محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    رئيس الوزراء يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية    خطة إسرائيلية للهيمنة على مساعدات غزة بمساعدة شركات أمريكية: تتعارض مع المبادئ الإنسانية    ديمبلي يشارك في تدريبات باريس سان جيرمان قبل مواجهة أرسنال    قبل مواجهة الأهلي.. بوسكيتس: إنتر ميامي ليس مؤهلا للمنافسة في مونديال الأندية    بالصور والفيديو | الحماية المدنية بالجيزة تسيطر على حريق بالمهندسين    نائب وزير الخارجية التايلاندي في جولة بالمتحف اليوناني بالإسكندرية    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    جانتس: التأخير في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر يضر بأمن الدولة    رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماع لجنة البحوث العلمية «أون لاين»    "المصري الديمقراطي" يعقد جلسة نقاشية بعنوان "الإصلاح الاجتماعي من منظور الديمقراطية الاجتماعية"    سيخضع لفحص طبي جديد.. يوفنتوس يعلن إصابة كامبياسو    مصر تحصد 62 ميدالية بالبطولة الأفريقية للمصارعة بالمغرب وتتصدر كؤوس المركز الأول    «دور الشباب في تحقيق رؤية مصر 2030» فعاليات المؤتمر الطلابي الأول بسوهاج    الأرصاد: طقس غداً الثلاثاء حار نهاراً معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء    جنايات بورسعيد تؤيد سجن متهم ثلاث سنوات لتهديد سيدة بصورها الخاصة وابتزازها ماليًا    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    تعرف على مكان وموعد عزاء الفنان نعيم عيسى    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم 5 مايو    مهرجان مسرح الجنوب يُكرم الكاتب محمد ناصف    ما حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج؟.. عضو مركز الأزهر تُوضح    هل يجوز التحدث أو المزاح مع الغير أثناء الطواف؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى المنصورة التخصصي: يثني على أداء المستشفى والاطقم الطبية والتمريض    تقارير تكشف موعد سحب قرعة بطولتي كأس العرب ومونديال الناشئين    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    بعد جنازته بمصر.. كارول سماحة تقيم عزاء زوجها في لبنان الخميس    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 5 مايو 2025 .. البلطي ب 100 جنيه    «المركزي» يطرح سندات خزانة ب3 مليارات جنيه    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    رئيس الاتحاد الدولي للترايثلون: مصر تستحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    شام الذهبي: الغُناء بالنسبة لي طاقة وليس احتراف أو توجه مهني    وزير التعليم العالي يُكرّم سامح حسين: الفن الهادف يصنع جيلًا واعيًا    "قومي حقوق الإنسان" ينظّم دورتين تدريبيتين للجهاز الإداري في كفر الشيخ    وزير الاتصالات يغادر إلى طوكيو للمشاركة في فعاليات مؤتمر "سوشي تك"    محافظ الجيزة يوجه بصيانة مصعد فرع التأمين الصحي ب6 أكتوبر    محافظ المنوفية يلتقى وفد الهيئة العامة لاختبارات القطن    الهند تحبط مخططا إرهابيا بإقليم جامو وكشمير    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    جدول امتحانات الترم الثاني للصف الثاني الثانوى في القليوبية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    تعرف علي آخر تحديث لسعر الدولار اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالبنوك المصرية    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختار نوح: عبدالمجيد محمود لم يعد نائباً عن الشعب
نشر في 25 يناير يوم 27 - 10 - 2011

بعد الثانوية العامة احترت فى مستقبلى..ماذا أفعل به. اخترت الحقوق، لكننى، من أجل الشعر، درست الآداب. وفى الجامعة تعرفت على المتصوفة والإخوان والجماعة الإسلامية، غير أننى لم أجد نفسى فى عالم يحدد لك مقاس حريتك. وأكثر ما كان يضايقنى هو اضطرارى، نزولاً على التقاليد، إلى تعريف نفسى ب" أخوك فى الله " فلان بن فلان لكل وافد جديد. كنت أقول ذلك فى اليوم الواحد عشرات المرات، ومرة أخرى أنقذنى الشعر. نفدت بجلدى، ومن يومها لم أنضم لحزب أو جماعة أو تيار، مع أن الوجبة الساخنة على مائدة الإخوان كانت تعفينى من لسعة البرد.
