هناك حالة من حالات الخوف من طرح هذا الموضوع عند قطاعات عريضة من الإعلاميين، لأسباب تتعلق بخوفهم من الدخول فى عش الدبابير، وبالتالى تخوينهم واعتبارهم ضد الثورة، أو لأسباب لها علاقة باللدد فى الخصومة مع مرسى والإخوان المسلمين، وربما لأسباب أخرى لا أعرفها، لكن ما أنا متأكد منه أننى لم أقرأ أو أشاهد شخصاً يتحدث فى هذا الموضوع بدون هوى أو خصومة شخصية. لاحظ مثلاً أن الإخوان المسلمين من الممكن أن يثيروا هذا الموضوع من باب تخوين الجميع وتصفية الحسابات بدورهم، لكن يظل السؤال مطروحاً دون إجابة، ودون رغبة فى إثارته وحديث عنه، ولنعد للسؤال: من يحكم التحرير؟ وسأجيب عن هذا السؤال بأسئلة أخرى أتمنى أن نفكر فيها جيداً قبل الانزلاق لأوبرا فقاعات الصابون الخاصة بالتخوين والشتيمة والتى بدأت فى مصر ولن تنتهى على ما يبدو. الأسئلة هى: هل هناك ثوار فى التحرير؟ هل هناك قوى سياسية فى التحرير؟؟ ما هى مطالبها؟؟ وما هو الهدف من غلق ميدان التحرير أمام الناس ومصالحهم فى حالة ليس لها علاقة بالثورة ولا حتى من حيث كم الموجودين هناك مقارنة بال18 يوماً العظيمة والشهيرة والأنبل فى تاريخ هذه القوى الثورية والأحزاب والمصريين بأسرهم؟؟ من يمول هذه الاعتصامات فعلاً؟؟ وما هى أعمال هؤلاء الناس التى سمحت لهم بتركها للاعتصام؟؟ وحين أرى يونيفورم ينزل به البعض أحياناً أو لافتات وبانرات ضخمة أو مولوتوف يتم إعداده أو أسلحة يتم ترويجها فما الذى يمكن أن أفهمه، ومن يدفع مثل هذه الأموال؟؟ إجابات هذه الأسئلة معروفة، لكن الناس لا تتكلم فى الموضوع، ويخافون من اتهامهم بأنهم إخوان أو ضد الثورة أو شتيمتهم بأقذر الألفاظ، وخصوصاً من النشطاء الذين اشتروا صكوك الثورة والوطنية ويقومون بتوزيعها الآن على من يريدون، أو حرمانهم منها لأنهم يختلفون معهم، فإذا كان الكثير من الإعلاميين وقادة الرأى والنشطاء يعطون التبرير تلو الآخر لاستخدام المولوتوف فى التظاهرات والعنف فى البدء فى استفزاز الأمن أياً كان، وخصوصاً فى أيام الجمعة الشهيرة التى أصبحنا نفتقد فيها راحة البال وأصبحت مرادفاً لوجع الدماغ وحرقة الدم يصبح الأمر مفهوماً. ما الذى يدفع كثيرين لارتداء أقنعة فى التحرير وتثبيت كثير من الناس وسرقتهم أحياناً بالإكراه، وما الذى يجعل هناك رغبة بين الحين والآخر فى غلق مجمع التحرير، وفى تعطيل مترو الأنفاق، وكيف يحدث الاتفاق والتجمعات ومن يقودها لتفعل ذلك، ومن يتخذ القرار للاشتباك أو الخروج ضد الجميع بمنتهى البلطجة وبعيداً عن أى ثورية من أى نوع؟؟ من هم المشاغبون الموجودون فى ميدان التحرير والذين منعوا قبل شهرين احتفالاً هناك بمنتهى البلطجة؟ وهل لديهم الحق فيما فعلوه؟ وهل يمكن تفهم أى فعل عنيف من أى مجموعة موجودة فى الميدان ضد أى شخص لمجرد أنهم أصحاب حقوق وشاهدوا أصحابهم يموتون أمامهم ولم يأت أحد بحقوقهم، وهى الحجة الجاهزة دائماً؟؟ أمس، قامت الشرطة بفتح الميدان أمام المرور لكن قام البعض بإغلاقه ثانية، فلماذا، وما الداعى طالما لا توجد فعاليات ولا أى شىء يستدعى الغلق؟؟ هل هذه الطريقة التى سيرحل بها مرسى ويهزَم بها الإخوان؟؟ هل التحرير الآن ليس فيه بلطجية ومسجلون وليس فيه تجارة سلاح وتجارة ممنوعات؟؟ هل هذا هو ميدان التحرير نفسه الذى جلس فيه كثيرون 18 يوماً حتى سقوط مبارك؟؟ هل لا يزال يتمتع بنفس الطهر والنقاء؟؟ أكثر كلمة أذكرها من أيام الثورة حين كنت أتحاور مع أى شخص هى الكلمة العبقرية: التحرير مش بتاع حد، فأتمنى أن يظل كذلك، وأتمنى أن يستخدم القانون مع الجميع، وألا يسارع النشطاء للتضامن مع أى بلطجى أو متجاوز أو مرتكب جريمة فى التحرير إذا تم إلقاء القبض عليه وليس تلفيق قضية له، وأتمنى حقاً أن يكف الجميع عن هذا العبث لأن الناس فعلاً فعلاً.. زهقت.