حذر الدكتور جميس روبنسون الخبير الاقتصادي والمحاضر بجامعة هارفرد، من أضرار الاقتصاد الاستئثاري الذي يمنح بعض الفئات مميزات معينة، على حساب باقي الشعب، قائلا: "إن التحول الاقتصادي المصري لابد أن يكون نحو الاقتصاد التشاركي، ولا يكون قائم على الرشاوى والوساطة. وأضاف روبنسون، خلال الندوة التي نظمتها كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، تحت عنوان "لماذا تفشل الأمم" اليوم، أن دول الربيع العربي أمامها بعض الوقت للنمو والتطور، ولابد أن تتحول إلى الاقتصاد التضامني الذي يقوم على الائتلاف الكبير للأفراد ما يتيح فرص متساوية للجميع ويمنح الأولوية لذوي الكفاءة الأفضل وليس للجهات الحاكمة، وأكد أن التطور الاقتصادي للأمم مرتبط بشدة بالتطور الديموقراطي، مستعرضا تجارب أمريكا وإنجلترا وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا. فيما قال أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، إنه رغم الثورات العربية التي أطلق عليها الربيع العربي، فإن الربيع الاقتصادي لم يأت بعد، مشددا على ضرورة التعاون مع منتدى البحوث الاقتصادي للدول العربية والذي قد يساعد على إنتاج سياسيات ديموقراطية ينمو من خلالها الاقتصاد. وأضاف الوكيل، أن الفساد الذي تخلقه الأنظمة غير الديموقراطية يعتبر معوقا أمام النمو الاقتصادي قائلا: "فبالرغم من توافر كل المقومات الاقتصادية لدى الدول النامية إلا أنها لا تستطيع التقدم وتوفير حياة أفضل لشعبها"، وطالب الحكومة الحالية باتخاذ إجراءات لفتح مجال للحوارات الاقتصادية المميزة والاهتمام بالتجارب الاقتصادية الواقعية والاستفادة منها. وفي نفس السياق، أشار الدكتور أحمد صقر عاشور الأستاذ بكلية التجارة، إلى أن المجتمع المصري يعاني حاليا من حالة استقطاب عقائدي تمارسه التيارات الدينية السياسية والتعصب الديني الذي يعوق نهضة البلاد، محذرا من خطورة تجريف العقل. وأوضح صقر، أن العوامل التي تعيق التقدم الاقتصادي في الدول النامية، "نهب ثرواتها من قبل الدول الاستعمارية التي احتلتها، مع ظهور آليات جديدة ممثلة في الشركات متعددة الجنسيات دون رقابة عالمية عليها، بالإضافة إلى ظاهرة استنزاف العقول واحتكارها من قبل الدول المتقدمة"، واعتبر أن فشل بعض الدول، يكون احيانا بسبب وفرة الموارد الطبيعية لديها وهو ما أطلق عليه العلماء مصطلح "لعنة الوفرة".