فى الطريق من الإسكندرية للقاهرة، وقف محمود بدوى بسيارته النقل العملاقة أمام بوابة المرور، اقترب منه أحد الموظفين يطلب منه قيمة الكارتة، علا صوت السائق وتباعه فى وجه موظف البوابة: «معدش حليتنا حاجة ندفعها خربتوا بيوتنا الله يخرب بيوتكم».. أمام صياحه لم يملك الموظف سوى أن يسمح له بالمرور ليقى نفسه من خناقة قد يكون ضحية لها، ويعلم جيدا أنها لن تفيد، فتركه بمبدأ: «هبقى أنا والزمن عليه». لم يصمت رغم المرور، واصل بدوى هجومه على الموظف «بتاخدوا الفلوس دى بتعملوا بيها إيه، الطرق زى الزفت والحوادث مفيش أكتر منها والبلطجية على الطريق ومحدش بيحمينا وفى الآخر بنموت فطيس.. الله يسامح اللى كان السبب». أكد المهندس أحمد كمال رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى أن الانفلات الأمنى هو السبب الرئيسى فى سوء حالة الطرق لعجز الهيئة عن تحصيل قيمة تذاكر مرور السيارات من 13 بوابة منتشرة على الطرق، وقال: انخفاض إيرادات البوابات عن العام السابق من 776 ألف جنيه إلى 758 ألفاً بسبب عدم دفع سيارات النقل الثقيل لقيمة الكارتة التى تقدر ب20 جنيهاً لرغبة السائق المرور من البوابة بالقوة مستغلاً حالة الانفلات الأمنى إضافة إلى العجز الصارخ فى إيرادات تحصيل الموازين عن العام السابق من 458 مليون جنيه إلى 206 ملايين جنيه، رغم زيادة حمولة السيارات التى تؤثر على حالة الطريق مشيرا إلى نشوب معارك يومية بين الموظفين والسائقين دون جدوى لعدم وجود شرطة المرور التى كانت تتدخل وتسحب رخص السائق عند امتناعه عن الدفع مما أدى استدانة الهيئة للشركات المنفذة بمبلغ 400 مليون جنيه. وأشار إلى أن الهيئة فى ورطة؛ لأن الطرق كان يجرى لها صيانة سنوية بنسبة 10% بتكلفة 1.5 مليار جنيه والآن الطرق تحتاج إلى صيانة بنسبة 15% بتكلفة مليارى جنيه ونسبة التحصيل التى كانت تغطى نفقات الصيانة انخفضت إلى النصف الأمر الذى أدى إلى طلب الهيئة دعماً من وزارة المالية حتى نسدد مديونيات الشركات المنفذة لأعمال الطرق حتى تتم الصيانة للحد من وقوع حوادث بسبب سوء حالة الطرق.