اتشحت قرية "منشأة أبورية" التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، بالسواد، فيما سيطر الحزن والألم على الأهالي أثناء تشييع جثمان ابن القرية الشهيد "يوسف محمود عبدالحميد فت"، ضابط صف قوات مسلحة، الذي استشهد متأثرا بإصابته إثر عملية إرهابية غادرة بمدينة العريش في سيناء. وودّع الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة، اليوم الثلاثاء، الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث تم دفن الجثمان بمقابر أسرته بالقرية، بعد جنازة مهيبة تقدمها وهدان السيد، المتحدث الرسمي باسم محافظة البحيرة، نائب عن المحافظ الدكتور محمد سلطان، والعقيد ياسر مسعد، المستشار العسكري للمحافظة، وحامد هبيلة، رئيس مركز ومدينة كوم حمادة، وبدا والد الشهيد "محمود عبدالحميد فت"، وقد اعتصره الحزن والألم، حزنا على رحيل ابنه، مكتفيا بالقول:"لا إله إلا الله، ربنا يرحمك يا يوسف، ويصبرنا على فراقك". وردّد المشيّعون هتافات غاضبة ضد الجماعات الإرهابية، منها:"الإرهاب عدو الله"، كما ردّدوا هتافات للشهيد :"لا إله إلا الله"، و"الشهيد حبيب الله"، و"كلنا فداكى يا مصر". عم الشهيد "محمود سلامة فت"، أمين عام نقابة الفلاحين، قال ل"الوطن" إننا فخورون بما قدمه الشهيد "يوسف" لمصر، بأن ضحى بنفسه وقدّم روحه الطاهرة فداء لبلده، مضيفا:"كلنا فداء مصر، ومستعد وجميع أفراد العائلة، للتضحية بأرواحنا من أجل مصر، والله لو طلبت منا مصر شباب العائلة ورجالها وأطفالها لن نتراجع عن الفداء يا وطنى". وروى عم الشهيد، تفاصيل آخر مكالمة أجراها الشهيد مع والدته صباح استشهاده، وقبل أن يلقى ربه بساعة واحدة، مشيرا إلى أن الشهيد"يوسف" أجرى اتصالا هاتفيا بوالدته في الساعة السابعة من صباح أمس الاثنين، طلب منها أن تبلغ سلامه لعمه، وألا تتأخر في تلبية مطالب شقيقته "أسماء" المخطوبة، وأبدى لوالدته استعداده التام لتلبية جميع مطالب شقيقته، حيث قال لها:"متزعليش أختى وأنا على استعداد إنى أعمل لها كل اللى هى عاوزاه، ورقبتى سدادة". وأشار عم الشهيد، إلى أن الشهيد "يوسف" طلب من والدته خلال آخر اتصال بينهما، أن تذبح له ديك رومى، قائلا لها:"يا ريت يا أمى تدبحيلى ديك رومى وتبعتيه مع أى حد جاى سيناء"، لافتا إلى أننا تلقينا اتصالا هاتفيا فى تماما الساعة الثامنة، باستشهاده. وقال عم الشهيد، "عبدالله مصطفى فت"، إن الشهيد "يوسف" كان محبا للجيش، وتطوع فيه عن حب ورغبة كبيرة، وله شقيقه الأكبر "مصطفى" رقيب بالجيش أيضا، وشقيقته الأصغر "أسماء"، وكان لديه أخ أصغر "عبدالحميد"، لكنه تُوفى فى حادث قطار منذ عدة سنوات، ووالده موظف بالسكة الحديد، ولديهم قطعة أرض يزرعونها، مشيرا إلى أن الشهيد "يوسف" كان فى إجازة منذ 5 أيام، وكعادته كان يساعد والده فى زراعة الأرض خلال إجازاته، وكان فرحا وسعيدا للغاية آخر إجازة له، كما كان محبوبا من جميع أهل القرية، متابعا:"نحتسبه عند الله شهيدا، وربنا يرحمه ويصبرنا جميعا". ومن الجدير بالذكر، أن محافظة البحيرة، قدمت شهيدين فى الحرب على الإرهاب بسيناء، خلال 48 ساعة فقط، حيث شيّع أمس، أهالى قرية "زهور الأمراء" التابعة لمركز الدلنجات، جثمان الشهيد مجند أحمد فتحى عبدالحميد غزالة، إثر استشهاده فى عملية عسكرية بسيناء.
