سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغزالى حرب: الحادث «بلطجة غير مقبولة».. ولا يجب أن يمر دون عقاب.. ومسار الجريدة لا يعجب بعض القوى السياسية استفحال السلوكيات العدوانية من «الألتراس» أو غيرهم تهديد مباشر للدولة والقانون
قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، أستاذ العلوم السياسية، إن الاعتداء على جريدة «الوطن» أمر مشين وبلطجة غير مقبولة ولا يجب أن يمر دون عقاب، مشيراً إلى أن مسار الجريدة لا يعجب بعض القوى السياسية، ويصعب أن نعزل ما حدث ل«الوطن» عن نشاطها وتوجهها الصريح لمعارضة كثير من الاتجاهات للقوى الإسلامية الحاكمة، وشدد على أن استفحال هذه السلوكيات من «الألتراس» أو غيرهم أمر فى منتهى الخطورة ضد الحكومة وضد الوطن ككل، ولا يجب أن تكون التنظيمات فوق القانون، لأنها تهديد مباشر للدولة والقانون. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن الغياب الأمنى والشرطة عن مصر كارثة حقيقية تعنى فى الحقيقة أن مصر الآن بلد تقع تحت رحمة البلطجية والخارجين على القانون، ويمكن أن تصل بعمليات البلطجة لعصور بدائية، مشيراً إلى أن وزارة الإعلام ليس لها جدوى، وعلى وزير الإعلام دور يجب أن يقوم به طول الوقت، وأن يكون له موقف، مضيفا: «لأسباب كثيرة ومنطقية وزارة الإعلام لا محل لها». ■ ما رأيك فى الاعتداء على جريدة «الوطن»؟ - الاعتداء على «الوطن» أمر مشين، خصوصا أنها جريدة حديثة وفتيّة، وتضاف إلى الصحف المستقلة فى مصر، التى تعبر عن المعنى الحقيقى للصحافة المصرية التى تدور حول فكرة الاستقلال وحرية التعبير، ومنذ أول يوم لصدورها اتخذت موقفا واضحا تجاه القضايا السياسية والعامة فى مصر، وكشفت كثيرا من القضايا المهمة وأخص بالذكر قضية مدينة نصر، وما كشفت عنه التحقيقات من تهديدات حقيقية للأمن المصرى. إن الاعتداء على وسائل الإعلام بسبب آرائهم بلطجة غير مقبولة ولا يجب أن تمر دون عقاب، ويجب التحقيق فى الأمر وعدم تركه يمر. ■ هل تعتقد أن الاعتداء على «الوطن» بسبب موقفها السياسى تجاه بعض القوى السياسية؟ - بالطبع مسار الجريدة لا يعجب بعض القوى السياسية، وبالطبع يصعب أن نعزل ما حدث ل«الوطن» عن نشاطها وتوجهها الصريح لمعارضة كثير من الاتجاهات الإسلامية الحاكمة، وحزب الحرية والعدالة، والواقع السياسى التاريخى لتنظيم الإخوان مرتبط بالعنف بشكل كبير فى أحيان كثيرة، ولو ثارت شكوك بارتباط الهجوم بالإخوان، بشكل مباشر أو غير مباشر، فهو شك فى محله وشك مشروع، خصوصا أن الإخوان عليهم المسئولية لأنهم السلطة التى تحكم الآن، وأتمنى أن تكون التحقيقات جادة وتكشف عما حدث. ■ هل تعتقد أن مصر تقع تحت حكم الألتراس فى الوقت الحالى؟ - ما يحدث إن كان من الألتراس أو من مجهولين، يجب أن توضح التحقيقات حقيقته، ولكن الاحتجاج على الأخبار بهذا الشكل، خطر، وإذا استفحلت هذه السلوكيات من جانب الألتراس أو من غيرهم، فهو أمر فى منتهى الخطورة، وضد الحكومة ومصلحة الوطن ككل، لذا يجب ألا تكون تلك التنظيمات فوق القانون، لأنها تهديد مباشر للدولة والقانون ولكل شىء مدنى فى مصر أيا كانت الظروف. ■ وكيف يتحقق القانون فى ظل غياب أمنى لقوات الشرطة من الأقسام، مثلا فى حريق جريدة «الوطن» لم تحضر الشرطة إلا بعد انتهاء الحريق؟ - الغياب الأمنى عن مصر كارثة حقيقية تعنى فى الحقيقة أن مصر الآن بلد تقع تحت رحمة البلطجية والخارجين على القانون، ويمكن أن تصل بعمليات البلطجة لعصور بدائية، فما يميز الدولة عن أى نظام بدائى هو وجود سلطة قانون رادعة تحكم وتضبط الأمن، فالقانون هو الأولوية لبناء أى دولة، والدور الأساسى للدولة هو تطبيق القانون، لمنع الكارثة، وما يحدث فى مصر الآن لم يحدث فى تاريخها المعاصر كله. ■ ما الدور المفروض أن تلعبه مؤسسة الرئاسة فى مصر لحماية وسائل الإعلام لتأدية دورها؟ - الدور الأساسى لهم هو تطبيق القانون واحترام السلطة القضائية.. والمشكلة التى نواجهها، والسبب الرئيسى فى المشاكل المتتالية، هى الاستهانة بالسلطة القضائية فى مصر، وعلى جميع القوى المدنية والسياسية والمتحضرة التوحد لمواجهة هذا الخطر الأسود على مصر، ويجب أن تعمل جميع الأطراف على احترام حرية التعبير والتصدى لظاهرة استخدام العنف فى مواجهة المختلفين فى الرأى، خصوصا أنه لا يجب رد الكلمة إلا بالكلمة، وإن كان هناك خطأ، فيجب المحاسبة عليه فى إطار القانون، إعمالا لحقهم فى حرية الرأى والتعبير المكفول بمقتضى الدستور، والمواثيق الدولية المعنية بحرية الصحافة، وحماية للمجتمع المصرى من الدخول فى نفق مظلم، لا تحترم فيه الحقوق والحريات. ■ ولكن الاعتداء على «الوطن» ليس الواقعة الأولى للاعتداء على وسائل الإعلام؟ - هذه هى الكارثة، أن الاعتداء على جريدة «الوطن» من قبل مجهولين أو من جهة منظمة، ليس الحادث الأول، وإنما سبقه عديد من الاعتداءات على الإعلاميين ووسائل الإعلام، والمصيبة أن الدولة تقف موقف العاجز تجاه هذا الانتهاك، أو أنها توافق على ما يحدث وتلك كارثة أكبر، ومصر فى خطر. ■ ولكن البعض يلوم «الوطن» على نشر خبر خاطئ ثم تصحيحه، ويرى البعض أن هذا هو السبب فى هذا الاعتداء؟ - مهنياً ليس المطلوب أكثر من الاعتذار، وتصحيح الخطأ وهو شىء معتاد فى عمل الصحافة، أن تخطئ الصحيفة وحق الرد مكفول وطالما جرى الالتزام بالتصحيح بالشكل المهنى، الذى تحدده قواعد العمل الصحفى السليم، وما يحدث الآن هو تربص بالصحافة، ووجود أخبار غير دقيقة أو صحيحة، قضية تعرفها الصحف فى العالم كله وطرق التصحيح معروفة، ولكن أن يكون الرد على الخطأ هو الاعتداء والتدمير والبلطجة، فذلك أمر مرفوض وكارثة حقيقية نواجهها الآن. أخبار متعلقة: الاعتداء على «الوطن».. «الحرية» لن يحرقها «المولوتوف» قوى ثورية: «الإخوان» أصحاب المصلحة فى إرهاب الإعلام.. والنظام فقد شرعيته حزبيون: الاعتداء برعاية الحكومة و«الداخلية» وعلى «مرسى» حماية المصريين أو الرحيل