قليل البخت: كمسارى رايح «لجنته».. قطع تذكرة

سائق الخط طلب منه عدم تحصيل الأجرة بمناسبة الانتخابات الرئاسية

20 سنة ارتبط فيها هشام أحمد بدفتر التذاكر، لم يفارقه طيلة سنوات عمله «كمسرى» لأتوبيسات النقل العام خط دمنهور - تحرير، «دفتر التذاكر زى الجاكتة.. ينفع واحد ينسى الجاكتة بتاعته؟».. لم يتصور أن يأتى عليه اليوم الذى يركب فيه أتوبيسه ويذهب إلى عمله دون أن يأخذ دفتره أو ينادى مثل كل يوم «تذاكر يا حضرات»
على الرغم من أن التليفزيون بث أكثر من مرة ما معناه «المواصلات العامة وأتوبيسات النقل العام والقطارات ببلاش فى أول وثانى أيام الانتخابات الرئاسية».. لكن هشام لم يصدق ما يقال «إزاى ببلاش؟» لم يهتم به ولن ينفذه حتى يأتيه منشور رسمى «قلت استنى لما يبعتوا لى ورقة إنى ماحصّلش تذاكر».
أيقظه أذان الفجر، نهض هشام على صوت هاتفه المحمول، وسائق الأتوبيس الذى يعمل عليه يقول له «يلّا يا عم اتأخرنا، تعالى على الموقف بسرعة من غير الدفتر..الأجرة النهارده ببلاش».. ليصل هشام الموقف ويبدأ نداءه: «التذكرة ببلاش.. البحيرة - مصر والتذكرة ببلاش».
بعد امتلاء الأتوبيس توافد الركاب عليه ليعطوه ثمن التذكرة، فيبتسم ويقول «والله النهارده ببلاش عشان خاطر الانتخابات». يتمنى هشام أن كل يوم يبقى فيه «انتخابات.. الواحد كده كده بياخد يوميته بس النهارده روقان والناس هادية والواحد مش بيحمل هم إنه يقعد يحرق دمه مع الزبون على 50 قرش»
بعد وصول الأتوبيس إلى نهاية خطه فى التحرير، قرر هشام أن يذهب إلى لجنته للتصويت، استقل أتوبيساً يذهب إلى المطرية، لكنه فوجئ بالكمسرى يطلب منه ثمن التذكرة للمطرية، اندهش وقال: «أنا كمسرى زيى زيك والأجرة النهارده ببلاش عشان الانتخابات»، رد عليه كمسرى أتوبيس المطرية باسماً «ببلاش فى المحافظات لكن نقل عام ومطرية إيدك عَ الأجرة».. لم يهنأ هشام بميزة ركوب الأتوبيس مجانا «قلت أستفيد من الانتخابات لكن المنحوس منحوس».