.. تعادل أنجولا ضد زيمبابوى 1-1 فى أمم أفريقيا 2025    أمم أفريقيا 2025| انطلاق مباراة مصر وجنوب أفريقيا    كما كشف في الجول.. مودرن سبورت يعلن جهازه الفني الجديد بقيادة أحمد سامي    فرق طوارئ الهلال الأحمر المصري تنتشر للتأمين الطبي لماراثون زايد الخيري بمشاركة 60 ألف متسابق    مؤتمر أرتيتا - هافيرتز قد يعود خلال أيام.. ونأمل في عودة جابرييل بأسرع وقت    الداخلية تكشف حقيقة إضرام مجهولين النيران بمركبي صيد في أسيوط    الداخلية تنفى مزاعم مرشحة للنواب بالجيزة بتعرض أنصارها لإجراءات تعسفية    "حاجات وحاجات"، محمد فؤاد يغني أغنية جديدة لأول مرة في حفل بالعاصمة الإدارية (فيديو)    الصحة تطلق قافلة طبية بدمياط الجديدة وتقدم خدمات مجانية لأكثر من 1400 مواطن    وزيرا التعليم العالي والأوقاف يفتتحان مستشفى جامعة بورسعيد بتكلفة مليار جنيه    انهيار منزل ينهي حياة 3 أشخاص خلال تنقيب غير مشروع عن الآثار بالفيوم    جاهزية 550 مقر انتخابي و586 لجنة فرعية لإجراء انتخابات الإعادة لمجلس النواب2025 بسوهاج    الشرطة التركية تعتقل شخصا كان يخطط لتنفيذ هجمات خلال رأس السنة    10 آلاف جنيه مخالفة السرعة.. احذر قانون المرور الجديد    محافظ الجيزة: انطلاق 36 قافلة طبية علاجية بالمراكز والمدن بدءًا من 2 يناير    مراسل القاهرة الإخبارية: تفجير مسجد الإمام سبب ذعر المصلين أثناء صلاة الجمعة    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    ننشر حصاد وزارة الإسكان خلال أسبوع| فيديو جراف    الجيش الأوكراني: أسقطنا 73 مسيرة روسية استهدفت مناطق متفرقة في البلاد    السياحة تنظم قافلة ترويجية كبرى في السوق الصيني ببكين وشنغهاي    النقل تناشد المواطنين المشاركة لمنع ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    حبس موظف 4 أيام بتهمة تصنيع الأسلحة والذخائر داخل منزله بقنا    اختل توازنه.. كواليس مصرع طفل سوداني سقط من علو بالطالبية    ضبط 5 طن دقيق مجهول المصدر وتحرير 214 محضر تمويني بالمنوفية    وزير الكهرباء يبحث مع "صاني" الصينية التعاون في الطاقة المتجددة    إطلاق غرفة عمليات لمتابعة مشاركة المرأة في جولة الإعادة بالدوائر ال19 الملغاة    تحسن صحة محمود حميدة وخروجه من المستشفى.. ويستعد لطرح فيلمه الجديد "الملحد" الأربعاء المقبل    بعد 25 عاما.. إنعام محمد علي تكشف أسرار اختصار مسلسل أم كلثوم في 4 سهرات    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    «تكنولوجيا وقيادة وإدارة».. «الري» تؤسس جيلا جديدا لإدارة منظومة المياه    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    هيئة الدواء: هذه الأخطاء الشائعة في استخدام الأدوية تهدد صحتك    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    وزيرا الإنتاج الحربي وقطاع الأعمال يبحثان تعزيز التعاون لتعظيم الاستفادة من القدرات الصناعية الوطنية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 12- 2025 والقنوات الناقلة    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساجين سياسيون يكشفون أسرار سجون العادلى وآخر صيحات التعذيب

◄◄ الضباط وضعوا صورة مبارك على سارية العلم وأجبرونا على الطواف حولها مرددين لبيك.. لبيك
◄◄أبو لهب أشهر أسماء الجلادين.. والضباط كانت رياضتهم المفضلة ضرب السجناء.. وهوايتهم مشاهدة حفلات الجنس بين «الجنائى والسياسى»
◄◄ يتم اقتيادك معصوب العينين ثم تعلق فى باب وتنال طريحة محترمة من الضرب والصعق ثم تدخل الثلاجة ثم تُحرم من الطعام والشراب
من الأمور التى تدعو للخجل بعد ثورة 25 يناير، أن يظل ملف التعذيب داخل السجون، بعيداً عن قائمة جرائم النظام السابق، ورموزه الذين كان لهم إله فى الأرض يدعى حسنى مبارك، جعلت له ساحات السجون والمعتقلات، أماكن يذكر فيها اسمه بدلاً من لفظ الجلالة فى الصلاة، بل وصلت بهم درجة الكفر، أن يضعوا صورته على سارية العلم ويجبرون المعتقلين على الطواف حولها مرددين «لبيك اللهم لبيك».
