تحت شعار "حلم الشهيد" انطلق الآلاف فى مسيرات مختلفة لميدان التحرير، للتأكيد على إسقاط الإعلان الدستورى ورفض الاستفتاء على الدستور الصادر من الجمعية التأسيسية المعيبة، وكانت أبرز الهتافات التى رددها المتظاهرون "ارحل.. ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام". شهد ميدان التحرير صباح اليوم الجمعة، هدوءاً تاماً قبل ساعات من وصول مسيرات المشاركة بمليونية "حلم الشهيد"، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية للدستور، وإعادة تشكليها وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، وتطهير وزارة الداخلية والقصاص لقتلة الشهداء. وبدأ المعتصمون منذ فجر اليوم فى الاستعداد لمليونية "حلم الشهيد"، حيث انتشرت اللافتات التى تحمل مطالب المليونية بجميع أرجاء الميدان، ومنها "لا إعلان ولا دستور وأنت يا مرسى عليك الدور" و"الشعب يريد استرداد الأموال المنهوبة" و"إلى رئيس الإخوان ما تنساش ال49% إللى ما انتخبوكش غير إلى قاطعوا ومنزلوش" و"جوه المطبخ الإخوانى سلقوا دستور الغريانى" و"مصر ضد الإخوان مش ضد الإسلام" و"استقلال القضاء من استقلال مصر". كما قام عدد من المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير، بإقامة عدد من الأبراج الخشبية فى إطار تأمينهم لمليونية اليوم من أى هجوم، أحدهما تواجد بمدخل طلعت حرب، ومعلق عليها لافتة مكتوب عليها "مطلوب للعدالة حيا أو ميتا محمد مرسى مبارك 50 قرشا مكافئة لمن يجده". والبرج الآخر يوجد بمدخل كوبرى قصر النيل، ويعتليه اثنان من أعضاء اللجان الشعبية، والثالث بميدان عبد المنعم رياض. وعلى جانب آخر قامت اللجان الشعبية المختصة بتأمين ميدان التحرير بغلق جميع مداخل ومخارج الميدان بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، فى حين قام أحد المتظاهرين بتنظيف الميدان من المخلفات الناتجة عن المعتصمين. كما كثفت اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين الميدان من تواجدها على مداخل الميدان، وقاموا بتفتيش الوافدين للميدان، وطلب منهم إظهار طلب الهوية "البطاقة الشخصية"، فيما صعد عدد منهم أعلى الأبراج الخشبية التى أقاموها من أجل تأمين الميدان. و طالب الشيخ محمد عبد الله نصر، رئيس جبهة "أزهريون مع الدولة المدنية" الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بالرحيل قبل أن تنفجر الأوضاع، وتحاصره الكوارث، مضيفا نحن هنا اليوم ليس لإسقاط الإعلان الدستورى ولكن لرحيل الرئيس مدعى الألوهية صديق الصهيونى شيمون بريز، والديكتاتور الملوثة يده بدماء الشهداء. وشن عبد الله خلال خطبة الجمعة، من أعلى منصة القوى الثورية بميدان التحرير وسط حضور المئات من المشاركين فى مليونية "حلم الشهيد"، هجوما على جماعة الإخوان المسلمين، قائلا "كنا طيلة الثورة نقتل بشارع محمد محمود على يد ميلشيات المجلس العسكرى، وتلقى جثثنا بالزبالة وأصحاب شعار الإسلام هو الحل، مشغولون بالانتخابات بل واتهمونا بمحاولة تعطيلها، متسائلا أى انتخابات تجرى قبل الدفاع عن كرامة الإنسان، منتقدا تكريم الرئيس للمشير طنطاوى ونائبه سامى عنان، ومنحهم قلادة النيل تلك الجماعات شريكة مع المجلس العسكرى فى قتل الثوار وفى التواطؤ والصمت. وانتقد عبد الله، حضور الرئيس للصلاة وسط 