سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| أسرة شهيد المنصورة ل"الوطن": كان يكره "الإخوان" رغم عزوفه عن السياسة.. ونُقل إلى المستشفى على "تروسيكل" والد الشهيد: مصفحتان تبادلتا دهسه أمام المتظاهرين.. والداخلية اتهمته بالبلطجة لتبرئة نفسها
في منزل من طابقين يشبه في بساطته وجوه ساكنيه، يخيم الحزن في كل أرجائه، ما بين أب مكلوم وأم ثكلى، وزوجة تنتحب ألمًا على مقتل زوجها، في اشتباكات المنصورة.. أجبرته الطرق المغلقة من اجتياز محيط المعركة التي دارت رحاها بين الأمن والمتظاهرين بالقرب ديوان المحافظة بالمنصورة، حيث كان في طريقه إلى زوجته وابنته الوحيدة "ملك" صاحبة العام والنصف عام. "كان رايح يجيب بنته ومراته وملهوش في المظاهرات.. منهم لله خبطوه وداسو عليه، حسبي الله ونعم الوكيل"، ترددها وهي تتمايل على أريكتها من حسرتها على نجلها الشهيد حسام الدين عبدالله الذي استشهد فجر أمس، في محيط ديوان المحافظ بين قوات الأمن والمتظاهرين، تستنكر إحسان إبراهيم أن يطلق على نجلها أنه "بلطجي" هاجم الأمن ورشقهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف، مشيرة إلى أنه يعول زوجته وابنته، ويكدح في حياته من أجل توفير لهما قوت اليوم، موضحة أنه عامل باليومية في مصانع البلاستيك، وأنه لم يشارك طوال حياته في أي تظاهرة أو نشاط سياسي. كما طالبت إبراهيم بالقصاص لنجلها من قاتليه، مشيرة إلى أنه لم يهدأ لها بال حتي يعود حق ابنها بالقصاص من رجال الداخلية الذين تعمدوا قتله ودهسه مرتين، وأضافت "ياريتني كنت أنا اللى اتقتلت بدل منه، وكان هو عاش يربي بنته اللى ملهاش غيره"، مشيرة إلى أن خبر وفاته كانت صدمة كبيرة، وفكرت على التو في مصير ابنته التى حلم كثيرًا بأن يؤمن لها مستقبلها. أما زوجته رباب محمد فقد تلقت الخبر بالصراخ والنباح، "جالي الخبر وفضلت أصرخ، ومبقتش مصدقة ده كان لسه معايا"، ولفتت أنه الشهيد حسام كان دائم الحرص على ابنته، وأنه كان يقول لها دائمًا "لو جرالي حاجة بيعبي المكنة بتاعتي وخلي فلوسها للبنت"، مشيرة إلى أنه كان يعمل على "تروسيكل" يبيع من خلاله مستلزمات منزلية من البلاستيك، وألعاب أطفال، وأضافت أنه كان يريد تأمين مستقبل ابنته، ويتمنى رؤيتها "عروسة" كحلم كل الأباء، وتابعت "خلاص راح، هيشوفها إزاي، يتموها بدري". بينما يستقبل عزاء نجله، يتردد كثيرًا على غرفته، ليفرج عن دموعًا محتجزه داخل عينيه، ولينّفس جزءًا مما يكتمه ويجيشه صدره من غيظ وحنق وحسرة على نجله، وكيد الأمن له بعد أن نالوا من سمعته، واتهموه بالبلطجة والشغب بعد وفاته في سبيل مبرر يطهر أيديهم من دمائه، يقول عبدالله خاطر والد الشهيد حسام، "كان بقالي 6 شهور ما شوفتوش، ويوم ما مات جاليوسلم عليا، كان قلبه حاسس"، يروى خاطر آخر لقاء جمع بينه وبين نجله، الذي سبقه 6 أشهر من الخصام بينهما، أنهاها نجله في زيارة مفاجأة إلى منزل والده، وهو اليوم الذي استشهد فيه، حيث يشير والده بأنها تكاد تكون معجزة بأن يوم الصلح تزامن مع يوم وفاته. لتبرير سمعة الشهيد حسام من اتهامات الأمن له بالشغب، قال "يعملوا جولة في البلد ويسألوا عليه، لو حد قال عليه كلمة وحشة أنا متنازل عن حقه"، موضحًا أن سمعته في قرية "ميت عنتر تحميه من محاولات الداخلية من تشويهه لتبرئة نفسها، مشيرًا إلى أنها وسيلة ونهج تسكله قوات الأمن في الأحداث المماثلة، محملًا الرئيس محمد مرسي وومدير الأمن مسؤولية قتل ابنه، رافضًا أن يلق محمد مرسي ب"الرئيس أو الدكتور" بدعوى أنه "ما يستاهلش"، حسب قوله. كما ندد والد الشهيد بتقاعس سيارات الإسعاف عن نقل نجله إلى المستشفى، حيث تبرع أحد السكان بنقله على "تروسيكل" إلى المستشفى بعد أن رفضت سيارات الإسعاف استقباله ونقله، مؤكدًا أن نجله لا صلة له بأي نشاط سياسي، أو أنه خرج في أي تظاهرات، قائلًا "شغله ما يسمحلوش أنه يتظاهر ده أرزقي، بيشتغل باليومية، وعند زوجه وبنت هيسبهم وهيروح يتظاهر"، مشيرًا إلى أنه رغم عزوفه عن السياسة إلا أنه كان يكره جماعة الإخوان المسلمين.