المهم تذكرت ذلك وأنا أهاتف مختار نوح، فما كان عابراً فى حياتى أصبح مقيماً فى حياته، وإن بقى الشعر صلة رحم بيننا.

نوح شاعر قبل أن يكون محامياً، وهو، لذلك، تعاطى مع الألم كأنه يحدث لواحد غيره، لاذ من السجين بالشاعر، فرأى الزنزانة من الخارج حتى وهو جزء منها. على أن نوح لم يقدر على التجرد من خرقة الإخوان، فما زال الرجل، رغم تجميده، يعتقد أن حسن البنا، من قبره، قادر على أن يدير حياتنا!
ونوح من المكر بحيث يتكلم ويتكلم ولا يقول فى النهاية إلا ما يريد. كما أنه يعرف كيف يربى شعاراته ويهذبها، كلحيته التى جعلها الشيب مثل هلال. وقد بدأت معه بالشعارات.. إلى أين ذهبت به هو وجيله، فمسد هذه اللحية ثم قال:
- جيلى دفع ضريبة فادحة، ولم يحصل فى المقابل على شىء حتى الآن. دفعنا 30 سنة من المعاناة، واعتقدت أن النتيجة جاءت يوم 25 يناير، لكن هذا لم يحدث، بالعكس أتوقع أن يكون القادم أسوأ
* ألا تزال ثورة 25 يناير مجرد شعارات ؟
- ثورة يناير أشبه بمولود خطفته امرأة بعد ولادته بيومين
* امرأة مجهولة أم معلومة ؟
- معلومة، ولا تلد
* وماذا يمكن أن نفعل لاسترداد الطفل ؟
- لدينا مشاكل كثيرة، والثورة تحتاج لتمهيد وحشد، ثم لا تنس أن الذى مهد لثورة يناير هو حسنى مبارك نفسه بتصرفاته الخاطئة، ومستشارى السوء، وزوجته وابنه
* ما أكبر خطأ ارتكبه مبارك ؟
- أنه وثق بنفسه أزيد من اللازم، حتى ركبه الغرور
* وأسوأ مستشاريه ؟
- زوجته
* تبدو واثقاً من حظوظك بالفوز بمقعد نقيب المحامين ؟
- إن شاء الله، إلى حد كبير
* على أى شىء بنيت هذه الثقة ؟
- أراهن على عقلية المحامين ونضجهم
* وكيف تقرأ خريطة التحالفات فى هذه الدورة ؟
- ليست لدى أية تحالفات، ولا اتفاقات ولا قوائم، لا أحد معى
* وما علاقتك ببقية المرشحين ؟
- قوية، هكذا ظهرنا اليوم، يداً واحدة
* لكن سامح عاشور ومحمد كامل كانا يريدان للتظاهر أن يظل داخل النقابة ؟
- خرجنا، لأننى قلت لهم: نحن تحت قيادة المحامين، لا العكس
* هل هناك يد خفية تصيد فى الماء العكر بين المحامين والقضاة ؟
- هناك خلاف بين القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات المزورة فى العصر الماضى وبين المحامين، كان المحامون ينتقدون دائماً القضاة الذين يتولون هذه المهمة، وهناك استعلاء من جانب القضاة على المحامين، وقد خلق هذا فجوة بيننا
* من المسئول عن هذه الفجوة ؟
- ثورة 23 يوليو، لأنها قامت على تبعية القضاء للسلطة التنفيذية وليس العكس، عبدالناصر أراد التحكم فى كل شىء، وأورث ذلك للسادات ومبارك، غير أن طول مدة الحكم جعلت مبارك يستبد بهذه السلطة، انظر إلى طريقة تعيينه للنائب العام، ورؤساء المحاكم الدستورية، انظر إلى تحكمه فى القضاة ورشوتهم أو مداعبتهم بقرارت الندب والأموال التى أغدقها عليهم، ثم مداعبته لوكلاء النيابة بالسفر إلى أمريكا من حين لآخر، بالذات نيابة أمن الدولة، المهم أن هذا الاستبداد حول القضاء إلى مهنة تحت السيطرة، وتحول ضباط الشرطة إلى مجموعة من المتسلطين فوق الحماية، لا تحت الحماية

* على ذكر النائب العام، هل ترى أنه يؤدى دوره على النحو المطلوب ؟
