يداخلنى إحساس وأنا أستمع إلى أى خطاب للدكتور «محمد مرسى» أن الرجل غير مقتنع أنه رئيس! بل ما زال يؤدى كرجل من رجال جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، كى تتأكد من ذلك حاول أن تسترجع أهم الموضوعات التى تحدث فيها «مرسى» فى خطابه الأخير أمام سيدات ورجال «مبادرة حقوق وحريات المرأة المصرية». فقد استغرق الرجل فى الحديث عن الإعلام والإعلاميين الذين يكيدون لمصر، أى له، على أساس أنه أصبح ومصر «حتة واحدة»! ورجال الأعمال الذين يدفعون المال للبلطجية، والسياسيين الذين يمنحون العنف غطاءً سياسياً. لقد ترك «مرسى» المشاكل الاقتصادية الحادة، والقضايا السياسية المعقدة التى تنعكس آثارها على 92 مليون بنى آدم يعيشون فى مصر، وأخذ يتحدث عن الاعتداء على 92 أو 192 عضواً من جماعة الإخوان يوم «نكسة المقطم». ما هذا الهزل والهزال.. هل يعقل أن ذلك هو ما يشغل رئيس دولة تمر بمثل الظروف التى تمر بها مصر حالياً؟ وماذا يزيد الدكتور «مرسى» بهذا الأداء على رجال جماعة الإخوان، أمثال «عصام العريان» و«محمد البلتاجى» و«سعد الكتاتنى»؟! لقد سبق أن أمطر «العريان» الإعلام والإعلاميين بشتى أنواع وألوان القدح والذم، وهو ما فعله الدكتور «مرسى» فى خطابه، بل لقد تجاوز «العريان» الأمر، وتقمص دور «صلاح نصر»، حين قال إن من حقه استدعاء أى من الإعلاميين لسؤاله ومحاسبته! أما «محمد البلتاجى»، فما يفتأ يكرر الأسطوانة المشروخة حول من يمولون البلطجية (يقصد المتظاهرين) بالمال، ولا ينسى فى كل مناسبة أن يشير إلى جبهة الخراب التى تمنح المتظاهرين غطاءً سياسياً، ولا يخجل بعد ذلك حين يسمع زميله فى الجماعة الدكتور «سعد الكتاتنى» وهو يدعو رموز جبهة الخراب تلك للجلوس مع «مرسى» على مائدة المفاوضات! بالله عليكم ماذا زاد مرسى على الكلام الذى يتسكع على لسان «العريان» أو «البلتاجى» أو «الكتاتنى» أو غيرهم من رجال الجماعة والحزب، وكأنه واحد منهم وليس رئيس دولة، رغم أنه يحرص فى بداية أى خطاب يتحفنا به على ترديد العبارة التى أصبحت ماسخة جدا: «أنا رئيس لكل المصريين». لو كنت رئيساً -وسيبك من حكاية كل المصريين- لأديت كرئيس دولة، وليس كرجل حزب أو جماعة، يبدو أنك لا تصدق يا دكتور أنك أصبحت بالفعل رئيسا، أو يصيبك نوع من الشك كلما ناداك أحد بهذا اللقب! ولو أنك فهمت منذ اللحظة الأولى التى دخلت فيها قصر الرئاسة ذلك لما وصل بك الحال إلى ما وصل به إليك الآن.. يا دكتور «مرسى» أفق أنت «رئيس دولة».. ولو مش مصدق أحلف لك.. وحياة عيالى إنت «رئيس».. وحياة المصحف «إنت رئيس».. أحلف لك بإيه تانى.. طيب وحياة «المرشد» يا شيخ إنت «رئيس»!