سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كمال أبوالمجد: النخبة المثقفة أجرمت.. والأزمة الحالية تتقبل بعض التنازلات المنطقية الفشل فى التوافق يمكن أن يؤجل تسليم السلطة.. وبعد شهر سيخرج الناس فى الشوارع ليهتفوا: «تسقط الثورة»
حمل الدكتور كمال أبوالمجد مسئولية ما وصلنا إليه إلى المجلس العسكرى والحكومات المتوالية منذ الثورة، مشيراً إلى فشل القوى السياسية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وحذر من أن المواطنين يمكن أن يخرجوا بعد شهور ليهتفوا «تسقط الثورة».. عن الأوضاع الحالية، وأزمة حل البرلمان بعد حكم الدستورية، وسبل الخروج من الأزمة كان ل«الوطن» معه الحوار التالى: * كيف ترى المشهد الحالى بعد حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان، وعدم استبعاد شفيق من الانتخابات الرئاسية؟ - ما يدور بداخلى قليل من الغضب، وكثير من الحزن، وفى مصر ما بعد الثورة تركنا الأمور كلها فى عام والنصف بعد تنحى الرئيس السابق، دون حلول جذرية، كان علينا أن نتفق على الأقل على ترتيب أولويات الأهداف بعد الثورة. هناك مثلا الجمعية التأسيسية التى تأخر عملها، والمجلس العسكرى لسبب لا نراه يتدخل بشكل حاسم فى سير المرحلة الانتقالية، حتى القضاء يتدخل بنفس الطريقة ليقال إن المصريين مش عارفين يتفقوا على حاجة، العالم كله «بيضحك علينا واللى يحترمنا فيه يبقى عبيط» لأننا أضعنا كل الفرص، وأنا أسأل من ينزل إلى العباسية أو التحرير، لماذا يضرب الآخر؟، والإجابة أن من ينزل الميادين لا يعرف سبباً لنزوله، وحتى عقلاء الأمة، يفترضون أنهم موجودون بمفردهم فى الساحة. * برأيك، من يتحمل مسئولية ما وصلنا إليه؟ - أنا أحمل المسئولية للمجلس العسكرى، ولحكومة الجنزورى، وما سبقها من حكومات، إضافة إلى الفئة التى تسمى نفسها بالنخبة المثقفة، وعجزت عن لم شمل الناس، علينا أن نعلم أن المفاوضات لها نظم ووسائل وأدوات. * ولكن البعض يحمل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى مسئولية ما حدث؟ - الأمر أكبر من جماعة الإخوان وحزبها، هم أساءوا التقدير وكانوا أحد أطراف الأزمة، ضمن من أساءوا، فالتهمة واحدة، وكلهم آثمون. * ولكن كيف يمكن الخروج من الأزمة الحالية؟ - الأزمة بها كثير من التعقيدات، وعلينا التدقيق، لمعرفة اللاعبين فى المرحلة المقبلة، والمواقف الحقيقية لمجموعات الكذابين، فى الوقت الذى نمر فيه بأزمة اقتصادية، وحيرة شديدة، والمواطن لا يتلقى جواباً مفهوماً على أى أزمة، ومن غير الممكن أن تجد اثنين متوافقين على حاجة واحدة، لذلك فالأزمة الحالية تتقبل بعض التنازلات المنطقية، وأرى أن النخبة المثقفة أجرمت، ولم ترشد الجماهير. * وهل تعتقد أن المجلس العسكرى وسط كل ما يحدث سيسلم السلطة فى الموعد المحدد؟ - المجلس العسكرى يريد أن يسلم السلطة، فهذا من واجبه، وهو ملزم به، لكن القوى المدنية السياسية «مش عارفة تتفق»، وربما يكون هذا سبباً فى عدم تسليم السلطة للمدنيين فى الموعد المحدد، فإذا لم تتمكن من التوافق حتى على معايير التأسيسية، فكيف تدير البلد، ولو أنهم توافقوا لقال «العسكرى»: «بركة يا جامع، وسأعود لثكناتى لتنفذ القوى السياسية وعودها»، لكن هذا لم يحدث، باختصار أرى أن الصورة ملتبسة. * أمام من يمكن أن يؤدى الرئيس المقبل اليمين الدستورية؟ - الرئيس المقبل، فى ظل حل مجلس الشعب الحالى، أمامه خياران لحلف اليمين، إما أن يحلف اليمين أمام رئيس المحكمة الدستورية العليا، أو أمام رئيس مجلس القضاء الأعلى، وأرى أن قرار حل الشعب جرىء من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. * وماذا سيكون موقف الجمعية التأسيسية بعد حل البرلمان؟ - قرار حل مجلس الشعب سيساهم فى علاج العوار الذى أصاب الجمعية الأولى للدستور، وعلى جميع القوى أن تدرك الآن أنها أمام أمرين، إما أن تتوصل إلى توافق وطنى يصب فى مصلحة الوطن، أو أن تصر على الاستحواذ، وتطبيق مبدأ الأغلبية، وأرى أن المجلس العسكرى وجد نفسه أمام مهمة تاريخية يتحمل مسئوليتها وحده، هى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، فى ظل موقف بالغ التعقيد، وفترة انتقالية، جعلته أمام ضروريات قهرية، كنا جميعاً فى غنى عنها.