كتب - نورهان طمان ورضا صلاح الدين رغم أن عمر سليمان اختفي ولو مؤقتا من على الساحة السياسية، لكن مازال المشير طنطاوي متواجدا بقوة من خلال رئاسته للمجلس العسكري الحاكم للبلاد، إلا أن هناك حالة من اللغط عن شكل العلاقة بينهما، وعن طبيعتها، هل هي علاقة توافقية؟ ينتج عنها عودة رجال النظام السابق بقوة، أم أن هناك صراع مصالح؟ اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجى، يقول، إن عمر سليمان توارى فى منزله قبل وبعد تقديمه لأوراق ترشحه للإنتخابات ولم يسمع عنه أحد، وكان مصرا على رفضه لترشيحه لمنصب الرئيس لولا الضغوط الشديدة التى تعرض لها من بعض فئات الشعب الذين وجدوا فيه قائدا للمرحلة القادمة لمصر لإعادة الأمن والاستقرار لما له من خبرة طويلة فى هذا المجال، ولكنه عندما نزل معركة الانتخابات وقدم أوراقه لم يكن مقتنعاً، ولذلك لم يقدم أوراقه كاملة عن عمد كى يتم استبعاده بطريقة قانونية. وأضاف، لا أعتقد أن عمر سليمان سوف يظهر على الساحة السياسية فى الفترة القادمة حتى بعد استلام الرئيس القادم مهام منصبه حتى لو رشحه لمنصب هام لأنه جرح من معارضيه ويعلم مدى كراهيتهم له، ولا أعتقد أن يتم محاكمته بعد تولى الرئيس القادم السلطة لأنه لو كانت هناك قضايا فساد ضده لكانت ظهرت من قبل، فهل يعقل أن يحاكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى قضايا فساد وقتل متظاهرين ولا يحاكم نائبه إذا كان متورطا معه فى أى قضايا. أما الدكتور عماد جاد، الخبير السياسي، فيقول، حتى لو أعلن المشير طنطاوى والمجلس العسكرى آلاف المرات أن عمر سليمان ليس حليفهم فلن يصدقهم أحد لأنه حليفهم الأول وهم يسيروا معه فى اتجاه واحد، ولكن البلد الآن فى حالة فوضى عارمة، والاحتمالات كلها مفتوحة فى كل الاتجاهات، لكنى أثق أن عمر سليمان لن يكون ذو منصب في المستقبل مهما دعمه المشير ورجاله. وأضاف، لا أتخيل أيضاً أن الرئيس القادم الذى سيتفق عليه أغلبية الشعب المصرى سيغضبه بترشيحه لعمر سليمان أو حتى المشير طنطاوى فى أى منصب هام. ويقول الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم السياسية، إن عمر سليمان والمشير طنطاوى يسيران فى اتجاهين مختلفين تماماً والإثنين على رأس قائمة جهازين مستقلين بذاتهما، فالمشير طنطاوى على رأس جهاز القوات المسلحة وعمر سليمان كان على رأس جهاز المخابرات المصرية، والمشير لا زال فى الخدمة وعمر سليمان خرج على المعاش منذ أكثر من عام، وأعتقد أن الرئيس القادم لن يتعامل مع عمر سليمان بأى شكل من الأشكال، فلن يجعله على سبيل المثال رئيساً للمخابرات لأن له رئيس بالفعل ولن يجعله نائبا له لأن الشعب يكرهه. وأضاف، لا أستبعد أيضاً خضوع المشير وعمر سليمان للمحاكمة اذا ثبت تورطهما فى قضايا فساد لأنه كان من المستحيل من قبل أن يتخيل أحد أن الرئيس السابق حسنى مبارك سيتم الزج به فى السجن ومحاكمته فى قضايا فساد وقتل المتظاهرين، فالثورة لن تجعل أحدا كبيراً على المساءلة والمحاكمة. أما الدكتور حسن نافعة فيقول، أعتقد أن العلاقة بين عمر سليمان والمجلس العسكري علاقة طرديه خالية من توافق المصالح , مضيفا أنه على الرغم من انتماء الطرفين إلى النظام السابق ولكنه من المؤكد أن المصالح التي كانت تربطهم قد تتحول إلى عامل خلاف خاصة وأن كلا منهم من المؤكد أنه يحمل للآخر الكثير والكثير من المعلومات خاصة في أواخر عهد المخلوع وفترة قيام الثورة. أما الباحث السياسي د.عمار علي حسن قال أن نفوذ المجلس العسكري قد يظهر واضحا في الفترة الأخيرة وعلى الرغم من ذلك ، فإن عمر سليمان ليس ببعيد تماما عن أية أحداث تمت خلال العام الماضي خاصة الأحداث التي أريقت فيها دماء شباب الميدان ، مضيفا أنه من المعروف عنه دوما أنه رجل مبارك الدموي ورأى عمار أن مصلحة المجلس العسكري لم تعد مع نائب المخلوع خاصة وأنهم من المؤكد يحاولون أن يتمموا مواءمات سياسية مع أكبر قدر من مرشحي الرئاسة حتى يكونوا أكثر اطمئناناً على نظامهم القائم ويعتقد عمار أن خروج سليمان من الانتخابات قد يكون للمجلس العسكري يد فيه . ويقول، الناشط السياسى أحمد دومة، إن المشير طنطاوى وعمر سليمان عدوان لبعضهما والإثنين عدوان للثورة والشعب المصرى بأكمله، ولكن كعادة معتادى الإجرام إذا اتفقا فى مصلحة واحدة هنا يصبحان فى فريق واحد ويحتضنان بعضهما وحالياً مصلحتهما واحدة وهى اقتسام السلطة بينهما حتى لا يفتضح أمرهما وتفتح ملفاتهما السوداء وينتهى بهما الأمر بالإعدام بالرصاص وأتمنى ألا يأتى الرئيس القادم إلا بعد أن تكون الثورة قد قضت على المشير وعمر سليمان . واذا تمت الانتخابات فى وجودهما فنحن لا نستحق الحياة فيجب أن يأتى الرئيس القادم بعد حصول الشهداء على حق القصاص منهما ويحاكما على جرائمهما فى حقهم .