في جنازة عسكرية مهيبة, ودعت مدينة أسيوط أمس الشهيد النقيب أحمد جلال محمد عبدالقادر الذي لقي مصرعه متأثرا برصاص إسرائيلي أثناء تأديته واجبه في دورية مرورية علي الحدود المصرية الإسرائيلية. كان في استقبال جثمان الشهيد بمطار أسيوط الدولي القيادات الأمنية والتنفيذية وقادة المنطقة العسكرية الجنوبية بأسيوط, وتم نقل الجثمان ملفوفا بعلم مصر, فور وصوله إلي مسجد ناصر بالمدينة حيث أقيمت صلاة الجنازة علي الشهيد ليخرج بعدها الجثمان في جنازة عسكرية تقدمها اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط واللواء محمد عرفات رئيس أركان المنطقة الجنوبية العسكرية واللواء إبراهيم صابر مدير فرع الأمن العام لمنطقة وسط وشمال أسيوط واللواء يعقوب إمام سكرتير عام محافظة أسيوط نائبا عن المحافظ اللواء سيد البرعي.ووسط حضور حشد كبير من المواطنين من أقارب الشهيد وأهالي المدينة, تحركت الجنازة حتي ميدان المساحة بشارع الجمهورية بوسط المدينة حيث تقيم أسرة الشهيد لتلقي العزاء وسار بالجثمان نحو ثلاثمائة سيارة إلي قرية الصلعا التابعة لمركز سوهاج التي ترجع إليها أصول عائلة الشهيد لايداع الشهيد مثواه الأخير. علي هاني خال الشهيد قال ل الأهرام المسائي إن النقيب أحمد جلال كان من خيرة الشباب, عرف عنه الالتزام الديني والأخلاقي والبر بوالديه والعطف علي اشقائه وهو ما جعل جميع من حوله يتعلق به كثيرا.وأضاف أن الشهيد كان يعمل بالمنطقة الجنوبية بمحافظة سيناء قبل نقله خلال حركة تنقلات وزارة الداخلية حصل الشهيد علي الراحة الخاصة به قبل أن ينتقل إلي موقعه الجديد وعاد إلي أسرته بأسيوط وقضي إجازته مع أشقائه وأصر علي الإفطار مع والدته في شهر رمضان وكأنه كان يشعر أنه الافطار الأخير وقد كان, فبعد أسبوع من سفره لاداء مهام عمله, نال الشهادة وهو يذود عن حدود الوطن. كانت مشادة كلامية قد حدثت بين مسئولي أمن المطار وأهالي الشهيد بعدما رفض المسئولون فتح قاعة كبار الزوار لهم لانتظار الجثمان وهو ما دعا مسئول الأمن الوطني بالمطار للتدخل وفتح الصالة تكريما لأهالي الشهيد. وأمام مسجد ناصر تظاهر المئات من أهالي أسيوط رافعين الاعلام المصرية والفلسطينية مطالبين المجلس العسكري بالقصاص للشهداء الذين يحمون الحدود المصرية. وفي قرية الصلعا بمركز سوهاج, التف الأهالي حول سيارة الاسعاف التي أحضرت الشهيد النقيب أحمد جلال عبدالقادر من أسيوط وانطلقت الزغاريد من حناجر نساء القرية مختلطة بالدموع وبتهافات إلي الجنة يا شهيد. حمل المشيعون جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر وطافوا به شوارع القرية في مشهد جنائزي مهيب وقال والد الشهيد, الدكتور جلال عبدالقادر نائب رئيس جامعة سوهاج سابقا, كان نجلي ضابطا في قوات الأمن المركزي, علمته الالتزام والاخلاص في العمل وتحمل المسئولية منذ صغره, كان سعيدا بالثورة لأنها ستقضي علي الفساد لكنه كان حزينا لأن جهاز الشرطة والضباط هم الذين دفعوا الثمن من سمعتهم وتاريخهم, وقد كان مقررا أن يخطب بعد العيد لكن حلمه لم يتحقق. بينما قالت والدته غير مصدقة ما حدث: أنا في انتظار أحمد لأنه كلمني قبل الحادث وقال هفطر معاكم يوم الجمعة, والله ابني ضابط كويس ومتربي وكنت دايما أنبه عليه يحترم الناس ويعاملهم بما يرضي الله ثم سقطت مغشيا عليها. وقال أحمد محمد محمود عمدة قرية الصلعا.. حسبي الله ونعم الوكيل في هذا العدو ربنا المنتقم والايام القادمة ستشهد ضربة قوية للصهاينة من عند الله. أما ابنا عم الشهيد طه محمد عبدالعال وخالد محمد عبدالعال فقالا انه كان علي اتصال بهما أمس الأول قبل الافطار وطالبوه بتلبية دعوتهم للافطار بالقرية اليوم السبت. وفور انتهاء جنازة الشهيد طاف حوالي10 آلاف من المشيعين بالقرية والقري المجاورة مطالبين بالقصاص.