رأى عدد كبير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، أن الوفد المرشح من أعضاء الكنيست، للاجتماع بوفد برلماني مصري، بواشنطن، عقب انتهاء جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المصرية، ليس مؤهلاً وغير مناسب، لهذا اللقاء، الذي وصفوه بالحساس والمهم. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن اللقاء جاء بمبادرة من السفير الإسرائيلي بالقاهرة، يعقوب أميتاي، مشيرة إلى أن له صلات وعلاقات مع عدد من أعضاء البرلمان المصري، الذين أعربوا عن استعدادهم لإجراء لقاء غير رسمي مع أعضاء الكنيست. وأضافت الصحيفة: "إن أهمية اللقاء المرتقب تنبع أساسًا من الوضع الحساس والمتدهور للعلاقات بين الدولتين، حيث إن أي صلة أو علاقة لأي مسئول مصري، بأي مسئول إسرائيلي تعتبر جريمة سياسية. لكن مع هذا، وافق عدد من أعضاء البرلمان المصري من أحزاب مختلفة على دعوة أميتاي، مشيرة إلى أن رئيس الوفد المصري سيكون النائب أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية الليبرالي. على الجانب الإسرائيلي، أثار تشكيل الوفد الإسرائيلي مشاكل وعوائق مختلفة، كانت بدايتها اختيار عضو الكنيست الإسرائيلي آبي ديكتر "من حزب كاديما"، رئيس جهاز الأمن العام، ووزير الأمن الداخلي الأسبق، حيث إنه صاحب تجربة قوية في العلاقات مع مصر، كما أنه متمكن من العربية والإنجليزية. وأشارت الصحيفة إلى أن ديكتر، رفض الاقتراح بسبب الجدول الزمني للوفد، وهو ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للتوجه إلى عدد من أعضاء الكنيست، وفي النهاية تم اختيار ثلاثة منهم لتمثيل الوفد الإسرائيلي، وهم: روحما أبراهام بلايلا (من حزب كاديما) التي اعتذرت، ومن المتوقع أن يحل مكانها كرميل شاما هكوهين، ويتسحق فايكنين (من حزب شاس)، وحامد عمار (من حزب يسرائيل بيتينو). وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه على الرغم من أن بعضهم له تاريخ من العمل السياسي، إلا أن أيًا منهم لم يعمل بشكل فعال في الشؤون الخارجية بشكل عام، والعلاقات المصرية الإسرائيلية بشكل خاص. وأشارت مصادر بالكنيست الإسرائيلي ل "هاآرتس" إلى أن اختيار أعضاء الوفد، أثار مخاوف متعددة بسبب حدود اللغة، حيث إنه ربما يكونون يتحدثون العربية بمستويات مختلفة، إلا أن منظمي اللقاء أكدوا أن مستوى الإنجليزية لديهم محدود، وغير كافِ للمحادثات السياسية. وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "بعد أن اطلع رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤبين ريفلين على قائمة الوفد، توجه على الفور لوزير الخارجية وعدد من المصادر الأخرى بالخارجية الإسرائيلية، لمحاولة تغيير أعضاء الوفد، واقترح ريفلين إرسال أعضاء كنيست لهم باع في العمل السياسي، والمشاكل السياسية المختلفة". ووفقا لعدد من أعضاء الكنيست- مطلعين على الأمر- فإن ليبرمان رفض طلب ريفلين بتغيير أعضاء الوفد، حيث أكد له أن الأمر يرجع لوزارة الخارجية أولاً وأخيرًا. ونفى مكتب ليبرمان تصريحات أعضاء الكنيست، مؤكدا على أنه لم يتدخل نهائيا في الأمر. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن ريفلين توجه لرئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي روني بر إيلان ليقترح عليه رئاسة الوفد بمشاركة عدد من أعضاء الكنيست، إلا أنه رفض تماما.