منذ ولادتها أكد الأطباء أنها «عايشة بمعجزة»، فتشخيص حالتها أوضح أن هناك ثقباً فى عضلة القلب يؤثر على صحة «رودينا» إلا أنه السبب وراء بقائها على قيد الحياة حتى تمت عامين ونصف العام، بحسب الفريق الطبى الذى تابع حالتها، المرض كان «رحيماً» بالطفلة بعد انسداد أحد صمامى القلب، بينما الصمام الآخر يعانى من مشكلات ولا يوفر القدر الكافى من الأكسجين الذى تحتاجه. والدها: «عايزين حد يمدلنا إيده.. وبتوع الصحة ماسألوش فينا» داخل منزل بسيط بمنطقة ميت عقبة بالعجوزة، تجلس «دعاء صابر» والدة الطفلة رودينا ياسر جابر، ولا يوجد لها أى مهمة فى الحياة سوى رعايتها ومنعها عن ممارسة أى مجهود، حتى لا تتأثر عضلة قلب ابنتها الضعيفة، تذرف الدموع وهى تحاول إبعادها عن ممارسة حقها كطفلة تتحرك وتلهو مثل شقيقها الأكبر «محمد»، «على عينى تعبك يا بنتى، بس ما باليد حيلة»، بمرور الوقت تزداد حيرة الأب الذى يعمل كهربائى سيارات، يخشى على ابنته أن تفارقهم فى صغرها: «أول ما تعيّط بنحاول نسكتها بأى طريقة عشان نفسها ميتكتمش، لأن وشها وجسمها فجأة بيزرق، بنتى عايشة لكن كأنها مش عايشة، والدكاترة احتاروا معاها». مجموعة من النصائح يحرص «ياسر» الأب المغلوب على أمره أن يتبعها، أهمها وجود «رودينا» دوماً فى أماكن جيدة التهوية، ما لم تكن مفتوحة بشكل كامل، حتى تساعدها على التنفس الذى يعيد لها ضحكاتها التى تختنق كلما شعرت بالضيق بسبب آلامها، لا يريد الأب مساعدات مادية وهو على أتم استعداد أن يبيع «اللى وراه واللى قدامه» فى سبيل علاج طفلته، «بنتى لازم يتغير لها صمام القلب المسدود، وبعد كده تعمل عملية الثقب»، محاولات فى الحصول على قرار بالعلاج على نفقة الدولة لم تجد نفعاً، ليبدأ بعدها محاولاته مع بعض الجهات الطبية الخيرية، «بتوع الصحة ماسألوش فينا، وحاولنا نروح مركز الدكتور مجدى يعقوب وماعرفناش، عايزين حد يساعدنا».