25 مجندا متسائلا "هل قال لك الإسلام أن تصلى وسط كل تلك الحراسة، وقال لك أن تنام آمن فى بيتك وأطفال مصر يدهسون تحت عجلات القطار، لافتا إلى رفض الجماعة وضع إقرار قانون حد الكفاية فى الدستور الجديد، مضيفا الجماعة تريد رأسمالية مثلها مثل النظام السابق، ولكن تريد رأسمالية دينية، رأسمالية خيرت الشاطر بدلا من رأسمالية أحمد عز. وشدد رئيس جبهة أزهريون، مع الدولة المدنية، على رفض الميدان حكم جماعة الإخوان المسلمين، قائلا نحن لا نريد شريعة المرشد ولا نريد شريعة محمد بن عبد الوهاب، فنحن لا نريد إلا تطبيق شرع الله وليس شرع المرشد ولا تجار الدين الذين دعوا للجهاد فى فلسطين فى الوقت الذى بدأ الرئيس خطابه لشيمون بيريز ب"عزيزى"، وختم الخطاب بقوله صديقك مرسى، متهكما مرسى أصبح صديقا وفيا لبيريز. وألقت اللجان الشعبية بميدان التحرير ظهر اليوم الجمعة، القبض على ثلاثة لصوص خلال محاولتهم سرقة خيمة الاعتصام بوسط صينية الميدان، وتم احتجازهم داخل أحد الخيام، تمهيدا لتسلمهم للشرطة، حسبما أكد محمد الدسوقى المنسق العام للجان الشعبية بميدان التحرير. وأضاف الدسوقى، فى حديثه ل"اليوم السابع" أن عدد أفراد اللجان الشعبية بلغ حوالى 250 فردا متطوعا تم تقسيتهم إلى مجموعات، وكل مجموعة تقوم على تأمين مداخل الميدان، وبالإضافة إلى مداخل مترو الأنفاق لمحطة السادات بهدف الحد من التحرشات التى انتشرت خلال المليونية الأخيرة من بعض المندسين وسط المتظاهرين، لافتا إلى أنهم أقاموا ثلاثة أبراج للمراقبة عند مداخل الميدان من أجل هذا الغرض، بالإضافة إلى القبض على المجموعات التى تقوم بسرقة المواطنين وسط ازدحام الميدان. وشهدت ساحة ميدان الجيزة انقساما بين القوى المدنية والليبرالية والثورية المعارضة للإعلان الدستورى من جانب، والقوى الإسلامية المؤيدة للإعلان من جانب آخر، حيث تبادل الطرفان الهتافات المناهضة والمؤيدة لإعلان الدستورى فى وقت واحد. حيث رفض المعارضون للإعلان الدستورى عقب أداء صلاة الجمعة بمسجد الاستقامة مرددين هتافات "يسقط يسقط الرئيس"، ويسقط يسقط حكم المرشد"، و"يسقط الإعلان الدستورى"، وهو ما قابله حشد كبير من القوى الإسلامية، مرددين هتافات "الشعب يريد تطبيق شرع الله"، و"البرادعى باطل"، و"حمدين صباحى باطل"، و"عمرو موسى باطل"، و"القرآن هو الدستور"، و"بنحبك يا مرسى وبنأيد قراراتك"، و"سامع صوت أم شهيد بتنادى فين حق ولادى يا مرسى." ومع زيادة عدد الإسلاميين بالميدان انسحب المعارضون للإعلان الدستورى من الميدان، متوجهين إلى ميدان التحرير فيما بقى الإسلاميون بالجيزة مرددين الهتافات المناصرة للرئيس وتطبيق شرع الله. و بهتاف "تحيا مصر، والدستور باطل، والله أكبر، والشعب يريد إسقاط النظام، ومحمد مرسى باطل"، انطلقت مسيرة شباب حزب الوفد والتى يقودها السيد البدوى رئيس الحزب وعمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، فى طريقها إلى ميدان التحرير منذ دقائق للمشاركة مليونية حلم الشهيد، والمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وحل التأسيسية وإعادة تشكليها. وقال عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، إن مظاهرة اليوم هى رسالة واضحة للحاكم، بألا يأخذ موقف الشعب ببساطة أو استخفاف وأن يضع رأيه فى الاعتبار