ب"الزغاريد".. ودّع الآلاف من أهالي قريتي "السعيدية" مركز المحمودية، و"لحيمر" مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، مساء أمس، شهيدين جديدين من ضحايا الحرب على الإرهاب، رقيب قوات مسلحة إسلام عاطف مكرم رجب، الشهير ب"إسلام سمسم"، ومجند قوات مسلحة محمد الشحات السقا، في جنازتين عسكريتين مهيبتين، تقدمتهما القيادات التنفيذية والشعبية بمركزي المحمودية والدلنجات، وسط هتافات مناوئة للإرهاب والجماعات الإرهابية، ومطالب بالقصاص للشهيدين. وردد المشيّعون في القريتين هتاف "لا إله إلا الله"، و"الشهيد حبيب الله"، و"حسبنا الله ونعم الوكيل"، وسط مشاعر حزينة وغاضبة من أسرتي الشهيدين وأهالي القريتين، الذين طالبوا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة القصاص للشهيدين ولزملائهما ممن سبقوهما في قائمة الشهداء الذين يسقطون بصورة مستمرة وهم يؤدون واجبهم الوطني فداء لمصرنا الغالية. جمال السعيد رجب، ابن عم الشهيد رقيب إسلام عاطف رجب، ابن قرية "السعيدية" مركز المحمودية، تحدث بصعوبة والدموع تنهمر من عينيه حزنا على استشهاد ابن عمه، مشيرا إلى أنه قبل استشهاده بأيام قليلة، اتصل به طالبا منه الحصول على إجازة من وحدته العسكرية للمشاركة في فرحه، إلا أنه أخبره بصعوبة حضور فرحه، قائلا: "خدمة الوطن وأداء الواجب، أهم وأغلى من حضور الفرح، ما تزعلش مني يا جمال". وقال جمال خطاب رئيس لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة، وأحد أهالي مركز المحمودية، إن الشهيد إسلام رجب، وحيد أمه المتوفاة، وله أشقاء من الأم، ووالده فلاح بسيط ومريض، ويعاني حالة سيئة للغاية بعد استشهاد نجله، مشيرا إلى أن الشهيد لم يتزوج بعد، مناشدا الرئيس "السيسي"، بالقصاص للشهيد من المجرمين والإرهابيين الذين لا يتورعون في قتل زهرة شبابنا وأبنائنا في سيناء دفاعا عن الوطن. الشيخ شعبان جلال، نقيب الأئمة والدعاة في البحيرة، وأحد أهالي قرية "لحيمر" مركز الدلنجات، قال إن الحزن والأسى والألم، يكسو أهالي القرية منذ استشهاد ابنها الغالي مجند محمد الشحات السقا، الذي اغتالته رصاصات الغدر، وطالته يد الإرهاب الآثمة، وهو يؤدي واجبه ويدافع عن وطنه، لقد اختاره الله تعالى ليكون بجواره، قائلا: "رجال ونساء وأطفال القرية، يبكون حزنا على الشهيد، الذى لقي ربه مع اثنين من زملائه على أيدي الإرهابيين الكفرة في سيناء، الناس بتغلي وبتطالب الرئيس بالقصاص العاجل، حرام يسقط شهيد كل يوم على أيدى المجرمين". وقال محمد عتمان محام، وأحد أهالي مركز الدلنجات، إن الشهيد محمد السقا، استشهد قبل أن يرى مولودته الأولى التي جاءت إلى الدنيا في نفس يوم رحيله في أثناء أدائه الواجب الوطني بسيناء، مضيفا أن والد الشهيد عامل بسيط بإدارة الري بمركز الدلنجات، ووالدته ربة منزل، وليس له أشقاء سوى أخت واحدة أصغر منه، مطالبا بسرعة القصاص والعدالة الناجزة من خلال الإسراع في الفصل والحكم في قضايا الإرهاب، كما طالب مجلس النواب بتعديل قانون الإجراءات الجنائية، حتى يتم تسريع المحاكمات. ربيع سعيد نعامة، أحد أصدقاء الشهيد، قال: "الله يعوضنا فيك خير يا محمد، أحسن شباب البلد، نحتسبك عند الله شهيدا، الله يرحمك يا أغلى الناس".