تأتى بطولة أوروبا (يورو 2012) لكرة القدم فى ختام الموسم الكروى، وسط شكوك بشأن الإرهاق الذى يعانى منه بعض اللاعبين البارزين، بسبب الضغوط الشديدة التى تعرضوا لها من زحام الموسم بالعديد من المباريات، والمشكلة لا تقتصر على الناحية البدنية، ولكن الحقيقة أن المنافسة القوية تتطلب مسئولية ضخمة وتركيزا هائلا وضغوطا ذهنية يصعب السيطرة عليها، ويمكن معرفة اللاعب القادر على تحمل هذه الضغوط خلال سير المنافسة. وكعادتى، سأقسم المنتخبات المشاركة إلى مرشحين وأبطال ومشاركين. وفى هذه البطولة، على عكس كأس العالم، تكون المسئولية أقل، وهناك عدد أقل من الفرق يمكن أن يدرج فى خانة المشاركين فقط. أصغر الفرق تحرص على الاهتمام بشدة بالبطولة، وتبدو الفرصة سانحة أمام هذه الفرق الصغيرة لإثبات وجودها بين النخبة. ويبرز المنتخب الإسبانى بين المرشحين بالطبع، حتى وإن كان من أكثر الفرق معاناة بسبب ضغوط المنافسة الهائلة على مستوى الأندية، ورغم ذلك يبدو فيسنتى دل بوسكى المدير الفنى للمنتخب الإسبانى واضحا بشدة بشأن طريقة اللعب التى يعتمد عليها الفريق، ولن يتنازل عنها. كما يعيش المنتخب الألمانى أيضا لحظة خاصة، فكرة الفريق هى اكتساب القوة ولديه الفرصة لتحقيق ذلك. وفى المقابل، يمكن توصيف المنتخب الهولندى بأنه فريق الخبرة، وأنه فريق جيد ويضم لاعبين جيدين. ولم يحقق المنتخب الإيطالى على مدار السنوات الماضية النجاح، ولكنه يعانى الآن وسط شكوك ومحاولات مهتزة للبحث عن الطريق. المنتخب الإيطالى لم يعتن من قبل بتقديم عروض جيدة من أجل الفوز، ولكنه كان يحقق الفوز. والآن يتفهم الفريق أن شيئا ما يجب تغييره. ومن بين الفرق الأبطال التى تطمح إلى إحراز اللقب، يبرز المنتخب الفرنسى الذى يسعى إلى استعادة توازنه، ونظيره الإنجليزى الذى لم يحقق حتى الآن النجاح الذى يتناسب مع تاريخه، والمنتخب البرتغالى بقيادة نجمه الخطير كريستيانو رونالدو، الذى يبدو دائما كمنتخب واعد، ولكنه لا يحقق المركز المفترض له، الذى يتناسب مع اللاعبين الموجودين فى صفوفه. والمنتخبات الباقية تسعى إلى تفجير مفاجأة. وفى عالم كرة القدم، لا يفوز أى فريق مسبقا؛ كل فريق يحلم بتحقيق المفاجأة، المنتخب الروسى يستطيع تحقيقها، ولكنه يحتاج إلى الشخصية والرغبة المخلصة فى المنافسة، إذا وجد الفريق هذا الأمر فسيتقدم إلى الأمام. وكما أقول دائما، يكفى أن تحترم هذه المنتخبات البطولة واللعبة لنشاهد أفضل كرة قدم أوروبية. شخص ما قال من قبل إن كأس أوروبا هى كأس العالم بدون البرازيل والأرجنتين. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا ننتظر أسابيع جيدة من المنافسة.