قال وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى لوفد أسر شهداء ثورة 25 يناير: «أنتم فى وطنكم الثانى وإن مصر لها مكانة خاصة فى قلوب جميع المسلمين، وإنها سوف تستعيد دورها الإقليمى والدولى قريبا، علما أن مصر بلد شقيق وكبير وذات حضارة وتاريخ وثقل سياسى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم الإسلامى، وأتمنى أن تكون زيارتكم خطوة مهمة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الشعبين المصرى والإيرانى». أضاف «صالحى» فى الكلمة التى وجهها لأسر الشهداء أثناء استقبالهم فى طهران، إن مصر وإيران بلدان كبيران فى العالم الإسلامى وإن الشعب الإيرانى يقدر الشعب المصرى، وإنه من أول الشعوب التى رحبت بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، ولم تنقطع علاقات الأخوة بين الشعبين رغم قطعها رسميا عن طريق النظام السابق من أجل إرضاء إسرائيل وأمريكا وتوسيع العلاقات معهما». وأكد «صالحى» أن طهران على يقين بأن مصر سوف تتخذ خطوات جادة لاسترداد موقعها الإقليمى ومكانتها الدولية وتوفر الظروف الملائمة للنمو والتقدم وأن أعداء مصر فى أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية سيفشلون فى إجهاض الثورة المصرية وسيركعون أمام إرادة شعب مصر العظيم، متهما وقوف كل من أمريكا وإسرائيل وحلفائهما فى الشرق الأوسط بشكل مستمر لزيادة التوتر فى العلاقة بين القاهرةوطهران. وأشار وزير الخارجية إلى أن هؤلاء يغفلون حركة التيار الهادر للصحوة الإسلامية ضد الاستكبار والغرور الصهيوأمريكى، متمنيا أن تتحرر فلسطين مؤكدا أنها إلى جانب أفغانستان من القضايا المهمة للشعبين، إضافة إلى تعزيز الوحدة والترابط بدلا من الانقسام وإجهاض محاولات أمريكا للسيطرة على العالم الإسلامى. وتابع «صالحى» خلال إلقاء كلمته: «إن انهيار نظام الديكتاتور السابق حسنى مبارك حدث تاريخى مهم، وبداية لمرحلة جديدة فى تاريخ علاقات مصر الدولية وفى مقدمتها دعم العلاقات بين القاهرةوطهران عبر استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية بانتخاب رئيس جديد بعد الانتهاء من تشكيل البرلمان»، مؤكدا أن الله سيحفظ ثورة مصر من الماكرين وأن الشعب المصرى لن يرضى بديلا عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإحياء القيم السامية ودحر فلول النظام السابق. وقال عن الملف النووى لإيران: «هذا ملف مصطنع وتم إعطاؤه صبغة سياسية، ولذلك يجب أن نتسم بسعة الصدر والصبر اللازمين لأن مشكلة الملف النووى الإيرانى هى مشكلة سياسية فى المقام الأول وليست مشكلة تقنية، والجهاز الأمنى الأمريكى وسائر الدول الغربية يعلمون جيدا أن إيران لم تنحرف إلى أى نشاط غير سلمى فيما يخص ملفها النووى وهذا ما أعلنوه، ولكن نحن مستمرون فى هذا الملف لأنهم يريدون لإيران أن تنغمس فى ملفها السياسى بعد أن فقدوا إيران كحليفة للدول الغربية وأمريكا منذ 33 عاما منذ سقوط حكم الشاه، وهم يريدون أن تتبع إيران ميولهم السياسية، وأنا متفائل لأننا نسير فى اتجاه صحيح، جائز نتقدم بخصوص هذا الشأن ببطء، ولكن نحن فى اتجاه ضد إسرائيل». وكانت طهران قد وجهت دعوة عامة لأسر الشهداء فى السويس وفى محافظات أخرى بزيارة طهران وتكريمهم من قبل الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد وعدد من المسئولين الإيرانيين.