- دوره الذى كان قبل الثورة، النائب العام يحقق فيما يرد إليه من بلاغات، لكنه ليس نائباً عن الشعب، لم نستشعر ذلك، بغض النظر عن الأسماء، هو نائب بالاتفاق مع السلطات التنفيذية
* وما سر المناوشات بينك وبين سامح عاشور؟
- ليس بينى وبين سامح مناوشات، كلانا يريد أن ينجح، أنا أعتقد أنه لم يستطع أن يؤدى دوره فى السنوات الثمانى التى تولى فيها أمر النقيب، وهو يعتقد أنى لن أستطيع أن أؤدى دورى فى السنوات الأربع القادمة. مع أنى أديت ما علىّ فى الماضى وهو يعلم ذلك. كل مشروعات النقابة كانت نتيجة توفيق الله ثم تفكيرى الخاص، لكن سامح يعرف أنى أقرب المرشحين إلى المحامين، وهو يتمتع بتكتلات جيدة، لكنها ليست محبوبة من المحامين
* وما موقفك من منتصر الزيات ؟
- منتصر أراد أن يقفز إلى الحاجز مبكراً، والمسألة ليست شعبية فحسب، بل هى مسألة نضج نقابى. وأعتقد أن سامح عاشور لديه قدرات نقابية، لكنه يفتقد القدرة على الأداء، لأنه مشغول بنفسه، بينما منتصر الزيات والدكتور محمد كامل على العكس، ليست لديهم قدرات نقابية فى هذه المرحلة، كان لا بد أن يتتلمذوا قليلاً وينتظروا، حتى تنضج ملكاتهم النقابية
* أرجع بك للشعار..المثقف، وهو الذى يصك الشعار للسلطان، ما حصته فى تردى الأحوال ؟
- المثقف المصرى بعد 25 يناير ساهم بتكالبه على اقتسام الغنائم فى تردى الأحوال، ومنهم بالمناسبة التيار الإسلامى، هم يشبهون غزاة موقعة أحد، سارعوا للغنائم فهزموا. المثقف المصرى شارك فى صنع الثورة وشارك ايضاً فى وأدها
* هل صحيح أن الإخوان المسلمين ليسوا أكثر من شعار؟
- كنت أتمنى أن يبتعد الإخوان قليلاً عن مجلس الشعب، وأن يقدموا للبرلمان القادم علماء فى كل اتجاه
* وماذا قدم الإخوان بديلاً عن هؤلاء؟
- قدموا أعضاء التنظيم ووضعوهم فى القوائم، وكنت أتمنى ان بحثوا عن الأكفاء وما أكثرهم فى مصر
* بأمانة.. ما الذى كان سينقصنا لو لم يكن هناك إخوان فى مصر ؟
- لغاية 10 أو 15 سنة فاتت كان ينقصها فقه الدعوة، الآن نحن بحاجة لفقه الدعوة
* تعنى أنهم ليسوا موجودين الآن ؟
- موجودون على المستوى السياسى فقط، ولا يكفى، لكى تكون داعية، أن تقدم للناس الشعارات الإسلامية ولحوم الأضاحى وشنطة رمضان، إنما يجب أن تقدم لهم فقه حسن البنا وعمر التلمسانى

* على ذكر عمر التلمسانى، وقد كنت قريباً منه، ألم يكن يحكى لك شيئاً عن علاقته بالسادات ؟
- كنت أجلس معه واكتب له أحياناً، هو يملى علىّ وأنا أكتب، وكنت أعرف عنه الكثير، كان نموذجاً فى التواضع
* أسألك عن علاقته بالسادات ؟
- كانت علاقته بالجميع متوازنة، فى حدود.. هيا بنا نعمل لصالح الدعوة
* أما زلت مصراً على كتمان سبب تجميدك فى الجماعة ؟
- لا أريد أن أفتح موضوعاً لا ينبنى عليه عمل، أنا جمدت نفسى فى الجماعة، فى توقيت كان هو الأفضل بالنسبة لى، قبل أن يحدث شىء لا أريده أن يحدث
* بيدى لا بيد الجماعة ؟
- أنا أجيد قراءة ما حولى، كما أنى لا أحب إثارة المتاعب داخل جماعة تربيت فيها
* ماذا خسر الإخوان بخروج عبدالمنعم أبو الفتوح ومختار نوح ومحمد حبيب ؟
( متسائلاً بسخرية )
- وهل هؤلاء فقط هم الذين خرجوا؟ أين: أبو العلا ماضى، خالد داوود، والزعفرانى، ومحمد صلاح، ومحمد الدفرواى..
