دعا أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اليوم، إلى حل سياسي للأزمة السورية، واستبعد تدخلا عسكريا من جانب الغرب رغم مناشدة زعيم المعارضة السورية توفير حماية أمريكية. وقال زعيم المعارضة معاذ الخطيب أمس إنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تساعد القوات الأمريكية في الدفاع عن مناطق بشمال سوريا تسيطر عليها المعارضة، باستخدام صواريخ باتريوت أرض-جو المتمركزة الآن في تركيا. لكن راسموسن شدد على أن الحلف، الذي يضم 28 دولة، لن يضطلع بأي دور عسكري في الصراع السوري، الذي دخل عامه الثالث وأودى بحياة نحو 70 ألف شخص. وقال راسموسن، الذي كان يتحدث من بروكسل لمجموعة من الطلبة الروس في موسكو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة: "لا توجد لدينا أي نية للتدخل في سوريا عسكريا". وأضاف: "أعتقد أننا في حاجة إلى حل سياسي في سوريا، وأتطلع إلى أن يرسل المجتمع الدولي رسالة موحدة وواضحة لكل الأطراف في سوريا بأننا نحتاج إلى حل سياسي". وحالت الانقسامات بين القوى الغربية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى دون اتخاذ إجراء حاسم في الأممالمتحدة. وأرسلت ثلاث دول أعضاء في الحلف، هي الولاياتالمتحدة وهولندا وألمانيا، صواريخ باتريوت إلى تركيا في وقت سابق هذا العام لحماية المدن التركية من هجمات سورية محتملة. وقال الخطيب اليوم إن رفض القوى العالمية تقديم دعم باستخدام صواريخ باتريوت يبعث برسالة للرئيس السوري بشار الأسد، مفادها: "افعل ما تريد". وأوضح راسموسن أن هناك فارق واضح بين سوريا وليبيا، حيث ساعدت الغارات الجوية التي شنتها قوات حلف الأطلسي على الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. وتابع: "في ليبيا قمنا بالعملية استنادا إلى تفويض من الأممالمتحدة بحماية السكان الليبيين ضد هجمات من حكومتهم، وكان لدينا دعم نشط من الدول في المنطقة". لكنه أضاف: "لا يوجد أي من هذه الشروط في سوريا. لا يوجد تفويض من الأممالمتحدة ولا توجد دعوة لحلف الأطلسي للتدخل في سوريا. حتى المعارضة السورية لم تطلب تدخلا عسكريا". وتتمركز بطاريات صواريخ باتريوت الست التي أرسلتها دول أعضاء في الحلف حول ثلاث مدن تركية. وقال الحلف إن هذه الصواريخ قصيرة المدى، وتستطيع فقط أن تحمي منطقة في حدود بين 15 و20 كيلومترا ضد هجمات بصواريخ متعددة المراحل، ومن ثم فإن مواقعها الحالية لا تمكنها من توفير أي حماية فعالة لشمال سوريا. والصواريخ الأمريكية التي تم نشرها حول مدينة غازي عنتاب التركية هي الأقرب للحدود السورية، حيث تقع على بعد 60 كيلومترا فقط، لكن بطاريات الصواريخ الألمانية والهولندية تقع على بعد مائة كيلومتر أو أكثر من الحدود.