على ناصية أحد شوارع شبرا، فى منطقة كانت مقراً لاشتباكات بين عائلتين، أمام «فرشة» الملابس؛ وقف «عمر محمد» مستنداً على ذلك «الاستاند» الحديدى، يُنادى على بضاعته والخوف يتسلل لنفسه، وعيناه ترقبان الذاهب والرائح. الساعة كانت تقترب من 8 مساءً عندما كان «عامر» جالساً أمام «فرشته»، يراقب بعينيه «المحل» الذى أجّره قبل سنة من الآن، ويتوسط الشارع الواقف على ناصيته، لكن دبدبات فى المنطقة زعزعت قلبه: «شفنا ناس مسلحين دخلوا المنطقة، بسبب إن واحد مات من عندهم فى الاشتباكات بتاعة جمال صابر».. كر وفر، وصرخات السيدات تسيطر على المشهد، والفوضى تعم الشارع العريق: «أى حاجة فى وشهم كانوا بيكسروها وأى محل كان بيتقفل»، وابل من الأعيرة النارية وطلقات الخرطوش، اخترقت إحداها قدم الشاب الذى لم يكد يُكمل عامه ال 28، الكل غاب عن المشهد حتى الذين فى خدمة الشعب، وكاد «سيف» أن ينهال على رأس «عامر» لولا هرولته. من بعد الثورة وحتى الآن، لم يشعر «عامر» لا بالأمن ولا بالأمان: «يا باشا إحنا ماشيين بسلاح أبيض على طول»، فالشاب يخشى من قيام أحد البلطجية ب«تثبيته» بغرض السرقة: «ساكن فى الساحل وساعات كتير مابقدرش أروّح لو الوقت اتأخر لأنى بكون خايف».. المتزوج حديثاً، قضى شهر العسل فى محله: «أصل الحال واقف.. ولو معملتش قرش دلوقتى.. مش هعرف أصرف على مراتى». «أتعهد بالعمل على تحقيق الأمن والأمان والاستقرار وحماية كرامة المواطنين فى الداخل والخارج».. كلمات كانت بمثابة عهد للرئيس محمد مرسى عندما كان مرشحاً، يرى «عامر» أنه ليس صدى له على أرض الواقع: «بعد اشتباكات شبرا فعدنا يومين مش بنشتغل لأننا خايفين»، الشاب العشرينى لا يشعر بالأمن والأمان لا فى لقمة «عيشه» ولا داخل «بيته»، ف «الدنيا خربانة»، يقولها مبتسماً وهو يبيع بضاعته لأحد الزبائن. سيدة فى منتصف الأربعينات، حكت بدورها تجربتها: «الشنطة بتاعتى كان فيها ذهب وحوالى 5 آلاف جنيه اتسرقوا منى وأنا ماشية فى الشارع»، كل ما تتذكره شد وجذب لشنطة يدها، ثم «هبدة» على الأرض، وأخيراً سارق يهرب على «موتوسيكل»، ومواطنون يلتفون حولها «إنتِ كويسة.. مش مهم الشنطة.. المهم حياتك».