أعربت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم عن مخاوفها من أن ينتقل سيناريو ما حدث في سوريا إلى العراق، محملة حكومة المالكي مسؤولية نذر الحرب الأهلية التي تهدد البلاد بسبب أسلوب إدارته للحكم الذي يرتكز على الطائفية العرقية، بحسب الصحيفة. حيث توقعت صحيفة "اليوم" السعودية، أن تلعب مذبحة الحويجة في العراق الدور الذي لعبته مدينة درعا السورية التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية في مارس 2011. وبينت أن الفارق أن مذبحة الحويجة حدثت والشارع العراقي العربي في ذروة التوجسات من تهديدات حكومة نوري المالكي وميلشياته، وأن العراقيين العرب كانوا يتوقعون أن يقدم المالكي على مثل هذه التهورات، وأن تغزو قوات المالكي الطائفية المدن العراقية العربية، ويبدو أنه سيتشكل فارق في تاريخ العراق الحديث بين ما قبل مذبحة الحويجة وما بعدها. وأشارت إلى أن المدن العربية تعرف سلوكيات حكومة المالكي وسلوكيات طهران وأساليبها في العراق، ولا يبدو أنها تقبل بأي حلول وسط تهدف إلى الإلهاء وشراء الوقت ومحاولات تقسيم صفوفهم. من جانبها، أعربت صحيفة "الوطن" عن خشيتها من أن يتحول الوضع في العراق إلى سيناريو مماثل لما يحدث في سوريا، فالمطالبات السلمية التي تمت مجابهتها بالقمع والرصاص تحولت إلى ثورة مسلحة، والاحتقان الطائفي مرشح بقوة لأن يكون سيد الموقف، وهذا ما سيؤدي بالبلاد إلى كارثة طويلة الأمد إن لم يتم تدارك الأمر بأسرع ما يمكن. وقالت الصحيفة "إن المالكي لم يتعظ بغيره ولم يستفد من الدروس السابقة، ففشل بامتياز في إدارة الأزمة كما فشل بشار الأسد في سوريا مما يعني أن العراق مقبل على ما هو أسوأ مما يجري اليوم، لأن السلاح موجود بكثرة في الداخل العراقي. وأوضحت أنه أمام المالكي أحد خيارين لإنقاذ العراق، فإما أن يرحل، وإما أن يلبي المطالب كلها على الفور، وأي خيار غيرهما سيقود العراق إلى كارثة تستمر سنوات، بحسب الصحيفة.