* مقاطعاً ضحكة شامتة ندت عنه واستطراداً فى ذكر الأسماء: ضف للقائمة من تريد. السؤال.. ماذا خسرت الجماعة بخروج هؤلاء منها، وماذا خسر هؤلاء بدورهم ؟
- الإخوان كحركة لم تخسر، لكنها افتقدت بخروج هؤلاء الصدر الحنون، واحترام الرأى واستيعاب الآخر، أما الذين خرجوا منها فقد خسروا كثيراً
* والخاسر الأكبر.. الجماعة أم الفرد ؟
- الكل خاسر، الجماعة والفرد والدعوة
* كيف ترى حظوظ عبدالمنعم أبو الفتوح فى سباق الرئاسة ؟
- لو أن الانتخابات ستكون نزيهة، سينجح بنسبة 100 %
* رغم تخلى الإخوان عنه ؟
- رغم موقف الإخوان منه
* دعنا نتوقف معك كنائب فى البرلمان. كنت شاهداً على ما يجرى هناك تحت القبة. قل لى.. إلى أى حد ساهم المجلس أيام المحجوب فى إفساد مبارك ؟
- مجلس الشعب كانت مهمته حماية مبارك، لأنه كان يشرف بنفسه على التعذيب، وقدمت أدلة فى المجلس على ذلك، استجواب التعذيب واستجواب سوء استخدام قانون الطوارىء
* تعذيب الإسلاميين ؟
- كل المساجين، أنا قدمت قائمة تضم يساريين عذبوا وإسلاميين ومساجين عاديين ضربوا فى الأقسام، قدمت هذا الاستجواب ل " رفعت المحجوب" رحمه الله، وكان أول وآخر استجواب يقدم عن التعذيب فى مصر عام 1987
* وكيف تأكدت من أن مبارك كان يشرف على التعذيب بنفسه، وليس وزير الداخلية مثلاً ؟

- لأننى أخطرته بالوثائق ولم يتحرك، بالعكس كان يعتز بدور زكى بدر فى ذلك، وبدر قالها صراحة فى التليفزيون: هم قتلوا لنا 61 ظابط وسنقتل منهم 61 زيهم
* يقصد الإسلاميين ؟
- طبعاً، وكان هذا اعترافاً كاملاً من زكى بدر، وأعتقد أن حسنى مبارك فى ذلك الوقت كان يتابع كل شىء بنفسه، بعد ذلك كنت العضو الوحيد فى البرلمان الذى رفض تجديد الثقة لمبارك، مع أن المعارضة وقتها كانت قد اتخذت قراراً بتأييده، لكنى رفضت لدرجة أننى لم أقف عندما دخل البرلمان، وقد صورنى زكى بدر جالساً بين البابا شنودة وفؤاد سراج الدين الواقفين يصفقان. رفضت مبارك منذ اللحظة الأولى وكنت أسبق من ال 80 مليون مصرى فى كشف جرائمه، وقد كتبت على جدار نقابة المحامين يوم قتل عبدالحارث مدنى: قتله الرئيس مبارك !
* ألم يحاول استمالتك أو احتواءك بشكل أو بأخر ؟
- حاول بالمناصب
* كيف، ومن حمل لك الرسالة ؟
- لا أستطيع إخبارك باسم حامل الرسالة، لكن جمعنى حوار بالدكتور رفعت المحجوب حول التنازل عن استجواب التعذيب، قال لى: أنت شاب وأمامك، لو أردت، الدنيا المفتوحة، فقلت له: دع الدنيا مغلقة ! هى هكذا أجمل
( وبعد ضحكة مشتركة استانف نوح )..