ما أمكن حصره هنا هو جزء بالتأكيد ضئيل مما يتعرض له المعتقلون.
أقدم سجين سياسى فى العالم
منذ سنوات مضت، ودّعت رموز الجماعة الإسلامية الحياة خلف القضبان، عن طريق ما يعرف ب«المراجعات الفكرية»، ومؤخراً لحق بركب الحرية عبود وطارق الزمر، ولكن ظل خلفهما فى المعتقلات والسجون عدد ليس بالقليل، والسجين «نبيل المغربى» واحد من هؤلاء.
دخل «المغربى» السجون مع تطبيق الجهاز الأمنى للرئيس السادات، بقيادة النبوى إسماعيل، حملة اعتقالات سبتمبر الشهيرة، ضمن المتهمين فى القضية رقم 462 لسنة 1981 حصر أمن دولة عليا المعروفة باسم قضية تنظيم الجهاد، وكانت العملية سهلة للأجهزة الأمنية، خاصة أن «المغربى» يمتلك «رؤية إسلامية»، الخلاصة هنا أن «المغربى» تم الحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عاما تجاوز هذه المدة ب5 سنوات وبضعة شهور.
قال «المغربى» إنه فى مطلع عام 1995 تم نقله إلى معتقل الوادى الجديد، وحبس فى دورة مياه غير مستخدمة لمدة 4 أشهر، أقسم الشيخ المسن، أن الحشرات نفسها كانت تتوقف عند الباب، وكان يُلقَى له الطعام كما يلقى للدواب، وعندما نصحه أحد السجناء بأن يضرب عن الطعام حتى يتم عرضه على الطبيب، الذى أوصى إدارة السجن بنقله لمكان جيد التهوية، وقتها اعتبر مأمور السجن هذه التوصية تدخلاً فى عمله، فما كان منه إلا أن أمر بجمع السجناء، وأقسم أن يكسر على قدمى «المغربى» «4 خرزانات» ليجعل منه «عبرة لمن يعتبر».
كثير من الشخصيات التى عرفها وزاملها «المغربى» فى السجون لقيت مصرعها، سواء كان هذا بسبب عمليات التعذيب، أو عن طريق الأمراض التى داهمتهم، فقد لقى 9 من زملائه مصرعهم فى سجن «أبوزعبل» سنة 1998، وكان نصيب 14 آخرين العجز عن الحركة.
أمنيات المغربى مختصرة فى أن يحضر زفاف حفيده الأكبر، وإن لم يتح له تحقيق هذه الأمنية فسيكتفى بأن تسمح له وزارة الداخلية أن يموت فى منزله، ولكن مع توالى الأيام وهو مازال قابعا فى السجن، اختصر هذه الأمنية فى أن يشترى لإدارة السجن رصاصة لقتله بها، وهو مستعد أن يكتب لهم إقرارا بعدم تحميل أحد المساءلة الجنائية.
حكايات الوادى الجديد ومعتقله الرهيب صور محفورة فى ذاكرة العديد من السجناء، فهناك كلمة «الله» ليس لها أى قدسية، فجلادوه وضباطه لا يبدو أنهم كانوا ينتمون لدين سماوى، بل يعتنقون ديانة أرضية، ومعبودهم يدعى حسنى مبارك، ففى هذا المعتقل كان يتم جمع المعتقلين الإسلاميين قبل أوقات الصلاة، بعد أن يتم ضربهم بمنتهى العنف والوحشية كتمهيد لإجبارهم، على نطق «مبارك أكبر» بدلاً من لفظ «الجلالة».
الإعتداء الجنسى.. القاعدة الأساسية
وحتى لا يعتقد أحد أن التجاوزات فى ممارسة الشعائر الدينية، كانت مقصورة على المعتقلين الإسلاميين على مختلف انتماءاتهم، بل مورست هذه الأمور أيضاً على السجناء الجنائيين.
