ماذا سوف يحدث يوم 25 يناير؟ سؤال يتردد هذه الأيام بكثافة على ألسنة المصريين. الكثيرون يتوقعون ألّا يكون هذا اليوم عادياً، فى ظل إعلان البعض عن الرغبة فى استثمار الاحتفال من أجل الدعوة لإسقاط الدستور، والحيلولة دون امتداد أذرع الأخطبوط الإخوانى إلى المزيد والمزيد من المواقع. وعلى جانب آخر، تدوّى العديد من الأصوات الشبابية بالحديث عن ضرورة تحويل الاحتفال بذكرى الثورة، التى سطا عليها الإخوان، إلى معركة من أجل استردادها، وفى مواجهة هذين الطرفين يشخّص الطرف الإسلامى (الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية) الذى يريد أن يمر الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير بسلام، ويا حبذا لو تم استخدامه من أجل «أسلمة» الثورة والتأكيد أن الإسلاميين كانوا قادتها ووقود حركتها. المشهد إذن يأخذ شكل المواجهة بين طرفين فى مقابل طرف ثالث، فكيف يمكن أن تسير الأمور؟ هل يمكن أن يأخذ المشهد شكلاً عصيباً عنيفاً ليعكس حالة العصبية والاحتقان التى تسيطر على المزاج المصرى منذ عدة أشهر؟ ذلك هو السؤال الذى يحيّر المصريين الذين ينسون فى غمرة الانشغال بالحصول على إجابات عن أسئلة مستقبلية أن صورة ذلك المستقبل تتشكل تبعاً للحالة المزاجية للشعوب، فإذا كان المزاج المسيطر مع فكرة انتزاع الثورة من قبضة الإخوان الذين سرقوها بليل، فالمتوقع أن يتم تحجيم الجماعة وذيولها، وإذا سيطرت حالة من الهدوء والرغبة فى الهدوء على المزاج العام فسوف يمر اليوم، وتفوّت الجماعة الفرصة على من يريدون تحجيمها. ولكى نفهم ما يمكن أن يحدث لا بد أن نسلم بأمرين: أولهما أن طرف الداعين لإسقاط الدستور، وطرف الداعين إلى استرداد الثورة وتحجيم الإخوان يمكن أن يتحولا فى لحظة قريبة جداً إلى طرف واحد. فجزء من استرداد الثورة يرتبط بالتخلص من الدستور الإخوانى، وإحدى النتائج المترتبة على إسقاط هذا الدستور تتمثل فى تحجيم الجماعة وذيولها، لذلك فنحن نقف أمام طرفين يمكن أن يتحولا إلى طرف واحد فى لحظة، إذا سيطر زخم التغيير، ليقفا معاً فى مواجهة الطرف الثالث. الحقيقة الثانية أن انفجار الاحتقان يمكن ألا يرتبط بيوم 25 يناير على وجه التحديد، فقد يسبقه أو يلحق به، فعلينا ألا ننسى أن يوم 15 يناير سوف يكون موعدنا مع نظر المحكمة الدستورية للقضية المرفوعة بحل مجلس الشورى وبطلان الجمعية التأسيسية للدستور، كذلك من الواجب أن نتذكر أن جلسة النطق بالحكم فى قتل 72 شاباً من ألتراس الأهلى فى مذبحة بورسعيد سوف توافق يوم 26 يناير، والأهم من هذا وذاك الأيام الصعبة التى سوف يواجهها المواطن خلال الفترة المقبلة بسبب انفجار الأسعار. أى من هذه الأيام يمكن أن يشهد أحداثاً جساماً تتناغم مع المزاج الداعم لإعادة السنة (2011).