- العرض الثانى كان من اللواء فؤاد علام فى أغسطس 1981بمبنى مباحث أمن الدولة، كنت خارجاً لتوى من السجن فطلب منى أخفف من حدتى فى نقد النظام، وقال لى : إن من يعمل معنا، يقصد مع الداخلية، يربح، فقلت له: أنا أقل من أن أعمل مع الداخلية، أنا فقط أستطيع أن أعمل ضد الداخلية، هذه التلويحات لم تفلح معى فتكونت عقيدة عند الداخلية ضدى، فلفقوا لى عدة قضايا وقبضوا علىّ عدة مرات، لكن فى النهاية بقيت أنا وذهبوا هم
* ألم تكن لديك نقطة ضعف تخاف من انكشافها ؟
- المسألة المادية، كانوا دائماً يغلقون مكتبى، فى آخر مرة حبست فيها عام 1999، كنت أنا وزميلى خالد بدوى، أحالنا المستشار أسامة سرايا على ما أظن
* هشام سرايا، أخوه ؟
- آه، فى هذه المرة لا أعرف لماذا حاصروا المكتب، ولماذا منعوا الناس من دخوله، ولماذا قاموا بوضع القناصة فوق سطوح المبنى الذى يقع فيه المكتب، كل هذا ساعد على أن يصل المكتب إلى درجة أقل من الصفر
* ما القرار الذى تم تمريره فى مجلس الشعب وكان سبباً فى التراكمات التى أدت إلى الثورة ؟
- مبايعة مبارك
* ومن الذى أمسك بخيوط المبايعة ؟
- كلهم، المعارضة كلها بما فيها الإخوان والوفد والأحرار، كلهم، وكان مهندس العملية رفعت المحجوب، الكل بايع باستثناء أربعة.. أنا ومجدى حسين ومحيى الدين أحمد عيسى وعبدالحى الفرماوى الذى كان غائباً فى هذا اليوم
* ألم تر مبارك فى أية مناسبة عامة ؟
- رأيته بداخل القفص
* قبل ذلك ؟
- أعتقد أن مبارك كان يكرهنى بشكل شخصى، كثيراً ما منعنى من السفر، واعتلقنى عدة مرات، ومرة أرسل لى رسالة فى انتخابات 1995، طالباً منى الانسحاب

* من أوصل لك الرسالة ؟
- مع شخصية سياسية، أفلتت من المحاكمة بفضل الجيش
* أسألك عن الاسم، ليكون الكلام على رؤوش الأشهاد ؟
- اعفنى من ذكر اسمه، لكنه قال لى: الرئيس يطلب منك الانسحاب ولا داعى للمشاكل، ولما أكملت كانت مذبحة
* من قتل رفعت المحجوب ؟
- الذين اتهموا بقتله، صفوت عبدالغنى، وقال فى اعتراف له: قتلنا المحجوب بطريق الخطأ، لأن وزير الداخلية كان هو المقصود
* أعود معك إلى الإخوان.. كيف هى علاقتك بمحمد بديع ؟
- أكثر من رائعة ، أنا أحبه
* ألم يعرض عليك الرجوع للجماعة ؟
- يتحدث معى فى المناسبات وأحياناً يشارك، علاقتنا طيبة
* يتصرف معك بشخصه لا بصفته ؟
- بالضبط
* هل شعار الإخوان حالياً.. يد تطعن ويد ترفع القرآن ؟
- هذا شعار جديد بالنسبة لى، ولا أظن أنه صحيح، لكنهم مشغولون الآن بالسياسة أكثر من رفع القرآن
* وكيف ترى عصام العريان ؟
- طاقة علمية كان يصلح أن يكون رمزاً لكل أصحاب الفكر الحر، لكنه لا يقوم بهذا الدور
* قلت.. إن توريث الحكم ل " جمال مبارك " أفضل من ذهابه لأى عسكرى ! هل كنت تغازل جمال، أم تعبر عن تخوفك من العسكر؟
- أنا قلت إن جمال هو أسوأ الخيارات المطروحة، وإن سياسة التوريث مفروضة علينا منذ 30 سنة، لكن إذا خيرت بين التوريث لمدنى أو لعسكرى، سأختار المدنى، لأنه أقل ضرراً، على الأقل يمكننا التخلص من المدنى، بينما العسكرى يمكنه التخلص منا
