يعاني مزارعو القمح بالوادي الجديد مشكلة كبيرة في تسويق محصول القمح، حيث رفضت الجمعيات الزراعية وبنوك التنمية استلام القمح منهم بحجة عدم وجود فوارغ (أجولة). يحكي كامل سعد حمد، مزارع قمح، بداية الأزمة قائلا "ذهبت إلى الجمعية الزراعية فرفضت استلام المحصول بحجة أن المحصول معبأ في شكاير وليس في "أجولة الجمعية"، ثم ذهبت إلى بنك التنمية فرفض استلام المحصول لعدم تعبئته في "أجولة البنك"، فطلبت منه أجولة، فرد أحد الموظفين أن البنك لا يوجد فيه أجولهة ولا نعرف متى ستتوافر"، واستطرد كامل "تركت المحصول ملقى على الأرض أمام شونة البنك ولا أعرف مصيره حتى الآن". ويقول سيد علي "إن معظم شون البنك لا تصلح لتخزين القمح، فضلا عن تهالك الأجولة التي ينساب منها القمح على جوانب الأرصفة والطرقات، والفاقد يخصم من ثمن الأردب على حساب المزارع". وأضاف محمد دومة "ذهبت للبنك فأعطاني أجولة متهالكة لا تصلح لتعبئة القمح، وعند ذهابي بالمحصول إلى البنك رفض استلام الأجولة بحجة أنها متهالكة، على الرغم من أنني استلمت الأجولة منه، وطلب مني أجولة جديدة، فتركت المحصول فوق الرصيف متناثرا على الأرض". وأشار محمد عطية، نقيب الفلاحين بالوادي الجديد، إلى أن "محصول القمح في الوادي الجديد يجب الاستفادة من إنتاج القمح، وأن اضطررنا لاستخدامه علفا للماشية أفضل من تركه على الأرصفة والطرقات حائرا بين الجمعيات وبنوك التنمية، والمسؤولون متجاهلون تماما هذه المشكلة لأن الشوَن لا تصلح للتخزين، علاوة على الأجولة المتهالكة التى لا تصلح للتخزين، والمفروض أن يعاقب المسؤول عن التخزين في هذه الأجولة فضلا، عن الأطنان المتناثرة والمعرضة للتلف نتيجة سوء التخزين". ويقول عطية "تقدمت بمذكرة لرئيس البنك والسيد المحافظ لإنشاء صوامع بدلا من الشون غير الصالحة للتخزين، ومع ذلك لم يتحرك أحد. كما طالبت المهندس سعيد هريدي مدير عام بنك التنمية بالوادي بضرورة توفير الأجولة، وتم بالفعل توفير أجولة لكنها غير صالحة، وتقدمنا بمذكرة لمدير الزراعة بالوادي، الذى نفى وجود فوارغ في البنك الرئيسي بأسيوط". كما أوضح عطية أن الفلاحين بالوادي "يعيشون مأساة حقيقية لعدم تسويق محاصيلهم، التي صرفوا عليها ما يملكون طوال الموسم الزراعي، هذه السياسة تعتبر من نهج النظام السابق، وهي إهدار المحصول القومي لكي تستمر سياسة الاستيراد الخارجي.