سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجانات وزارة الثقافة.. حيث لا مهرجانات ولا وزارة ولا ثقافة الوزير يتخلى عن «الأقصر للسينما الأفريقية».. ومدير «الإسماعيلية» يستقيل.. و«المسرح التجريبى» يغير هويته.. و«سينما الأطفال» مهدد بالإلغاء
يوماً بعد يوم أصبح الحديث عن المهرجانات فى وزارة الثقافة مقترناً طوال الوقت بالأزمات التى باتت تحاصر كل المهرجانات وتهددها، فما بين الأزمات الاقتصادية وغياب الأمن والتوتر الجارى فى الشارع السياسى، تقف المهرجانات على حافة الهاوية، ليطاردها دائماً شبح التأجيل أو الإلغاء. أول المهرجانات التى تواجه أزمة خلال الأيام المقبلة هو مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، المقرر أن تعقد دورته الثانية فى الفترة من 15 وحتى 24 من شهر مارس المقبل، ولكنه حتى الآن لم يحصل على الدعم الكامل المقرر له من الوزارة، حيث كان من المفترض حسب اللوائح أن تتحمل الوزارة 50% من ميزانيته التى تقترب من الأربعة ملايين، وبالتحديد تتحمل مليونين و850 ألف جنيه، لم تسدد منها إلى إدارة المهرجان سوى 200 ألف جنيه قبل شهرين. السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان قال: «أخبرتنا الوزارة أنها لن تستطيع تحمل مبلغ الدعم كاملاً، وأنها ستعطينا منه فقط 450 ألفا على شكل دعم عينى فى تذاكر الطيران والإقامة بالفنادق، وهذا يعنى أن الوزارة تكيل بمكيالين، ففى الوقت الذى لا تمانع فى صرف عشرة ملايين على مهرجان تقيمه، تتردد فى منح خُمس هذا المبلغ لمؤسسات المجتمع المدنى التى تقيم مهرجانات ناجحة بشهادة الجميع». وأكد «فؤاد» أن الدورة المقبلة للمهرجان ستخرج للنور، رغم كافة التحديات والمعوقات التى تضعها الوزارة فى طريق إقامتها. أما مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال، المقرر أن يقام الشهر المقبل، فقد أصبح أيضاً مهدداً بالإلغاء لأول مرة فى تاريخه، بعد أن تأثر بالأزمة المالية، وكذلك مهرجان الإسماعيلية الدولى للسينما التسجيلية، الذى اعتذر مديره الناقد أمير العمرى عن عدم الاستمرار فى إدارته لأسباب تتعلق بسياسة الوزارة والمركز القومى للسينما. وقال مدير التصوير كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما إن المركز لن يتراجع عن تنظيم مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية فى موعده المحدد، رغم كل الظروف المحيطة به، وأضاف: «أما المهرجان القومى للسينما فإن قرار تنظيمه يعود لصندوق التنمية الثقافية، الذى لم يحدد له موعدا حتى الآن، وإن كان ينتظر اجتماع لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، لكى تضع بعض الملامح الخاصة بالمهرجان، أما مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فقد أقر المركز فى اجتماع مجلس إدارته دعم المهرجان بخمسين فى المائة من ميزانيته، ولكن تفاصيل ذلك الدعم ترجع فى النهاية للمهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع مكتب الوزير ومدير صندوق التنمية الثقافية». فى نفس السياق تواجه مهرجانات المسرح أزمات مشابهة، حيث تم تأجيل المهرجان القومى للمسرح المصرى إلى السابع والعشرين من شهر مارس المقبل، بعد أن كان مقرراً له أن يقدم فى منتصف الشهر الجارى. أما مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فقد اتخذت لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة قراراً بتغيير هويته إلى مهرجان للمسرح العربى، ولكن مع ذلك لم تتم إقامته على مدار العامين الماضيين، ولم تتحدد له حتى الآن لجنة عليا أو لجنة تنظيمية، ولم يصدر له قرار وزارى بتعيين رئيس أو مدير له، على الرغم من اقتراب موعد إقامته فى سبتمبر المقبل، والذى يعنى ضرورة إجراء مراسلات للفرق العربية المشاركة كما هو متبع كل عام. من ناحيته قال وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب: «الوزارة لا يمكن أن تتخلى عن أى مهرجان تقيمه أو تدعمه، ولكن الظروف الاقتصادية هى التى تفرض تخفيض الميزانيات عن بعض المهرجانات، وتقليل الدعم فى البعض الآخر، ولكننا فى الفترة المقبلة ندرس بشكل قوى إمكانية فتح الباب لمنظمات المجتمع المدنى للمساهمة فى تدعيم بعض المهرجانات التى تقيمها الوزارة». وعن تغيير هوية مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى قال «عرب»: «الوزارة لا علاقة لها بذلك فقد اختارت لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة أن يتم فتح آفاق أوسع للفرق المسرحية الدولية التى تريد المشاركة وعدم قصرها على الفرق التجريبية فقط، وبالتالى احترمت الوزارة قرار اللجنة التى تضم نخبة كبيرة من كبار المسرحيين، وجار الإعداد لتنفيذ الدورة المقبلة». محمد عبدالجليل