* لكن كان هناك من هم أفضل من جمال بكل تأكيد ؟
- لم يكن مطروحاً غيره، البلد كانت ذاهبة إليه بلا أدنى شك
* ماذا كنت ستفعل وقتها ؟
- جمال لا يختلف عندى عن أبيه، ولا عن السادات ولا عبدالناصر، مشروعيتهم كلهم واحدة.. التوريث. رجال الثورة ورثوا عبدالناصر، دون ان يختاره الشعب، وعبدالناصر ورث السادات والسادات ورث مبارك ومبارك كان فى طريقه لتوريث ابنه، كل ذلك دون إرادة من الشعب
* وما خطأ عبدالناصر؟
- كنت صغيراً أيام عبالناصر، لكنى عبرت عن رأيى فيه بعدم الوقوف دقيقة حداداً عليه، طلب منا الدكتور محمد عوض وكنا فى سنة أولى جامعة، الوقوف، لكنى رفضت، فطردنى الدكتور عوض خارج القاعة، رغم أنه، فيما بعد كان جاراً لحماتى
* والسادات ؟
- سلب الحرية هو خطأ الجميع، خذ القذافى مثلاً.. طلبوا منه الحرية فرفض، ولذلك قتل، إنك تمنع الشعب من الحرية حتى عندما تكون له الغلبة ! حكامنا يعشقون الاستبداد، وهذه سمات الفراعين، لذلك تجد القرآن يركز على قصة فرعون، من يقرأها يعرف كيف أن الفرعون يموت وهو يرى زوال ملكه أمام عينه ! لكن السادات كان فرعوناً رقيقاً، كان أرق وأخف دماً من باقى الفراعين

* هل الإخوان مهيئون لحكم مصر ؟
- لا ، ليس هناك أحد الآن مهيأ لحكم مصر منفرداً، والإخوان غير مهيئيين لا منفردين ولا جماعة
* وحزب الإخوان.. هل ما زال محكوماً عليه بالفشل فى رأيك؟
- نشأ الحزب وصدق ظنى، الحزب جزء من الجماعة، وهم يسمونه الذراع السياسية للجماعة، لم ينفصل عن الجماعة ولا يستطيع اتخاذ قرار لا توافق عليه الجماعة
* والاستعانة بقبطى كنائب لرئيس الحزب.. كيف تراه ؟
- نوع من أنواع المواءمات السياسية، الجماعة لم تقدم قانوناً للمواطنة حتى الآن، ما زالت تقدم العبارات إياها التى يقدمها السلفيون وكل الطاقم الإسلامى من أن المسيحيين فى ذمتنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا..إلخ، لكن المطلوب فى هذه المرحلة شىء آخر. مطلوب من الإخوان تقديم قانون للمواطنة، وقانون لدور العبادة، أما الكلام العام فهذا يصلح للمنابر، لكن السياسى عليه أن يصنع قانوناً لحل أزمة
* أى ملف من ملفات الفساد لم يفتح بعد يا أستاذ مختار؟
- كل ملفات الفساد الخاصة بمبارك لم تفتح بعد، كلها أمر بغلقها، مقابل محاكمة مبارك الإعلامية التى أشك كثيراً فى أن يحكم فيها. ملفات الفساد الحقيقية وجرائم القتل كلها عند النائب العام ولم تفتح طبعاً
* وعلى أى أساس تشك فى إمكانية الحكم على مبارك ؟
- شوف.. لو أردت أن تطبق قواعد العدالة كنت أحلت مبارك منذ اليوم الأول، لكنك تطبق قواعد الضرورة، قامت ثورة إذن حاكم مبارك، وهكذا
* هل تلمح إلى أن وراء المحاكمة صفقة ؟
- ليست صفقة، لكنها الضرورة التى سيتخذ فيها أصحاب الشأن اجراء فى الوقت المناسب
* وما الوقت المناسب على الأرجح ؟
- أرجح أن المجلس العسكرى يفكر الآن بعمق فى كيفية الخروج من الأزمة التى وضع نفسه فيها
* تقصد محاكمة مبارك ؟
- هذه هى الأزمة رقم 4، هناك أزمة الإخوان المسلمين والانتخابات
* وضح لى ؟
