«كان راجل جدع.. شهم.. يحب ركوب الخيل.. لسه خاطب من شهر.. ده كان نازل الأجازة بتاعته يوم الجمعة يوم ما رجع لنا شهيد.. سبحان الله، اتصل بكل أفراد أسرته قبل المأمورية اللى استشهد فيها، زى ما يكون عايز يودعهم.. كان من أوائل دفعته فى كلية الشرطة.. هو اللى اختار مكان خدمته والسلاح اللى هيخدم فيه.. زى ما يكون كان حاسس انه هيموت هناك.. أسرته كانت فى انتظاره الأجازة دى علشان يدور على شقه يتجوز فيها».. تلك العبارات رددها أفراد أسرة النقيب أحمد سعد الذى استشهد مساء أمس فى مطاردة مع مسجلين خطر فى أسيوط، وحكوا بها ل«الوطن» عن أحمد الإنسان الذى كان ينتظر الزواج خلال فترة قصيرة. الشهيد أحمد سعد، نقيب شرطة بقوات الأمن المركزى بأسيوط، تخرج فى كلية الشرطة دفعة 2008 وكان من أوائل الدفعة، من مواليد منطقة فيصل ببولاق الدكرور. «الوطن» انتقلت إلى مكان إقامة الشهيد بالعقار رقم 14 بشارع عبدالحميد الصعيدى بكفر طهرمس بفيصل، الشهيد مقيم بعقار مكون من 5 طوابق وهو وأسرته يقيمون بشقة بالطابق الثانى. أهالى المنطقة وجيرانه يتحدثون عن شهامة الضابط الشهيد وعن معرفتهم الخبر الذى لم يصدقوه، فالتقت «الوطن» الدكتور سعد محمود، مدير عام فى مديرية الطب البيطرى بالجيزة، الذى بدأ حديثه بكلمة «الحمد لله على كل شىء.. أنا ما كنتش مصدق اللى حصل.. مقدم اسمه أحمد قال لى الخبر فى التليفون الساعة العاشرة ونصف صباح أمس. رديت عليه قلتله انت بتهزر؟ ده أحمد لسه مكلمنى أنا ووالدته واخواته الساعة 12 بالليل.. رد علىّ وقال لى الكلام ده مفيش فيه هزار يا حاج.. شد حيلك البقاء لله». وأضاف والد الشهيد أنه بعد ذلك أخبر أشقاءه بالواقعة وظل يتابع ما حدث فى أسيوط حتى وصول جثمان نجله إلى القاهرة لدفنه. وأضاف والده أن نجله أحمد هو الأخ الأصغر لأولاده وأنه دخل كلية الشرطة بمجهوده ودون أى وساطة، وأوضح أن نجله كان يحب ركوب الخيل وحصل على مجموع 93% فى الثانوية العامة وأنه قدم له عقب الثانوية العامة فى الكليات العسكرية، لكنه لم يقبل والتحق بكلية الشرطة، وتابع أن نجله كان من أوائل دفعة كلية الشرطة عام 2008 وأنه هو الذى طلب العمل بقوات الأمن المركزى بأسيوط ولم يرغب فى العمل فى الأمن العام وذلك بعد أن عمل فى فريق بحث بمصلحة الأمن العام أثناء وجوده بالكلية. وأضاف والد الضحية أن أسرته مكونة من 5 أفراد والضحية هو الشقيق الأصغر لأولاده وكان من أكفأ ضباط دفعته؛ فقد تمكن من القبض على العديد من المتهمين فى أسيوطوقنا وأنه ألقى القبض على عدد من تجار الأسلحة النارية. توقف الأب عن الكلام وقال: «أنا أتذكر واقعة زى اللى استشهد فيها ابنى منذ عدة أشهر كان فى مأمورية بمحافظة قنا وأثناء إلقاء القبض على أحد المتهمين أطلق عليه الرصاص من مسافة قريبة ويا دوب أصيب بشظية من الرصاصة والحمد لله ربنا سترها معاه بس المرة دى ربنا توفاه». فيما قال حامد، شقيق الضحية، إن شقيقه كان ضابطا محترما و«كان نفسه يدخل كلية الصيدلة لكن حظه كده علشان عمره.. الحمد لله على كل شىء.. أحمد ساعدنى كتير، اللى حصل إن أنا كنت فى الشغل بتاعى وبعدين لقيت والدى اتصل بىّ وقال لى تعالى بسرعة. رديت عليه قلتله: فى حاجة؟ قال لى: تعالى بسرعة. وبعدين أنا حسيت إن فيه حاجة رحت اتصلت بشقيقى أحمد لقيت تليفوناته مغلقة قلت فيه حاجة وبعدين اتصلت بوالدتى ولقيتها منهارة عرفت إن خلاص ربنا يرحمه ويكتبه من الشهداء». كان ضابطان ومجند قد استشهدوا وأصيب ضابط آخر من قوة الأمن المركزى بأسيوط فى مواجهات دامية اندلعت صباح أمس الأول بين الشرطة وإحدى البؤر الإجرامية بمنطقة «عرب الكليبات» بينما لقى 8 مسجلين مصرعهم وأصيب آخران خلال المواجهات وتم ضبط 10 آخرين بحوزتهم سلاح جرينوف و8 أسلحة آلية. وتقدم الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وقادة القوات المسلحة الجنازة العسكرية للضابط الشهيد أحمد سعد محمود الذى استشهد فى أسيوط فى مواجهات مع خارجين على القانون، وذلك بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه وتشييعه من مسجد الشرطة بالدراسة، والتى شارك فيها عدد كبير من أسرته وأصدقائه وقيادات وزارة الداخلية والجيش الذين قاموا بصلاة الجنازة على جثمان الشهيد وشيعوه إلى مثواه الأخير. وقدم رئيس الوزراء ووزير الداخلية واجب العزاء لأسرة الضابط، وكلفا قيادات الوزارة بتوفير أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لأسرته.