علي طريقة الفيلسوف عبده الحلوف، بتاع يابايع الفشة والممبار.. خلي بالك من الخاين الغدار، والحلة فوق النار، وعلي رأي الحاج متقال.. الخيانة بتاع الخيانة.. ياخلاولة، خرج علينا سيادة الجنرال عبدالمنعم كاطو ليضرب الثورة علي قفاها لحد ما تتكوم علي الرصيف، ثم بدأ وصلة بالمدفعية الثقيلة، فوق دماغ العيال الصيع اللي لاعندها دم ولا ضمير، ولا تحترم النجوم والسيوف التي يحملها علي كتفه، لا بتضربله تعظيم سلام بفرقة حسب الله، ولا حتي بالتنورة، لكنها.. بتيجي لغاية سيادته وتتحول، لا بتشوف نسر ولا بومة حتي، لذلك.. قرر سيادته أن يفضحهم علي الهواء، ولا فضيحة الحاج صفوت الشريف.. بتاع ادلعي يامزة.. ده شغل كله لذة، وتعالي لحمو ياوليه.. أحسن ألبسك قضية. ولا أحد يعرف حتي هذه الساعة الهباب، هل سيادة الجنرال مازال في الخدمة، فقرر أن يساند زميله الجنرال الرويني، علي اعتبار أن الجنرال للجنرال مثل الشاكوش والمسمار.. ولابد من الدق المستمر علي دماغ الشعب الحمار، لحد ما يخرموا نافوخه، وبدل ما يطلع علي التحرير، يطلع علي المجاورين، أم أن سيادة الجنرال قد خرج من الخدمة ولم يعد، فقرر أن يجامل اخواته، ويضرب طلقتين في فرح الخيانة الكبري، ولا يهم أن جت الطلقتين في دماغ حد من المعازيم علي الأقل يبقي خد الشر وراح، أو جت في دماغ العريس، يبقي العروسة انكتبلها عُمر جديد، وورثت من غير جواز ولاهباب، لا أحد يعرف ماذا يعمل سيادته بالضبط الآن، كل الذي نعرفه.. أنه يؤمن إيمانا راسخا لا يتزعزع أن الشعب المصري كله خونة وعملاء ويقبضون بالين والإسترليني، لأن الدولار مضروب اليومين دول، وأنهم يرفعون شعار.. إذا الشعب يوما أراد الخيانة فلابد أن يستجيب القدر، ولذلك.. كان علي سيادته أن يمتشق سيف القصاص، ويطيح في الجبلات الأندال الخونة وهو يهتف علي طريقة الحجاج بن يوسف الثقفي.. مالي أري رءوسا قد أينعت.. وإني لقاطفها بإذن الله، بس عاوز اتنين رجالة معايا، عشان دراعي بيوجعني. يؤمن سيادة الجنرال.. أننا إما خونة.. وأما لسه بنشاور عقلنا وبنفكر في الخيانة، بس مستنيين البورصة تعلي شوية، وبعدها.. كل واحد فينا ينشر إعلانا في الجرائد.. يقول فيه.. خائن علي الزيرو.. استعمال طبيب.. مطلوب أعلي سعر.. والوسطاء يمتنعون، ولذلك.. فحلال فينا ضرب الجزم، أو التعليق علي عواميد النور بدل فوانيس رمضان، علي الأقل منه توفير، ومنه تربية، واللي مش عاجبه.. هاينزل عليه بالحنجل والمنجل، لحد ما يتكسح ويتشل، والولية مراته تشيله في قفة، وتسرح به قدام السيدة، أو في الموالد، من هنا.. خرج علينا سيادة اللواء سواء متطوعا من باب المجاملة، أو سواء جاتله ولية لابسه أسود في أسود في المنام، وقالتله قوم يا سيادة اللواء، الخونة والكفار والتعلب المكار.. طالعين ياخدوا التار.. وقد قرر أن يعلن بدء مرحلة الكفاح المسلح ضد الخونة، حتي لو اقتضي الأمر، أن يفوت عليهم نفر نفر، ويختمهم علي قفاهم، عشان الحكومة تعرفهم. فخرج في برنامج صباح دريم، وأعلن بالفم المليان.. أن اثنين من المرشحين للرئاسة خونة.. لمين يا سيادة اللواء؟! مش ها أقول دلوقت عشان ما يعرفوش يهربوا، قبل المخبرين ما تجرهم علي عربيات الكارو وتلف بهم الشوارع.. وهم يغنون.. اتفرج علي الخيانة خيانة.. دي بلدي ونقاوة نقاوة، وليس معقولا أن يكون سيادته بيهزر معانا، أو بيضحك علينا ولكن أكيد سيادته عنده معلومات أكيدة، ما هو مش معقول يعني يكون فتح المندل، ولا الولية أم عبده شافتله الفنجان، ثم قرر بعد ذلك.. أن يخوض معركة ولا معركة الجمل ضد كل الكتاب الذين لايعرفون العيب، بتاع الحاج السادات ولا يحترمون حضرة العمدة، ويربطون حميرهم جنب حمارة سيادته، فكل من ناقش رأي أي جنرال فهو خائن وعميل وابن عميل.. وأمه عملية كمان.. بس مش عاوزين نقول عميلة فين عشان عيب، ثم فجأة.. بدأ يتهم كاتبة شريفة ومحترمة، علي الهواء مباشرة بأنها خائنة مخربة دون أن يظهر سيادته دليلا واحدا علي هذه الاتهامات التي تدفع به إلي السجن، لكن لأن سيادته يختبئ وراء رتبة الجنرال، فمازال يعتقد أنه سيد الناس، وأننا جميعا عساكر عند معاليه يفعل بهم ما يشاء، وعلي رأي أحمد شوقي.. كاطوا ابن عمي عندنا.. يامرحبا يامرحبا.. هل جئت تطلب ناراً.. أم جئت تشعل البيت ناراً، ويا سيادة اللواء عشان نريحك علي الآخر.. نعترف لك وبالصوت الحياني.. احنا كلنا خونة ومخربين ومش محترمين وكل اللي نفسك فيه كمان، ونطلب من سيادتك السماح يا أهل السماح.. يا بخت من سامح.