- المجلس العسكرى لا يريد الانتخابات ولا الإخوان ولا الحرية ولا الديموقراطية، لا يريد تغييراً لدوره، هو يريد توازناً فى الأدوار، لا بد بالنسبة لهم من عودة مجلس الدفاع الوطنى للسيطرة على الأمور وأن تكون المشروعية لثورة يوليو، مشروعية الجيش.. هذه هى الأزمة الأولى، الأزمة الثانية هى: كيف يخرج من كل ما وضع نفسه فيه.. كمدافع عن الثورة وعن مطالبها فقدم حسنى مبارك للمحاكمة.. هذه هى الأزمة رقم 4. الأزمتان الثانية والثالثة لا أحب الحديث فيهما

* لماذا ؟
- لأن ذلك قد يؤدى إلى سجنى، لأن الجيش لا يحب الحديث المسهب فى أشياء حساسة، سبق وأن سجن آخرين
* وما أكثر أسرار الإخوان خطورة ؟
- لا أعرف
* وماذا عن التنظيم الدولى لللإخوان ؟
- خرافة
* ونقطة ضعف الإخوان ؟
- الإخوان بحاجة إلى إعادة بحث فى الهوية
* وتمويل الجماعة ؟
- لا أعرف شيئاً عنه
* هل هو سر يحتفظ به المرشد، أم أن آخرين يشاركونه هذا السر؟
- لا أعرف أكثر من ان هناك اشتراكات تدفع شهرياً من الأعضاء
* ولماذا قلت فى 15 / 5 / 2006، إن أية محاولة لتغيير النظام ستؤدى إلى ضياع مصر
- لم أقل هذا
* وما علاقة الإخوان بالأمن، هل كان الأمن يساندهم سراً، بينما يبدو للرأى العام أنه ينكل بهم ؟
- هذا الموضوع مفهوم بطريق الخطأ، النظام كان بحاجة لللإخوان، فكان يبقى عليهم فى حالة حياة، النظام كان يقدم القربان للغرب بالإخوان وكان يخيفه بهم
* شهية الإخوان مفتوحة للنقابات بالذات، ما السر ؟
- هذا الوضع بدأ فى التغير، لقد خسروا فى الانتخابات الفرعية لنقابة الأطباء
* أستاذ مختار هل تعتقد معى بأن الإسلاميين أصبح لديهم اعتقاد باحتكار الحقيقة ؟

- المشكلة أن التربية لدينا لا ترقى إلى مستوى الشعارات
* كيف يجتمع الشعر والسياسة فى قلب واحد ؟
- أمارس السياسة أيضاً بقلب برىء
* أنت نفسك، هل أنت برىء ؟
- أنا رومانسى، رغم تكرر الغدر بى، لكننى أقع فى الفخ من جديد
* وأنت بمن غدرت ؟
- لا أعرف الغدر؟
* والصراحة، هل هى من سماتك ؟
- لا، لست صريحاً، أصرح بما أريد فقط
* ألم ترتكب أى نوع من المخالفات، سياسية أو مالية أو إدارية ؟
- ارتكبت مخالفات كانت نتيجتها على نفسى
* مثل ؟
- خالفت ضميرى يوماً ما وجاملت أفراداً، ولا تسألنى من هم، فجاءتنى الطعنة منهم
* والسجن ماذا يفعل بالروح ؟
- يقويها
* ما لا يقتلنى يجعلنى أقوى ؟
- طبعاً، أنا حبست انفرادياً بمزاجى لمدة 3 سنوات
* ماذا كنت تفعل فى هذه المدة ؟
- القراءة والتأمل، الوحدة تجعلك أكثر نضجاً
* هل تعرضت لتعذيب ؟
- عام 1981م
* بأوامر سياسية، أم هو الروتين اليومى ؟
- الروتين، " كانت عُلق عادية "، وبالمناسبة حصلت على 20 ألف جنيه تعويضاً من زكى بدر

* وما سقف التعذيب الذى تعرضت له ؟
- كانوا يضربوننى بفروع الشجر، وأنا عار فى عز الشتاء، ومرة تصادف أن كان أحد العساكر بلدياتى من المحمودية / بحيرة، ورفض ضربى فضرب هو أمام كل العساكر، رغم توصية أبو غزالة علىّ، لكن يبدو أنهم لهذا السبب " توصوا بى "
* بمناسبة أبو غزالة، هل كان مبارك يغار منه، ولهذا أقصاه ؟