حلقات مسلسل الاعتداءات الجنسية خلف أسوار السجون والمعتقلات فى مصر قاعدة أساسية للتعذيب وهى وقائع يعرفها تماماً جميع السجناء على مختلف انتماءاتهم، ويروى لنا السجين حسن سلام حسن عن إحدى الوقائع التى شهدها سجن استقبال طرة أواخر العام الماضى، إذ حدثت مشادة بين معتقل إسلامى يبلغ من العمر حوالى 20 عاماً، وضابط يدعى «باسل» ودخل بعدها على الخط ضابط يدعى «كريم» وفكر الاثنان فى وسيلة لتهذيب هذا المعتقل، فقاما بوضعه فى سجن انفرادى، وقاما بجلب سجينين من عنبر الجنائى معروف عنها العنف والإجرام، وباقى القصة لا تحتاج لشرح بل يكفى القول إن هذه العمليات كانت تتم بشكل دورى تحت إشراف الضباط.
حسن سلام حسن، شاب بدوى من سيناء تم احتجازه بتاريخ 3 أغسطس 2005، على خلفية تفجيرات شرم الشيخ، وهو الآن فى سجن العقرب شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة فى عنبر 3، وقال ل«اليوم السابع» إنه تم احتجازه فى بداية التحقيقات فى مكتب أمن الدولة ببلبيس هو وزوجته وأطفاله، ثم تم ترحيله بعد أسبوع إلى مبنى مباحث أمن الدولة فى مدينة نصر، وتم التحفظ عليه هناك لمدة 3 أشهر.
وعن أول يوم لدخوله السجن قال حسن: كان فى استقبالنا ضابط قال لهم أحب أعرفكم بنفسى أخوكم «سراج» 30 سنة خبرة صد عن سبيل الله، وفى هذا المكان ينبغى أن تدركوا حقيقة واحدة أنا هنا أبولهب، وكلكم زى سيدكم «بلال» بالظبط. وفيما يتعلق بالتعذيب قال حسن، بالنسبة لهذه العملية فهو عرض مستمر وعلى جميع الأنواع سواء كان هذا التعذيب نفسيا أو بدنيا والتجريد من الملابس.
سجن الوادى الجديد «التغريبة»
على الرغم من تعدد السجون فى مصر، تحرص مصلحة السجون، على إجراء ما يعرف ب«التغريبة» وتعنى التغريبة، أن يتم نقل السجين إلى سجن فى محافظة بعيدة كنوع من أنواع العقاب، ففى حالة حسن سلام، على سبيل المثال تم نقله إلى سجن الوادى الجديد، على الرغم من أن عائلته مقيمة فى سيناء، وتصل تكلفة الانتقالات فى أثناء الزيارة لحوالى ألف جنيه كما قال حسن، وهو بالطبع ما كان يمثل عبئا ماليا كبيرا ليس على أهله فقط، ولكن على معظم السجناء.
وعلى ذكر سجن الوادى الجديد، لابد التوقف هنا بعض الشىء، إذ يعد هذا السجن من أسوأ أنواع السجون على مستوى الجمهورية، ويبعد عن القاهرة بمقدار 630 كم، فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، تم افتتاح سجن الوادى الجديد فى فبراير 1995، ويضم حوالى 216 زنزانة مقسمة على 12 عنبراً منها 11 عنبرا للمعتقلين السياسيين وأعضاء الجماعات الإسلامية، وعنبر واحد فقط للسجناء الجنائيين، ويضم العنبر 18 زنزانة، ولا تزيد مساحة الزنزانة الواحدة على مساحة 46مترا، ويوضع داخل كل زنزانة ما بين 20 ل30 معتقلاً، وتحتوى كل زنزانة على دورة مياه غير مسورة. وعن سجن الوادى الجديد تستطيع أن تسمع روايات يشيب لها الجنين فى بطن أمه.
روايات من أبى زعبل
وإلى رواية جديدة من سجن أبوزعبل أبطالها شباب فلسطينيون، أولهم يدعى محمد رمضان الشاعر 35 سنة، محاسب من قطاع غزة، تم إلقاء القبض عليه فى شهر سبتمبر 2009، وتم احتجازه عن طريق أمن الدولة على معبر رفح وهو قادم من أداء العمرة، وخضع لعمليات تعذيب مكثفة فى أمن الدولة، دون أن يخبروه ما هى تهمته.
