تحت عنوان "مصر تبني على الرمال"، كتبت صحيفة "الجارديان" البريطانية افتتاحيتها التي كتبت فيها أن المفارقة في فوز الرئيس محمد مرسي في معركة الدستور، هي خروجه منها بسلطات أضعف. وقالت الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار: " إن الدستور المصري الذي يبدو أنه تم تمريره أمس الأحد بنسبة 64% كانت ولادته مضطربة أيضا" مضيفة أن النتيجة نفسها ترتبت على تدني نسبة المشاركة كما خرجت ادعاءات بتزوير الانتخابات. وأضافت الافتتاحية أن الأزمة بدأت بالإعلان الدستوري الذي منح الرئيس الإسلامي محمد مرسي نفسه من خلاله السلطة لتمرير مشروع دستور لم يتم الاتفاق عليه لافتة إلى أن مرسي برَر قراره بأنه محاولة لمنع المحكمة الدستورية من الحكم ببطلان الجمعية التأسيسية وحلها وثار القضاء نتيجة لذلك. ومضت "الجارديان" تقول في افتتاحيتها: "أكثر من 2 مليون مسيحي صوتوا ضد الاستفتاء على الدستور ودعت بعض القيادات لإسقاط الرئيس. فإذا كان هذا –تمرير الدستور- انتصارا فإنه كان مكلفا حيث تحطمت الوحدة الثورية العابرة التي تواجدت في ميدان التحرير". ورأت الصحيفة أن مرسي اتهم بالتصرف كدكتاتور عسكري ولكن المفارقة في فوزه في معركة الدستور هي خروجه منها بصلاحيات أقل موضحة أنه وفقا لأحكام الدستور الجديد لا يستطيع مرسي التدخل في تعيين أعضاء السلطة القضائية وإنما يوقع فقط على الأسماء التي يعرضها عليه المجلس الأعلى للقضاء. وتابعت الصحيفة: "كما تحولت سلطة مرسي التشريعية إلى مجلس الشورى, لحين إجراء انتخابات مجلس الشعب. وسيحسب هذا لصالح الإسلاميين ومرسي سيكافح لجعله أكثر تمثيلا حتى مع تعيينه أمس أعضاء من الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية في مجلس الشورى." وألمحت الصحيفة إلى أن مرسي قد وعد بوضع تعديلات على المواد الخلافية في الدستور في الجلسة الأولى للبرلمان إذا توصلت الأحزاب السياسية الرئيسية إلى اتفاق فيما بينها. واختتمت "الجارديان" بقولها: "إن مهمة الرئيس مرسي واضحة الآن. إنها ليست لتكريس الانقسام وإنما للوصول من خلالها إلى كل المصريين، المسيحيين والمسلمين، العلمانيين والمتدينين، الليبراليين والمحافظين. حين إذِ فقط سيكون مرسي قد أنشأ دستورا جديرا بهذا الاسم.