يتحفظ شادى الغزالى حرب على كونه عضوا فى جبهة الإنقاذ، ويفضل أن يعرّف باعتباره عضو حزب الدستور وأحد شباب الثورة، قائلاً: «مين اللى قال إن جبهة الإنقاذ هى المعارضة؟»، ويرى «حرب» أن الجبهة تكرار لتعامل المعارضة مع نظام مبارك.. عدد من المكاسب يراها فى حكم الإخوان، والتى جاء فى مقدمتها نزع الغطاء الدينى عن الإخوان. ■ هل ترى مكاسب حقيقية للمصريين من حكم الإخوان على الأقل فى هذه الفترة؟ - الميزة الكبرى تكمن فى انكشاف التيار الإسلامى للمواطن البسيط، فلقد عرف الجميع أنه يستخدم الدين كنوع من أنواع المتاجرة، وليس لنشر الدعوة. ■ ما المكاسب التى حققتها المعارضة؟ - لا توجد معارضة من الأساس لأن النخبة منقسمة ما بين «حاكمة» و«معارضة» والاثنان ليس لهما أى صدى على الشارع المصرى أو على الأقل المواطن البسيط، فالمعارضة فى رأيى هى عبارة عن التيارات الثورية التى تحاول بشتى الطرق تغيير واقع المجتمع وتحقيق مطالب الثورة «عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية»، فهم الذين يرفضون حكم جماعة الإخوان وبشدة ولهم موقف ثابت تجاه هذا الموضوع، علاوة على هدفهم الأساسى وهو إسقاط نظام الإخوان الذى يمثل امتدادا لنظام حسنى مبارك. ■ لا مكاسب حقيقية للمعارضة، بل لا معارضة من الأساس، وترى المكسب للمواطن البسيط.. أترى هذا المواطن هو الحل؟ - بالفعل الحل الوحيد يكمن فى المعارضة الموجودة بشكل مباشر فى الشارع.. والمتمثلة فى التيارات الثورية الشبابية الحقيقية التى قامت بالثورة. ■ هل تعتقد أن هناك أى وجود لمثل هذه التيارات على أرض الواقع.. وهل تمتلك رؤية عميقة تمكنها من طرح حلول اقتصادية وسياسية للأزمات الحالية؟ - بالطبع يمتلكون الكثير، ولكن المشكلة تكمن فى الفرصة والإمكانيات، فلا توجد فرصة حقيقية أو لا تسمح قوى المعارضة ورموزها بإظهارهم، ما يؤدى إلى انكماش دورهم، وعدم اقتناص فرصتهم للتغيير الحقيقى. ■ هناك بالفعل تغيرات سياسية طفت على السطح بداية من كتابة الدستور ونهاية بالاستفتاء عليه.. أين كانت هذه التيارات وقت هذه التغيرات؟ - لا يمكن أن نطلق على هذه الأمور «معارك» سياسية أو حتى تغيرات، لأن الدستور تم تمريره، فى الوقت الذى لا يمثل فيه غالبية المصريين، أما الاستفتاء فهو مزور والعالم كله يشهد على ذلك.. ولذلك فهذه التيارات الثورية لم تخضع لاختبار حقيقى لإظهار قوتها. ■ وماذا عن بقية قوى المعارضة مثل «جبهة الإنقاذ»؟ - يكفى لها أنها قررت مقاطعة الانتخابات.. وهذا دور يُحسب لها، لكن ما يخفى عن الجميع أن قرار مقاطعتها للانتخابات نابع من رفض التيارات الثورية المشاركة فيها، لذا فدفعهم بالمرشحين من جهة «جبهة الإنقاذ» لن يُقابل بالدعم. ■ ألا ترى أن الاشتباكات التى اندلعت أمام الاتحادية ودار القضاء العالى قد أثبتت أن المعارضة لها تأثير قوى على الإخوان ونظام الحكم فى مصر؟ - هذا حقيقى، لكننى أعود وأقول إنه لولا دعم التيارات الثورية الشبابية لهذه التحركات لما نجحت. ■ ما رأيك فى تعامل أعضاء الإخوان مع قوى المعارضة؟ - التعامل عنيف وهذا يُفسر أن الإخوان ليس لهم أى وسيلة سوى استخدام العنف لتكبيل قوى المعارضة، وهذا بالطبع يُظهر ضعفها السياسى وهشاشة شعبيتها. ■ إلى أى اتجاه تسير مصر؟ - مصر تسير نحو ثورة شعبية ثانية ستكون عارمة، وهذا مناخ صحى من أجل تأسيس دولة قوية بدستور يعبر عن كل أطياف الشعب ويحقق أهداف الثورة، وحزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعى والتيار الشعبى بقيادة حمدين صباحى هما من سيشاركان فى تأجيج الثورة. ■ هل تقوى المعارضة على فعل كل تلك الأمور فى ظل وضعها الحالى؟ - للأسف لا توجد كيانات للمعارضة فجميعها هشة هى الأخرى، ولكن الأمل كما قلت فى التيارات الثورية. ■ ماذا عن الدعوة إلى مائدة الحوار مع الرئاسة والرفض المستمر من المعارضة؟ - الحوار مرفوض من الأساس بسبب الضغط الثورى والقوى الشعبية التى تعمل بكل قوة من أجل إسقاط النظام، فالثورة مستمرة منذ 25 يناير 2011، وحتى الآن، ولن تنجح وتتحقق أهدافها إلا بتشكيل دستور للجميع، وكلما استمر الإخوان فى حكمهم وظلمهم وقيادتهم الفاشلة سيزيد ذلك من الاضطرابات والاحتجاجات حتى الفئوية منها.