السباحة ضد التيار

أين تذهب هذا المساء؟.. بافكر فى فترة العيد أنضم أنا وأولادى للحزب الوطنى إعارة لمدة أسبوع أشترى شقة تطل على المنور وأمسك شركة بترول وأرجع لكم تانى وأنا حاطط الشركة فى الشنطة والشقة فى المنور.. وأغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبى والجنوب مظلوم فليس له ناقة أو حصان والعرب من زمان كده حرب (عبس وذبيان) كانت بسبب «حصان» وحرب (بكر وتغلب) كانت بسبب ‏«ناقة»، وهناك حروب أخرى بسبب «معزة» أو عيل صغير بيلعب قدام «الخيمة»..‏
‏ أربعين سنة حرب بسبب «ناقة البسوس» أو لأن الحصان «داحس» فاز فى مباراة السباق على الحصان ‏«الغبراء» فماتت القبائل وعاشت الناقة والحصان..‏
‏ فالموضوع ليس «كان» ولكن فيه «إن» وأخواتها فى الرضاع.. وكل عيلة فيها وفيها واللى فيها مكفيها والعراك بيقشقش وبدلاً من هذا العرض المستمر للأتوبيس المكسور الذى أصاب الناس بالصرع خلصونا.. اللى عايز يدبح ياللا يخلصنا عايزين نعرف بقى «إيدينا» من «راسنا».. فنحن فى أزمة لأن عدد الحرامية أكثر من حجم المسروقات والمطلوب الوصول إلى نقطة التعادل بسرعة لأن سائق الميكروباص «زود» الأجرة تضامناً مع المنتخب..‏
‏ هذه بلاد ليس فيها مساحة للمواطن، فأمين التنظيم يحتكر «الدنيا» وأمير الجماعة يحتكر «الدين» لذلك تجد المواطن ينام فى مدرجات الجامعة ويصحو فى مدرجات الكرة ولأن كل من يصل إلى خط ال(18) له حق التصويت أصبحنا نجرى فرزاً حقيقياً ودقيقاً لصناديق «القمامة» بعيداً عن أعين الناس وفى غياب الخنازير ونجرى فرزاً زائفاً ومزوراً لصناديق ‏«الانتخابات» أمام أعين العالم وفى حضور المناديب..
والنبى بلاش خيبة واللى أتوبيسه من إزاز ما يحدفش الناس بالطوب وكلنا فى الهم عرب ومن هنا نبدأ وليس من هناك.. عام 1948 بعد الهزيمة فى «فلسطين» قال الناس إن الخطأ فى «القاهرة» ويجب إصلاحه وعام ‏2009 بعد الهزيمة فى «الخرطوم» قال الإعلام أن المخطئ فى «الجزائر» ويجب عقابه.. والحقيقة يعلمها الله فزمان قيل للباتعة الكيكى بيتك فى بولاق بيولع فأخذت القطار وسافرت إلى دمنهور لتعاتب أختها على كلمتين قالتهم.‏
galal_amer@hotmail.com