لم تزل فرحتهم بلقائه حاضرة فى عيونهم، لسانهم عطر بذكره، موحّدين الله داعين له «ربنا يعدى الزيارة على خير»، الحاج خلف عثمان السوهاجى الأخميمى والحاج على عبدالحميد وشهرته البنان أبوعلوش تركا سوهاج قبل 3 أيام لحضور مولد الحسين، فهو عادتهما السنوية منذ 30 عاماً لم تغيرها حرارة الصيف أو برودة الشتاء أو زيارة الرئيس مرسى لسوهاج. «إحنا ما نعرفش إن الريس جاى سوهاج والحمد لله إننا برّاها وربنا يعديها ع البلد بخير» قالها الحاج البنان الذى ترك ضريح الشيخ عبدالله مبارك السعدى بعد أن هدمه «أصحاب الدقون» وجاء يستصرخ الحسين أن ينصر أولياءه بعد أن قالها له مأمور قسم أخميم «إحنا مالناش دعوة بيهم هدوه وخلاص هنعمل لهم إيه»، طريقه إلى المولد هذا العام لم يكن سهلاً فقد بدا صعباً منذ البداية «أول مرة أشوف بلطجية تنط جوه القطر وتوقف الناس بالآلى وكانوا عايزين ياخدوا فلوسنا.. هو الزمن بقى ماله الناس تلاقيها مش لاقية تاكل ورافعة سلاح.. طب جابوا حقه منين.. احنا ما شفناش البلطجة دى غير فى اليومين دول، الله يرحم أيام زمان لو الواحد كان معاه موس حلاقة كان يرميه أول ما يشوف أمين شرطة». يسخر البنان مما يحدث الآن فى مصر: «من يوم ما الريس قال حبوا بعض واحنا بقينا نقتل فى بعض.. طب ذنب الغلابة إيه فى اللى بيحصل.. الناس فى بلدنا مش عارفة تاكل وأهو هيروح سوهاج يشوف بنفسه.. بس يارب ما ينضّفوش البلد قبل ما يروح خليه يشوف سوهاج اللى بحق». الحاج خلف الأخميمى الذى قاطع الانتخابات بكل مراحلها واختار فقط أن يذهب للتصويت فى الاستفتاءات لم يزد فى دعائه بقرب «الحسين» سوى عن الدعاء لمصر «اللهم نجّنا من حكم الإخوان وأخرجنا منه منصورين»، الرجل الستينى الذى سيكمل «الليلة الكريمة» التى يحييها الشيخ «ياسين التهامى» ثم يعاود لسوهاج «آملاً أن تبقى على حالها» -حسب قوله- مؤكداً «والله إحنا الصعايدة مالناش ذنب والناس ظلمونا وقالوا علينا إحنا اللى جبنا مرسى بس والله دول الجماعات مش إحنا والحسين شاهد».