شهدت مليونية "حلم الشهيد" تواجدا مكثفاً من كافة القوي الوطنية والثورية والتيارات الحزبية والسياسية بميدان التحرير، خاصة مع انضمام المسيرات القادمة من ميادين "رمسيس ومصطفي محمود ودوران شبرا ورابعة العدوية والسيدة زينب والمعادي والدقي وكافة المساجد الأخري، للمطالبة باللاءات الخمس التي رفعها الثوار "لا للإعلان الدستوري، لا لتحصين الدستورية، لا للإنفراد بالسلطة، لا لإراقة دماء المصريين، لا للديكتاتورية". وفي المقابل تم اغلاق كافة مداخل الميدان السبعة بالأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية من قبل المعتصمين منعا لدخول البلطجية إلي التحرير في مليونية حلم الشهيد التي شهدت حضورا مكثفاً من قبل الفتيات والسيدات اللائي حرصن علي التواجد من كافة أحياء الجمهورية، لإعلان رفضهن القاطع لحكم المرشد، أخونة الدولة واسقاط الاعلان الدستوري ورفض تمرير دستور لا يعبر سوي عن جماعة الاخوان والسلفيين، الأمر الذي دفع العديد من البلطجية المندسين وسط المتظاهرين للتحرش بهن غير ذي مرة، فضلا عن سرقة حقائبهن وهواتفهن المحمولة في غيبة من اللجان الشعبية والأمن داخل الميدان وهذا ما دفع جموع المتظاهرين لتكثيف أعداد المتطوعين في اللجان الشعبية لتأمين مداخل ومخارج الميدان وساحته بصورة كبيرة من مثيري الشغب واللصوص والمتحرشين. وكان هناك عدد كبير من الفنانين قد حرصوا علي التواجد منذ الساعات الأولي لصباح الجمعة للقصاص للشهيد وعلي رأسهم "خالد النبوي، ممدوح عبدالعليم، تيسير فهمي، سامح الصريطي، عبدالرحمن أبو زهرة، توفيق عبدالحميد، ميسرة"، بالإضافة إلي وجود مئات الأطفال مع أبائهم وهم يحملون أعلام مصر ويرسمونها علي وجوههم في غياب شبه تام للأعلام الحزبية أو اللافتات التي تقسم الوطن تحت شعار واحد رفعه الجميع "من أجل مصر". في الميدان منصة واحدة رئيسية بجوار تمثال عمر مكرم يتحدث من خلالها الجميع، رافعين لافتات منددة بسياسة الاستحواذ والاستبداد التي تنتهجها جماعة الاخوان المسلمين، رافضين انتاج ديكتاتورا جديدا وهم يرددون شعارات "يسقط يسقط حكم المرسي، مرسي يا استبن هانرجعك السجن، عيش.. حرية.. اسقاط التأسيسية، يا بلدنا ثوري ثوري ضد الاعلان الدستوري، وحياة دمك يا شهيد شمس الثورة مش هاتغيب، قالوا حرية وقالوا عدالة يا نهار أسود ع الرجالة، الشعب يريد اسقاط النظام". وحرص الصوفيون علي حضور المليونية بوجود الشيخ علاء أبو العزايم، رئيس الطريقة العزمية وايمن أبو الخير، المتحدث الإعلامي بإسم الطريقة الشبراوية الذي أكد ل"الوادي" أن الاخوان يسيرون علي أجندة حزبية لتقسيم مصر إلي دويلات بعد أن باعوا دينهم ومصرهم وجاءوا برئيس مستبد يخون بلاده ويصل بها إلي حافة الهاوية وطريق الضياع والهلاك، مؤكدا أن مرسي أغرق البلاد في الديون، واصفا الاخوان بخوارج العصر. ومن جانبه قال الشيخ علاء الدين أبو العزايم أن مشكلة المجلس الأعلي للطرق الصوفية الرئيسية تكمن في أنهم لا يريدون الوحدة، لأنهم دائما خدام في بلاط السلطة، مشيرا إلي إنهم جاءوا إلي ميدان التحرير لحماية المصريين من مرسي وجماعته، مجموعة الجهلاء الذين ليس عندهم أدني فكرة عن الدين أو السياسة، فأضاعوا سيناء لأجل اسرائيل ومصالحهم الإستراتيجية. وعلي صعيد أخر صب العديد من المواطنين البسطاء المشاركين في المليونية جم غضبهم علي الرئيس مرسي بعد قراراته الأخيرة التي وصفوها بالإدارية التي تفتقد للسياسة والدستورية، وهذا ما قاله المواطن سعد الخولي، 53 عاماً ويعمل صنايعي علي باب الله "نحات"، حيث اشار إلي أن مرسي لا يستحق ان يكون رمزاً من رموز الثورة، فضلا عن مدي قدرته علي إدارة شئون قرية في بلادهم، مشبهاً إياه بالمجنون الذي يسعي وجماعته نحو حرق مصر، مثل "نيرون روما" ومن ثم فإن مكانه الطبيعي مستشفي العباسية علي حد وصفه. فيما قال سامي أحمد شاهين، 62 عاما إن الإخوان وقفوا حال البلد وكل هدفهم السلطة والكرسي ولو جاء ذلك علي حساب دماء المصريين . ولاحظت "الوادي" مشاركة أكثر من أسرة في مليونية حلم الشهيد بما فيهم عائلة زكي لاشين "ابنته وزوجته المنتقبة" لرفض الاعلان الدستوري الفرعوني علي حد وصفهم، رافعين لافتات "عفوا لقد نفذ رصيدكم" في الاشارة إلي نظام الرئيس مرسي، فضلا عن وجود أكثر من شخص ملتح وسط الليبراليين واليساريين والصوفيين وهم يرددون نفس شعاراتهم ويؤيدون ذات المطالب لإسقاط ذاك النظام الذي يجعل من مصر بلدا لفرعون جديد سيرا علي سياسات نظام سابق أسقطه الشعب. كما شارك في المليونية كافة رموز القوي الوطنية وأعضاء جبهة الإنقاذ الوطني وعلي رأسهم الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسي وحمدين صباحي والدكتور السيد البدوي وخالد علي والدكتور محمد أبو الغار وحسين عبدالغني وخالد تليمة وأحمد حراره ونادر السيد وعدد من أهالي وأمهات الشهداء بمشاركة أحزاب الدستور والتيار الشعبي ومصر القوية والكرامة والمحافظين والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والوفد وحركات 6 أبريل ومينا دانيال وائتلاف شباب ماسبيرو واتئلاف شباب الثورة، للمطالبة بالإعتصام في الميدان حتي إسقاط الاعلان الدستوري وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع دستور توافقي يعبر عن كافة جموع الشعب المصري.