- طبعاً، الفروق الفردية بينهما كثيرة، أبو غزالة كان عبقرياً وكان له حضور طاغ فى الشارع المصرى، كانت لديه مقومات كثيرة لا يتمتع بها مبارك، ولهذا انتظر مبارك طويلاً حتى تمكن من إقصائه
* بحكم المصاهرة بينك وبين أبو غزالة، هل عرفت رد فعله عن قريب ؟
- آثر الصمت واعتكف، ولا تنس أن مبارك نحاه على مرحلتين، من الجيش أولاً ثم كمساعد رئيس جمهورية، حتى عندما نحاه كمساعد رئيس جمهورية وجد صعوبة فى ذلك، وأذكر أن أبو غزالة ذهب مع مبارك فى زيارة لمطروح، فاستقبله الناس بحفاوة شديدة، وأهملوا مبارك، لذلك كان من الطبيعى أن يقتله، لا أن ينحيه. مبارك غدر به
* أعود إلى التيارات الدينية، هل تعتقد أن المعركة بين هذه التيارات، وقد خرجت من السراديب إلى النور، انتهت مع المجتمع ؟
- سوف تتعمق المشكلة، لأنهم خرجوا إلى النور بفكر السراديب، تذكرنى الحركة الإسلامية ب " الفراخ " عندما تخرج من العشة بعد طول حبس، حالة هياج شديد تجعلها تجرى فى كل اتجاه، وانا مندهش مما يحدث لهذا الحركة، الجميع يرفع شعار الإسلام هو الحل، والعجيب أنك لا تجد حلاً، أصبح لدينا الآن أكثر من إسلام !
* بكلمة، لخص لى..مأمون الهضيبى ؟
- حجة
* عمر التلمسانى ؟
- البعث الجديد للإخوان المسلمين
* محمد عاكف ؟
- ( بعد تفكير لم يطل ).. رجل طيب ونقى
* ومحمد بديع ؟
- أيضاً رجل طيب ونقى
* قل لى.. لماذا تكره عادل إمام ؟
- أنا لا أكرهه، أنا أقول إنه يعانى من مشكلة ذاتية، كل ما حرم منه فى طفولته وشبابه يعوضه فى السينما، ولا يقدم حلاً، إنما يزيد الطين بلة فى كل أفلامه، إذا قدم فيلماً عن الإرهاب عمق وشجع على الإرهاب
* لكنه ممثل يؤدى أدواراً، والكاتب غالباً هو وحيد حامد ؟
- عادل يتدخل فى كل شىء، حتى النكت ينفرد بها، وهو الذى يتولى ضرب الناس
* مع أن صحته لا تساعد على الضرب ؟
- عادل لديه بعض التشوهات فى جسمه، يعانى منها منذ صغره، وهذه مسألة نفسية جعلته يلعب دور القائد وسط أتباع، تركيبة جسمه ولأنه أدى كثيراً فى بداياته دور الشخص المضروب، كل ذلك يجعله يعوض على حساب القصة، ولهذا اردد دائماً أن ما يقدمه ليس فناً، إنما تنهدات شخص، والواقع السياسى لمبارك صنع من عادل نجم النجوم، وهو بدوره استثمر قضية الإرهاب وعمل شوية مناظر، وكل هذا شىء لا بطولة فيه، حتى فى مسرحياته لا يقول شيئاً له قيمة، يذكرنى ب " يوسف شاهين "، كان الشيخ فى كل أفلامه هو الندل الجبان والرجل القومى هو أحسن واحد ! كل هذه قصص مشبوهة، وأنا أعتقد أن وحيد حامد وعادل إمام خدموا التطرف من حيث أرادوا أن يقاوموه
* ما دمنا نتحدث عن الدراما، هل أفلحت الدراما فى تقديم الإخوان ؟
- لا، لم تقدمهم الدراما بشكل عادل، وهم أيضاً لا يستطيعون تقديم أنفسهم درامياً بشكل عادل
* وما موقفك من رجائى عطية، لماذا بعته ؟
- رجائى هو الذى باعنى، أنا عندما كنت أختلف معه كانت هناك أسباب، أما هو حينما لا يقف معى الآن فليست لديه أسباب
* ختاماً.. ماذا يبقى من مبارك ؟
- العار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.