عند اتخاذ أى قرار. وأضاف موسى ل"اليوم السابع"، على هامش مسيرة رفض الإعلان الدستورى، أنه لا يرى أن مصر مقبلة على حرب أهلية، مثنيا على نقل مليونية الإخوان غدا إلى مكان آخر غير ميدان التحرير، منتقدا الطريقة التى أديرت بها الجمعية التأسيسية خلال جلسة التصويت أمس الخميس، مؤكدا أن الاستعجال غير مبرر وأن هناك موقفا ملتبسا وأمر غير واضح بعدما أقر مرسى بالعمل بها شهرين، ثم الانتهاء منها فى يوم واحد، مؤكدا أن جبهة الإنقاذ سيكون لها موقف من هذا الدستور، إلا أنه أكد على أهمية أن يأخذ الشعب فرصة لقراءة الدستور ويقول رأيه بصراحة. من ناحية أخرى، أشار موسى إلى أن قرار الأممالمتحدة بالموافقة على فلسطين كعضو خطوة إيجابية فى مسيرة النضال الفلسطينى تستوجب الدعم والتقدير، ومن خلالها أصبحت فلسطين دولة تستطيع أن تتقدم لكافة المنابر الدولية، موجها التهنئة للرئيس الفلسطينى. فيما انطلقت مظاهرة كبيرة من أمام مسجد السيدة زينب، فى اتجاه ميدان التحرير والمشاركة فى مليونية "حلم الشهيد" وهتف المشاركون فى المسيرة هتافات "بيع بيع الثورة يا بديع، ديكتاتور ديكتاتور، أنت يا مرسى عليك الدور، ارحل ارحل، يسقط يسقط حكم المرشد"، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، رافعين لافتات "الشعب يريد إسقاط الإخوان، يسقط حكم المرشد، لا لا للإخوان"، كما رفعوا لافتة كبير ومكتوب عليها "إذا كنت حكومة إسلامية فأين أنتم من تطبيق الشريعة". تجمع الآلاف من المتظاهرين أمام مسجد الفتح ظهر اليوم الجمعة، للانطلاق فى مسيرة إلى ميدان التحرير، للمشاركة فى مليونية "حلم الشهيد"، والمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية والقصاص للشهداء وتطهير وزارة الداخلية. رفع المتظاهرون لافتات "لا لدستور الإخوان، دستور مصرى لكل المصريين، الثورة قامت عشان حق كل مصرى فى العمل، كمل ثورتك من أجل عمل مناسب بأجر عادل، حلم الشهيد، حق الشهيد مش هيضيع، مصر باقية والأشخاص زائلون". وردد المتظاهرون هتافات "ديكتاتور ديكتاتور وأنت يا مرسى عليك الدور، يسقط يسقط الإخوان، بيع بيع بيع الثورة يا بديع، حسن مالك هو عز، نفس فساده نفس العز." وشارك فى المسيرة خالد على المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وقيادات حزب الدستور والتيار الشعبى ومصر القوية، والتحالف الشعبى الاشتراكى، شباب مستقلون، ومن المقرر أن تنطلق المسيرة بعد قليل إلى ميدان التحرير. وخرجت مسيرة تضم المئات من حركة 6 إبريل وبعض الحركات السياسية، عقب صلاة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، متجهة إلى ميدان التحرير للمشاركة فى جمعة "حلم الشهيد" لإسقاط الإعلان الدستورى، مطالبين بالقصاص لجيكا عضو حركة 6 إبريل الذى استشهد أخيرا باشتباكات محمد محمود الأخيرة، والمطالبة بحل التأسيسية لأنها غير شرعية، وإسقاط الإعلان الدستورى، رافعين الأعلام البيضاء وعلم أسود مكتوب عليه "القصاص للشهداء." وردد المتظاهرون هتافات "يسقط يسقط دستور الإخوان، مش عايزين نرجع زى زمان، النظام هو النظام، يسقط يسقط حكم المرشد، مرسى يا مرسى القصاص ولا الكرسى، غور أنت والدستور، جيكا جيكا يا طالب الثانوية، ملوخية ملوخية هى دى التأسيسية"، "يا أبو ذقن وجلابية الدستور مش أغلبية، مصر هتفضل مدنية".