والله العظيم خسارة فيك النقد. خسارة أن نهاجمك أو نغضب منك أو حتى نحاسبك، لأنك أنت ومرشدك وشاطرك وحازمك وعريانك ولابسك وقالعك «محدثو سلطة»، كذابون وفاشيون.. لا تصونون عهداً ولا تردون حرمة دم، ونحن نعمل فى مهنة محترمة، «مؤدبة»، تتقى الله فى زبونها، وتضع ل«القانون» ألف اعتبار، والأهم أنها لا تسكت على «خيانة» ولا ترحم عدواً لهذا البلد.. حتى إذا كان نبياً مرسلاً. والله ثانية.. خسارة فيك لقب «رئيس»، وإلا.. أعطنى أمارة، وإياك!. إياك أن تعتقد أن «صباعك» الذى يكاد يخزق عيوننا فى خطبك «الاسباجيتى» سيجعلك رئيساً، فلولا أن الكتابة أدب وأخلاق لقلت لك ضعه حيث شئت!. إياك أن تعتقد أن «الصندوق» الذى أتى بك سيجعلك رئيساً، فأنت تعرف أننا نعرف أنك نتاج ل«ديمقراطية الكرتونة»، وأنك بالتالى «رئيس كرتونى»، واسأل شاطرك الذى قال إن الجماعة أنفقت 650 مليون جنيه لتُجلسَك على مقعد الحكم. إياك أن تعتقد أنك «صاحب قرار»، لأن أباك الذى فى المقطم... «بيسلم عليك وبيقولك.. القصاااااص!.. القصاص يا عم!». إياك أن تعتقد أن احتماءك ب«قطر» و«غازها» و«حمدها» و«قرضاويها» سيجعلك رئيساً، فعار عليك أن تتحالف مع «نجع» وأنت تحكم بلداً مثل مصر. إياك أن تعتقد أن «طبطبة» الغرب وأمريكا ستجعلك رئيساً، فسيأتى يوم وتخطئ، وسيدهسونك أنت ومشايعيك مثلما دهسوا كل الذين سبقوكم. إياك أن تعتقد أن جولاتك الخارجية وجلوسك مع ملوك ورؤساء «حقيقيين» سيجعلك رئيساً، فأنت فى نظرهم مجرد «موفد» أو «مندوب» لبلد مهم.. لا أنت ولا جماعتك يعرفون قيمته. والله ثالثة.. خسارة فيك لقب «حاج»، فقد خذلت المصريين فى «دينهم». هؤلاء البسطاء الذين أعطوك أصواتهم لأنك -فقط- تعرف الله وتؤدى فرائضه.. شككتهم فى دينهم وأصبحوا يكفرونك ويكرهونك ويضربون رءوسهم بالأحذية لأنهم انتخبوك. لقد كرهوا مبارك، لكنهم يأسفون له الآن، لأنه -فقط- لم يكن يدعى تديناً، ولم يظلمهم أو يحتقرهم أو ينصب عليهم باسم الدين!. ما الذى بقى لديك إذن لننتقدك ونهاجمك ونحاسبك بسببه؟. ما الذى بقى لديك ليجعلنا نتواضع ونقف أمامك «رجلاً لرجل»؟. أين الرجولة فيما تقول وتفعل؟. أنت واهم يا حضرة الدكتور إذ تعتقد أننا مهنة ضعيفة، وأن ميليشياتك التى ترسلها إلى مدينة الإنتاج ومقار الصحف ستجعلنا نخاف ونسكت على فسادكم وظلمكم وخيانتكم لهذا البلد. هذه حيل فاشية قديمة، إن دلت فإنما تدل على عجزكم وغبائكم وجبنكم، وستعيدكم إلى عتمة السراديب التى أتيتم منها بأسرع مما نتصور. أنت واهم إذ تعتقد أنكم ستكسبون معركتكم معنا، فكن فاشياً بحق واقتلنا. نحن لسنا أفضل من كل الذين قتلتهم أنت وجماعتك. نحن لسنا أفضل من الشهداء الذين حملتك دماؤهم من «بورش» السجن إلى عرش مصر، ثم وليت عنهم وأعطيتهم ظهرك وأضعت حقوقهم. نحن لسنا أفضل من الجنود الذين قتلتهم أنت و«حماسك» على حدود مصر فى عز رمضان. نحن لسنا أفضل من الذين سحلتهم ميليشياتك وداخليتك فى الشوارع، ولا أفضل من الذين يموتون الآن جوعاً وخوفاً وإهمالاً فى طوابير «قنديلك» وحكومتك التى «تشحت علينا» من كلاب السكك. ما الذى بقى لديك؟. أنت بالكاد فقرة مضحكة فى برنامج باسم يوسف، وعلامة تعجب كبيرة فى برامج التوك شو. أما بالنسبة لنا فأنت فى نظرنا لا تستحق -حتى- شرف أن تكون «خصماً»، لأننا نعمل فى مهنة تعرف كيف تختار خصومها، وتدقق جيداً فى اختيارهم.. واسمح لى أن أذكرك: قبل «ثورة الخراب» التى أتت بك أنت وفلولك.. كان الواحد منا يفخر ويتشرف بأنه «شتم» مبارك، لأن مبارك كان «رئيساً» بحق. كان «رجل دولة» وليس «نفراً» فى جماعة ماسونية، وكان ابناً شرعياً لمؤسسة وطنية تحمى شرف هذا البلد، ولا تسمح لأمثالك بأن يلوثوا نقاءها ونبل أهدافها وطهارة عقيدتها. كان لدى مبارك ما يجعله يزهو بنفسه وبمرجعيته، وما يجعلنا نزهو بخصومته والوقوف فى وجهه. والإعلام الذى تحاربه أنت وميليشياتك، وتحرض كلابك لترهبه، هو الذى أسقط مبارك ونظامه عندما كان «إخوانك» يتسولون مقعداً فى برلمانه، ويعقدون الصفقات مع رجال أعماله، وكان بعض سلفييك يعمل «مرشداً» ضد البعض الآخر لحساب «داخلية حبيبه العادلى»!. كن فى مستوى تهديداتك وتلميحاتك. كن رئيساً بحق ومتديناً بحق ورجلاً بحق وقل لنا من الذى يتآمر على مصر، وأصابع من تلك التى تلعب فى شرف مصر. كن على مقاس بدلة الحكم التى -مع الأسف- «تلق فيها» منذ ألبسوها لك، وفتش عن الخائن فى مكتب الإرشاد. طهر نفسك من هذه الجماعة والتفت إلى الناس. لقد صبروا ثلاثين عاماً حتى لم يعد لديهم ما يخافون عليه، فلا تتوقع أن يصبروا عليك سنة واحدة، وأبشرك: المصريون الآن -بسطاء ونخبة- يراهنون على سقوطك.. فانفد ب«جلدك»، واحتفظ ب«تخانته» لأيام قادمة ربما تكون أكثر سواداً من عتمة السجن.