تعددت الآراء حول ظهور الحركات الشبابية الجديدة في الفترة الأخيرة، مثل "بلاك بلوك" و"بلاك ماسك"، وأخيرا "وايت بلوك". البعض يرى أنها حركات ثورية غاضبة تعبر عن حبها للبلد، وآخرون يرونهم مجموعة من الشباب الفاسد يسعون لخراب وتدمير البلاد. "الوطن" حاولت توضيح الاختلاف في الآراء عن طريق الاستعانة بخبراء أمنيين. الخبير الأمني محمود قطري قال إن السبب هو عدم استجابة الحكومة ومؤسسة الرئاسة لطلبات المتظاهرين السلميين وتجاهلهم، وعندها تتحول المظاهرة إلى عنف، إضافة إلى ضعف جهاز الشرطة. وأكد قطري أنه من الخطر في الفترة الحالية على الأمن المصري ظهور مثل هذه الحركات، مضيفا أنها ترجع إلى أصل سياسي، فمثلا "بلاك بلوك" يُشاع أنها تابعة للقوى الثورية المدنية، و"وايت بلوك" لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب قوله. ومن جانبه، قال الخبير الأمني طلعت مسلم إن مثل هذه الحركات شديدة الخطورة، لأن هناك أسلحة كثيرة غير مرخصة موجودة في أيدي الناس، ومن السهل أن يتم تسليح هذه الحركات، ما سيؤدي إلى حدوث مجازر دامية في الشارع المصري. وأضاف مسلم أن مثل هذه التنظيمات هي بداية لاحتراب داخلي وحرب أهلية، لأنه من الممكن أن تندس في وسطها مجموعة من المخربين يحاولون تدمير البلاد، مؤكدا أنه لابد من القضاء على مثل هذه التنظيمات، ولكن ليس بالعنف، إنما بتفكيكها، لأنها تعتبر شرارة تنذر بقيام حرب أهلية. وشدد على أنه لابد على وزارة الداخلية والوزارات المعنية التنبية في وسائل الإعلام المختلفة بخطورة مثل هذه الحركات، والقبض على من يستمر منها لأنها مخالفة لقانون العقوبات، وعلى رئيس الجمهورية إصدار قانون يُلزم حكومته بفحص طلبات المتظاهرين السلميين والعمل على حلها، حتى لا يتكرر ظهور هذه التنظيمات. وأوضح الخبير الأمني أن ظهور الحركات التي تتسم بالعنف مرفوض تماما، ولابد أن يقتصر دور حماية البلاد على الأمن فقط، وبالنسبة للحركات التى تدعو للسلمية في حماية البلاد، لابد أن يتوجهوا للشرطة في البداية ويعرضوا عليهم أفكارهم، ويتركوا لهم تقرير ما بعد ذلك.