لست أدرى ما هى حكاية الحكومة؟!. ترفض الاستجابة للمزارعين المصريين بشراء طن الأرز منهم بمبلغ 2800 جنيه للطن، ثم تطرح ممارسة لاستيراد 200 ألف طن أرز أبيض من الهند، شارك فيها ثلاث شركات للاستيراد بأسعار 410 دولارات للطن الواحد، أى ما يعادل 3600 جنيه بحسب السعر الرسمى للدولار فى البنوك، وهو 8.88 جنيه للدولار!. اترك هذه وانظر لتلك: تقرير لوزارة الزراعة يكشف أن مصر استوردت 8 ملايين و249 ألف طن ذرة صفراء، بما يقرب من 1.7 مليار دولار، رغم إمكانية تدبير هذه الكمية محلياً. اترك هاتين وانظر الثالثة: تقرير لوكالة «رويترز» يكشف أن مصر طرحت أكبر مناقصة فى العالم لشراء الغاز الطبيعى المسال، لتأمين 96 شحنة من الغاز خلال الفترة 2017- 2018، رغم أن رئيس الحكومة، المهندس شريف إسماعيل، سبق وأكد، حين كان وزيراً للبترول، أن حقل «ظُهر» الذى تم اكتشافه فى زفة إعلامية كبيرة عام 2015، سيبدأ إنتاجه مطلع عام 2018، وأن الغاز المستخرج من الحقل سيخصص بالكامل للسوق المحلية!.
فى إيه يا حكومة؟. هذه الصفقات يتم إبرامها عبر وزارات مسئولة، يعلم كل وزير يجلس على كرسيها الأزمة التى تعيشها البلاد بسبب شح الدولار، ومن فوقهم رئيس الوزراء الذى يتحدث عن تعويم الجنيه وإطلاق سعره أمام الدولار، كخطوة إصلاحية، يجب أن تتخذها مصر، حتى تحصل على قرض ال12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى. ألا تشعر الحكومة بكم المعاناة التى يعانيها المواطن، جراء الارتفاعات المتوالية لسعر الدولار فى السوق السوداء؟ ألا تلاحظ الحكومة عجزها عن إنعاش أو تحريك المصادر التقليدية التى كانت تعتمد عليها مصر فى الحصول على العملة الأجنبية؟. العجيب فى الأمر أن الحكومة تتخذ هذه الإجراءات، وهى تعلم أن هناك أباطرة وبارونات يستفيدون كل الفائدة من هذه الصفقات، ويساهمون بطريقة أو بأخرى فى إخراج الاحتياطى الدولارى الشحيح من مصر، حتى يعانى هذا الشعب أكثر وأكثر. بماذا نفسر هذا النمط من الأداء من جانب الحكومة؟. هل هو إهمال أم فساد؟!. قد يقول قائل: لا بد أن يكون لدى الحكومة أسباب وهى تتخذ مثل هذه القرارات، لكننى أسأله: لماذا لا تخرج على الناس وتشرح لهم تلك الأسباب؟!.
العجب العجاب أن تجد -بعد هذا العك- وزراء ومسئولين كباراً بالدولة يخرجون علينا متحدثين عن الحصار الذى تمارسه بعض الأطراف الخارجية على المصريين، وتطلب من الشعب أن يتحمل الجوع والحرمان، ويستنفر قدراته على التحدى، حتى يتمكن من مواجهة الحصار، رغم أن الحكومة نفسها تحولت بقراراتها إلى أكبر طرف يضرب الحصار حول هذا الشعب، أما أعجب العجب فيتعلق بالأحاديث التى لا تتوقف عن المؤامرات التى تحاك ضد مصر، فى خطاب لا يقل عن خطاب الإسلاميين سذاجة، حين يتحدث عن تحالف الصهيونية العالمية، والغرب الصليبى، والشرق الملحد ضد الإسلام والمسلمين. رغم أن أمرنا لا يحتاج أى جهد من جانب من يريد النيل منا، لماذا يتعب أو يرهق نفسه معنا.. يكفى جداً أن يتركونا لأنفسنا..!.