اكتست قرية كفر العدوى التابعة لمركز فاقوس فى الشرقية، بالسواد حزناً على استشهاد أحد أبنائها النقيب بمديرية أمن شمال سيناء «محمود منير يونس» 27 عاماً، الذى استشهد مع 11 آخرين، مساء أمس الأول، فى الهجوم الإرهابى على كمين شرطة الصفا بالعريش. وتوافد الأهالى على منزل عائلة «الشهيد» وأقاموا سرادقاً للعزاء واحتشدوا بالطرقات ومدخل القرية، انتظاراً لوصول الجثمان لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر العائلة، وذلك فى جنازة عسكرية بحضور عدد من القيادات الأمنية. والد النقيب محمود منير: «كان مستعد يضحى بروحه عشان البلد».. والأم: أطالب بإعدام الإرهابيين فى ميدان عام.. والزوجة: «ما فرحش بالترقية عشان زمايله الشهداء» وداخل «سرادق العزاء»، جلس منير يونس «47 عاماً» مدرس بمدرسة «فاقوس الثانوية العسكرية» يتلقى العزاء فى نجله وينتظر وصول جثمانه، مردداً: «حسبى الله ونعم الوكيل»، و«احتسبت ابنى شهيد عند ربنا». وقال: «ابنى رفض يترك الخدمة فى سيناء وينتقل لمكان آخر رغم إنه شاف الموت من شهر ونصف عندما دمرت سيارته فى حادث استهداف الكمين فى شهر فبراير 2014، الله يرحمه ما كانش بيخاف من الموت وكان مستعد يضحى يروحه عشان البلد فى أى وقت». فيما أصيبت نهال إبراهيم يوسف، والدة الشهيد، 42 عاماً، بانهيار، وانخرطت فى نوبة بكاء، مرددة عبارات: «منهم لله قتلوا نور عينى وزهرة عمرى.. ربنا ينتقم منهم». وتابعت: «كان قلبى حاسس باللى هيحصل وكنت بخاف عليه بسبب العمليات الإرهابية اللى بتحصل فى سيناء كل شوية، بس ابنى كان راجل ورفض يتنقل من سيناء،. وأردفت: «عاوزة حق ابنى، عاوزة الإرهابيين يتعدموا فى ميدان عام، مش عاوزة أمهات تانى يتحرق قلوبهم على عيالهم، طهروا سيناء من الإرهاب». وأصيبت راندا ثروت الغمرى، زوجة الشهيد، صيدلانية بالوحدة الصحية بقرية الفدادنة فى فاقوس، بحالة انهيار وجلست تحتضن طفلهما مرددة: «ربنا يرحمك ويصبرنى على فراقك، ابنى هيفتخر بأبوه عشان مات وهو بيدافع عن بلده». وقالت: «عندما ترقى الشهيد وحصل على رتبة نقيب كنت فرحانة قوى، لأنى بدأت مشوارى معاه من أول ما كان ملازم وبعدين ملازم أول، وكنت بدعى ربنا يطول فى عمره ويبقى لواء، بس هو لما اترقى ما كانش حاسس بفرحه عشان زمايله اللى استشهدوا واتوفوا قبل ما يترقوا».