صدقينى يا هبة لن أستغرب حين تُدعى الفصائل المصرية للاجتماع والتفاوض ربما بوساطة قطرية سيرفضها البعض، أو بوساطة أمريكية سيهرولون معها مرتدين ملابس الإحرام لأداء مناسك الطواف بالبيت الأبيض. صدقينى يا هبة حين أقول لك إننا الآن فى دولة الفرقاء، حيث الكل يعادى الكل ويشكك فى الكل ويخوّن فى الكل ويظن أنه أذكى من الكل، مع إنه من الغريب أن يكون الحق مع الكل، ومن يسقط شهيداً من الكل وفى نفس الوقت يستحق ما جرى له من الكل!!! ها نحن يا هبة فى (سوب أوبرا) أو أوبرا فقاعات الصابون التى لا تنتهى أبداً حيث دراما رخيصة اسمها: انتو اللى بدأتوا الأول.. والحقيقة يا هبة أننا فى حاجة لمراجعة «التايم لاين» بتاع الكل حتى نستطيع أن نعرف يا هبة من المسئول، حيث بدأ الأمر كالتالى: * فاز «مرسى» بالرئاسة (ع الحركرك). المنطقى أن تكون له معارضة قوة يدرك هو أنه يجب أن يحتويها بغض النظر عن الأعداء الحقيقيين والخونة الذين يريدون فعلاً إنهاء حكمه أو كارهين للمشروع الإسلامى، لكنه بدلاً من أن يفعل ذلك رأينا التالى: * «مرسى» كان يستطيع الجمع بدلاً من التفرقة. التزم بالتزامات لم ينفذها، ولعب على نغمة (ادوله فرصة) وبدلاً من أن يعمل فعلاً إذا به يؤكد كل شكوك معارضيه بأفعاله وأقواله، وبدلاً من أن يقف على مسافة واحدة من الجميع راح يؤكد أنه فى أحضان وحماية أهله وعشيرته الذين استباحوا الكلام باسمه والتصريح على لسانه وكأنها عزبة يا هبة. * المعارضة ليست بريئة يا هبة، لكن من قال إن أى معارضة فى العالم شريفة أو نبيلة. إنها السياسة يا هبة، حيث القذارة تطول الكل، وتصدر من الكل، ولتذهب البلد للجحيم يا هبة.. المهم الكرسى. * حدثت مجزرة رفح. تألم الجميع. أخذ «مرسى» قراراً محترماً بإقالة طنطاوى وعنان ومدير المخابرات. ليس لديك حجة الآن يا حاج مرسى. خش ع الداخلية و........... لكن لحظة. فى اليوم التالى تم تكريم «طنطاوى» و«عنان» وتم إعطاؤهما خروجاً آمناً لا يستحقانه بالمرة، لنبدأ فى تحسس أدمغتنا يا هبة التى كانت فى مكانها آنذاك. * مرت موقعة ال100 يوم بتأكيد أن الرئيس وحده لا يستطيع أن ينجز، أو يلتزم، لكن هل أدرك هو هذا؟؟.. ها هو يستقبل الناس من كل الاتجاهات يسمع لهم ويتشاور معهم. ها نحن مستبشرون خيراً بالرئيس وبما سيفعله، ثم هوووووووب يا هبة.. دخلنا فى متاهة اسمها الإعلان الدستورى المكمل الذى لم يعد الأمر بعده كما كان.. أبداً. * ألقى «مرسى» بكل النصائح وراء ظهره. اختار أن يبقى وحيداً لأن الكل خائن ويكرهه ويريد أن يفشله. ارتمى أكثر فى أحضان بديعه وخيرته وبلتاجه وعريانه، وغيرهم من الذين جابوا (داغه) بحجة أنهم يحمونه، وراح يمثل دور الرئيس غير عابئ بما سيحدث. * الآن الرجل لديه نائب عام ملاكى - إعلان دستورى ينصبه نصف إله - معارضة تتحين الفرصة للانقضاض، ومؤيدون راحوا ينفضون من حوله رويداً رويداً، ومستشارون اكتشفوا أنه (بيبلفهم) و(يقرطسهم) و(مش ماشى من دماغه)، ثم رئيس وزراء ماريونيت خربها وجلس على تلها. * أحداث «الاتحادية» يا هبة هى القشة التى قصمت ظهر مرسى. هذا الرجل كان يعرف أن مجزرة ربما يتحدث ولم يمنعها وتابع مجزرة تحدث ولم يوقفها. ورأى مجزرة تنتهى ولم يحاسب فيها أحداً. هذا الرجل ليس رئيسى يا هبة ولا يختلف عن «مبارك» أو أى حاكم ظالم وعاجز. * هنا تأتى المعارضة لتلعب أسوأ أدوارها، وبدلاً من أن تنظم صفوفها لتقف ضد سياسات الرجل وتسقط جماعته لو أرادت، تفرغت للحشد والتهييج والإثارة وكأننا فى فيلم بورنو يا هبة. وراح الجميع يتعرى ليثبت أنه هو الآخر فاشل. «مرسى» فاشل والإخوان فاشلون والمعارضة فاشلة، ولا تأتى بسيرة الجيش (عشان ما اتغاباش عليكى) يا هبة، فهم أس البلاوى، ولم يحاسبهم أحد بل خرج كثيرون يسترضونهم ليعينوهم على «مرسى» وإخوانه وليس لوجه الله يا هبة. * «التحرير» المغلق يا هبة فقد هو الآخر معناه وقداسته، وهو ملىء فعلاً الآن بالبلطجية يا هبة والمسجلين والمحرضين والمدفوعين، وأصبح دولة داخل الدولة يا هبة، ولن يقترب منه «مرسى» لأنه يفيده، ولن تسعى المعارضة لفضه لأنها مستفيدة هى الأخرى، وتصبح المحصلة النهائية أننا فى عاركة بلدى يا هبة. * سقوط القتلى يا هبة والاعتداءات والتعذيب والسحل يتحمله «مرسى» يا هبة. ومن يقول غير ذلك لا يفهم. ومثلما ندين ضرب وسحل وتعذيب وقتل النشطاء والثوريين، يجب أن ندين ضرب و(حرق) وسحل الإخوان يا هبة.. كلاهما بلطجى يا هبة والكلام عن الفعل ورد الفعل عبث وهراء يا هبة. الكل أصبح مجرماً والله يا هبة ولن تنظف أيديهم أبداً من دمائنا يا هبة. * حين أكتب مثل هذا الكلام يا هبة أجد من سيشتمنى ويتهمنى ويعتبرنى ماسك العصاية من النص، ولو كنت انحزت لفريق لشتمنى الفريق الآخر، لكن الفرقتين زفت وقطران يا هبة فدعيهم يشتمون كما يريدون. * أخيراً يا هبة.. اعذرينى وأرجو أن تتفهمى.. انتى مين يا بت.. أنا ما أعرفكيش أصلاً.