«تفجيرات فى كل مكان.. استقالات بالجملة.. هل تكون تلك هى الثورة التى ستطيح بالحكومة الشيعية التى يقودها نورى المالكى فى العراق؟»، كان هذا التساؤل الذى استهلت به صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية تحليلها عن الأوضاع المتفجرة فى العراق. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مداهمة حكومة المالكى لأحد الاعتصامات والاحتجاجات ضد حكومته فى الحويجة، وما استتبعه من عمليات لإطلاق النار والتى أدت إلى وفاة نحو 36 شخصا على الأقل، يبدو أنه سيفجر غضبا لن يقوى المالكى ولا حكومته على تحمل تبعاته، ويجعلها فى مهب الريح. وتابعت قائلة: «وبدأت بشائر تلك الثورة باستقالة اثنين من الوزراء السنة من حكومته، بينما دعت بعض المحافظات السنية إلى ثورة مفتوحة ضد رئيس الوزراء، الذى يقود البلاد منذ انسحاب القوات الأمريكية فى ديسمبر 2011». ولأول مرة، والقول ل«لوس أنجلوس تايمز»، تتفق الفصائل السياسية المختلفة على أن حكومة المالكى لا يمكنها أن تعيد الهدوء إلى الشارع، وأنه يذكى أيضا الصراعات الطائفية فى المنطقة، بوقوفه إلى جانب الأسد، ضد الجيش السورى الحر الذى يتبع معظم أفراده الطائفة السنية. ووصفت الصحيفة الأمريكية أن ما يحدث فى العراق هو تتويج لأسوأ إدارة يمكن أن تتبناها أى جبهة سياسية، وخلفت صراعا عميقا وعنيفا بين السنة والشيعة، وبدأ ينمو شعور متنامى لدى السنة فى أنهم أقلية، وأنهم لن يعودوا ليتمتعوا بالامتيازات التى كانوا يحظون بها خلال فترة حكم حزب البعث الديكتاتورى تحت قيادة صدام حسين. وقالت الصحيفة إن الأخطر وهو ما لم ينتبه إليه رئيس الوزراء العراقى، أن تلك الاحتجاجات المتصاعدة، والثورة المقبلة حتما لا محال، يمكن أن تتسع دائرة مطالبها لتشمل «إقامة دولة مستقلة، أو حكم ذاتى» داخل المحافظات السنية، التى قد تفضل أن تعيش مستقلة، بعيدا عن قمع الحكومة الشيعية، التى تسعى دوما إلى اعتقالهم وإذلالهم. وهو ما حذرت منه المحللة السياسية المتخصصة فى الشأن العراقى، إيما سكاى، وقالت إن التمرد الكامل للسنة فى العراق، قد يؤدى فى النهاية إلى ترسيم حدود جديدة بين العراق وسوريا، ويجعل هناك تحالفا قويا أيضا بين المالكى والأسد. وتابعت سكاى: «عمليات القتل فى الحويجة، التى ارتكبتها قوات المالكى، تزيد المخاوف، وتسرع من وتيرة تطبيق هذا السيناريو، خصوصا أن غضب السنة مدفوع أيضا بغضب عارم داخل مجموعة واسعة من القبائل العراقية المتاخمة للحدود السورية، والذين يعتقدون أن المالكى يسعى إلى إغراق مناطقهم بالمتطرفين الشيعة».