خيّم الحزن على مسقط رأس شهيد سيناء، أشرف عبده الطباخ 22 عاما، ابن قرية "سنهور" بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، بعد استشهاده برصاص إرهابيين في كمين "أبوشنار" بمدينة رفح، واتشحت القرية بالسواد لرحيل أحد أبنائها الشباب، الذي عُرف عنه الالتزام وحسن الخلق وحب الجميع له. وودّع أهالي القرية والقرى المجاورة، جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، في جنازة مهيبة، ارتفعت فيها الآهات والأحزان وبكاء النساء، لتختلط بالزغاريد وترديد هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله". وطالب أهالي القرية الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقصاص من القتلة الإرهابيين، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إزهاق أرواح الأبرياء الذين يؤدون واجبهم تجاه الوطن، والعمل على اجتثاث جذور الإرهاب من أرض الفيروز، مؤكدين: "أبناؤنا فداء لمصر، ونموت لتعيش مصر". "آخر إجازة نزلها الشهيد أشرف كانت منذ أسبوع، وقلت له يلا عشان كلها 3 شهور وتسلّم إن شاء الله، رد علىّ وقال لي يا عالِم، مش يمكن مجيش تاني وتكون دي آخر إجازة، يا ابن عمي أنا نفسي أموت شهيد". هكذا تحدث محمد فريد، ابن عم الشهيد، عن آخر لقاء بينه وبين الشهيد أشرف عبده الطباخ، مؤكدا ل"الوطن"، أنه كان نموذجا للشاب الملتزم والخلوق والمحب للجميع، لذلك أحبه الجميع من أبناء وأهالي القرية، وكان يتمتع بشخصية محترمة، وكان بيحب الجيش جدا، عشان كده رفض أنه ينقل من سيناء ودائما كان بيقول "أنا قدها وقدود، العمر واحد والرب واحد". وكشف محمد فريد، عن أن الشهيد أشرف له توأم "أحمد" مجند بالقوات المسلحة في الإسماعيلية، ومتبقي لهما 3 أشهر فقط في الخدمة بالجيش، مشيرا إلى أن أسرة الشهيد تسيطر عليها حالة شديدة من الحزن، خاصة والده ووالدته، لافتا إلى أن والده عامل بسيط بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بدمنهور، ووالدته ربة منزل، ولديه من الأشقاء محمود 29 عاما ومحمد 26 عاما، وكانا يعملان في دولة الأردن سنوات، وعادا منذ فترة، إضافة إلى 3 شقيقات متزوجات، وتوامه أحمد، لافتا إلى أن الأسرة تعيش على راتب الأب، ولا تملك من الأرض الزراعية سوى 20 قيراطا فقط، وكان الشهيد وتوأمه يساعدان والدهما في المعيشة من خلال عملهما قبل التحاقهما بالقوات المسلحة. وطالب ابن عم الشهيد بتكريمه بإطلاق اسمه على مدرسة أو معهد بالقرية، ومساعدة الأسرة على تحمل تكاليف الحياة الصعبة، خاصة وأنها تعتمد فقط على راتب الأب الذي لا يكفي. أما يوسف حجازى، زميل وصديق الشهيد، فقال ل"الوطن"،:"الله يرحمك يا أشرف، كان شاب محترم ومسالم جدا، وكان دايما بيحب الضحك، ومكانش بيعادى حد خالص، وكان دايما يصالح أى حد زعلان منه، كان زميلى فى الابتدائى والإعدادى والدبلوم، وأعز أصدقائى، لما شاف الناس اللى بتموت شهداء، قاللى نفسى أموت شهيد أنا كمان، وربنا كتب له الشهادة، ربنا يكرمك بيها فى الجنة يا أغلى الأصحاب".