قضت «الوطن» ليلة جديدة من مسلسل الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المعارضين للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين أمام قصر الاتحادية الرئاسى، حيث بدأت الاشتباكات فى السادسة، مساء أمس الأول، أمام البوابة «4» للقصر عقب وصول مسيرات قادمة من مسجد النور بالعباسية ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، وبدأت المسيرات تطوف الشوارع المحيطة بالقصر الجمهورى، وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس مرسى والحكومة ووزارة الداخلية، وجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام، مطالبين بالقصاص للشهداء وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى. بدأ الحشد أمام بوابة 4 للقصر، حيث ازدادت سخونة الهتافات مع تراشق الحجارة على البوابة من قبل بعض المتظاهرين، وحاولوا إزالة الأسلاك الشائكة التى وضعتها قوات الحرس الجمهورى، وقطع المتظاهرون الطريق بشارع الميرغنى، الذى تُطل عليه بوابة القصر الأمامية. ووجهت قوات الحرس الجمهورى خراطيم المياه على المتظاهرين لتفريقهم من أمام البوابة، فيما استمر المتظاهرون برشق الحجارة وزجاجات المولوتوف إلى داخل القصر، ورصدت كاميرات الرئاسة، التى تم تركيبها قبل وصول المظاهرات بساعات أعلى بوابات القصر، حركة المتظاهرين. وناشد مسئولون برئاسة الجمهورية، عبر مكبرات الصوت، المتظاهرين عدم إلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة على القصر والتحلّى بالسلمية. وفاجأت قوات الأمن المركزى المتظاهرين وطاردتهم بعد ساعة من المناوشات مع الحرس الجمهورى، وألقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، واضطر المتظاهرون إلى الهروب من رائحة الغاز الكثيفة التى انتشرت بمحيط القصر إلى شارع الخليفة المأمون، وانتشر الباعة الجائلون لبيع الكمامات للمتظاهرين، كما انتشرت أكثر من 20 سيارة للإسعاف فى نهاية شارع الميرغنى. وواصل المتظاهرون الهتاف طوال الليل: «يسقط يسقط حكم المرشد»، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوباً عليها: «طول ما دم المصرى رخيص يسقط يسقط أى رئيس»، و«شعار الداخلية.. أهلاً وسحلاً». وتجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن واستمرت حتى الثالثة فجر أمس. وبعد لحظات قليلة من الاشتباكات، فوجئ المتظاهرون بتقدم قوات الأمن ناحيتهم بسرعة عن طريق المصفحات حتى شارع الخليفة المأمون وألقت القبض على أحد المتظاهرين.