وقال محمد ل«اليوم السابع»، إن أمن الدولة قام بترحيله إلى سجن برج العرب، ومكث هناك 7 أشهر، لتتم بعد ذلك إعادته إلى أمن الدولة مرة أخرى، وفى هذه المرة وجه إليه عدة اتهامات منها الاشتراك فى اختطاف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، وقال رمضان: بعد أن أنكرت هذه التهمة تماماً للمسؤولين فى أمن الدولة، تم ترحيلى إلى سجن أبوزعبل ووضعى فى زنزانة تحت الأرض تبلغ مساحتها 70سم * 180سم، وبعد أن تدهورت حالتى الصحية، ونقلى إلى المستشفى، طلبت من إدارة السجن نقلى إلى زنزانة أخرى، وبعد إخطار أمن الدولة: «جاء الرد لما يموت إدونا فكرة».. واستمر وضع الشاعر فى هذا المحبس 10شهور أخرى، حتى جاءت أحداث ثورة يناير، وقام السجناء المصريون بإطلاق سراحه. ليخرج من السجن ضمن الفارين ويتم القبض عليه بعد ذلك وترحيله لسجن العقرب.
وقال محمد رمضان الشاعر، أنه طوال فترة احتجازه كان يحصل على قرارات إفراج ويتم إخراجه ويقوم أمن الدولة بالتحفظ عليه لمدة أسبوع، ويجدد له خطابا يتضمن جملة «عاد لمزاولة نشاطه». وتركناه يتساءل: نفسى أعرف ما هو هذا النشاط؟
أما شادى سعيد بدر، وهو شاب فلسطينى آخر محتجز فى سجن العقرب، ويبلغ من العمر 26 عاماً، وهو طالب فى الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر وتم اعتقاله عن طريق مباحث أمن الدولة بتاريخ 25 ديسمبر 2010.
قال شادى، إنه تم القبض عليه فى لجنة مرور، وبعد اقتياده إلى قسم الشرطة كان معه جهاز لاب توب، مضيفاً أن الجهاز كان عليه تصميم مدونة، وفوجئ بعدها بمندوب أمن الدولة جاء ليأخذه من قسم الشرطة، ويذهب به لأمن الدولة بأكتوبر، وهناك وجهت له عدة اتهامات منها قلب نظام الحكم، وإثارة الفتنة، وبعد هذه الاتهامات طالبهم شادى، بعرضه على النيابة، لكن ضابط أمن الدولة ويدعى «هيثم نجم» قال له لن يتم عرضك على نيابة بل سيتم ترحيلك، وعندما قلت له إننى طالب فى السنة النهائية، ومعى إقامة، تم ترحيلى لأمن الدولة فى مدينة نصر، وهناك تعرضت لأسوأ حالات التعذيب، وبعد ذلك تم ترحيلى إلى ليمان طره.
أما سيد صلاح عاشور، 36 عاماً، فهو معتقل منذ 7 سنوات، بدون أن يوجه إليه اتهام، وقال صلاح إنه تم القبض عليه من جامع الاستقامة، وتم وضعه فى سجن أمن الدولة الذى يقع فى بدروم مكتب أمن الدولة بالدقى، وبعد ذلك تم ترحيله إلى جهاز أمن الدولة بمدينة نصر، وقال بالطبع لايمكن أن يزور الإنسان مقار أمن الدولة دون أن يمر على عمليات التعذيب، مؤكداً أن هذه العمليات فى مقار أمن الدولة هى شىء أساسى.
وأضاف سيد صلاح عاشور، أنه موجود فى السجن فى إطار مايعرف بعمليات التخزين، وتعنى هذه العملية أنه كلما حصل على قرار إفراج، يتم ترحيله من السجن إلى مقر أمن الدولة، وبعد أسبوع احتجاز هناك، تتم إعادته مرة أخرى إلى السجن بجواب اعتقال جديد.
حجرة طوارئ العادلى
«عونى» الذى يقترب من الخمسين عاماً، قضى جزءاً كبيراً منها داخل السجون، استرجع ذكرياته فى سجن دمنهور منذ أن اقتاده رجال الشرطة إلى السجن، بحجة أنه يتاجر فى العملة، ووجد نفسه فجأة قيد التحقيقات، وأقنعه رجال المباحث بالاعتراف على نفسه لضمان خروجه مما عرف داخل القسم باسم «الثلاجة»، وهى عبارة عن غرفة لا تتخطى المتر طولا والمتر ونصف عرضاً، توجد أعلى قسم الشرطة، جدرانها من المعدن تكون شديدة البرودة شتاء، حيث يوضع داخلها المتهم مجرداً من ملابسه، بينما تكون قطعة من جهنم فى الصيف، لافتاً إلى أنه لم يستكمل سوى سويعات داخل هذا المكان المرعب ليردد فى محضر رسمى جميع ما يمليه عليه الضابط.
«عونى» فى زنزانته فى الحبس بموجب قانون الطوارئ، لم يكن يحلم سوى بالصلاة، إلا أن السجان كان يقف له بالمرصاد، حيث كان «سب الدين» هى اللغة الرسمية فى الحجرة، والسجائر هى العملة المستخدمة فى شراء الأكل والشرب وجميع الاحتياجات، كما أن المشهد لم يخل من حفلات هتك العرض للسجناء، من خلال حمام لا يتخطى النصف متر فى مؤخرة الحجرة بدون باب، يتدافع عليه السجناء لاستعماله، وربما وجدت اثنين أو ثلاثة بداخله فى وقت واحد.
فى حجرة «طوارئ العادلى» كما أطلق عليها السجناء، كان يرقد السجين «عونى» مشيراً إلى أن طول الحجرة كان حوالى 4 أمتار فى عرض 3 أمتار، وبمؤخرتها حمام نصف متر ليس له باب، حيث كان يوجد بهذه الحجرة 35 سجينا يتناوبون «النوم» لضيق الحجرة،ل«مبارك» و«نجله» وحبيبهم العادلى، موضحاً أنه كان بمعدل كل أسبوع، يخرج منها أحد السجناء ميتاً لشدة التعذيب الذى يتعرض له، حيث كان من يدخل هذه الحجرة ربما خرج مهتزا نفسياً أو مجنوناً وفى غالب الأحيان متوجها إلى المقابر.
مصطفى الوكيل أحد السجناء قال ل«اليوم السابع»، إنه تم اعتقاله فى شهر يونيو 1996، ولم يتخط حاجز العشرين عاماً، وكان فى ذلك الوقت طالبا بالفرقة الأولى بحقوق حلوان، والبداية كانت باستدعاء من مكتب مباحث أمن الدولة فى دمنهور، حيث يقيم، وكان السؤال الأول الذى وجه له: لماذا تصلى.. ولماذا تحرص على الذهاب للمسجد؟
يصف الوكيل المشهد من بدايته، قائلاً: أخذونا من دمنهور فى ميكروباص بعد وضع أيدينا فى الكلابشات من الخلف، وألقوا بنا فى أرضية السيارة وجلسوا هم على المقاعد، وصلنا إلى لاظوغلى معصوبى العينين، واقتادونا إلى مكان يشبه البدروم، قبل أن نعلق مثل الذبائح على الأبواب بالساعات، تعرضنا لموجة ضرب وحشى، كل هذا يتم بالطبع وأنت معصوب العينين، ولا تعرف من أين تنهال عليك الضربات.
تم تغيير وضع القيود، ويتم تقييد يدك اليمنى مع قدمك اليسرى ليصبح الكلبش خلف الظهر، وهذا الوضع خاص بفترة الراحة التى يمنحونها لك، بعد أن يتم وضعك فى زانزنة لا تتجاوز مساحتها مترا فى متر ونصف المتر، ويلقوا لك بالطعام، وهو عبارة عن نصف رغيف وبه بعض الأرز، وكل يوم يمر عليك فى لاظوغلى كانوا يفاجئونك بأسلوب جديد للتعذيب، أشد ألما وهوانا من اليوم السابق، هذا بالإضافة إلى الحصة الدائمة من الصعق بالكهرباء فى المناطق الحساسة، والضرب الوحشى.
طقوس حفلة الاستقبال، تعرف عليها «مصطفى» بعدما تم ترحيله لسجن أبى زعبل، ويتم فى البداية إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم، أما الفقرة الثانية، فتبدأ بوصلة من السباب والشتائم بألفاظ نابية، تتجاوز وصف الأب والأم بالعهر، حتى تصل إلى سب الدين، والفقرة الثالثة، تتضمن الصفع على الوجه والضرب بالعصى والخراطيم والكابلات على الظهر والمؤخرة لمدة تتجاوز ال45 دقيقة، أما الفقرة الرابعة فيتم فيها إجبار كل معتقل على اختيار اسم سيدة، ويجب أن يكون الاسم النسائى الذى تم اختياره، لممثلة أو مطربة، أما آخر فقرة فى حفلة الاستقبال، فيتم فيها إجبار المعتقل على الرقص والغناء، مثلما تفعل صاحبة الاسم بالضبط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.