استيقظت مصر على حالة من الفزع والألم جراء خبر مفزع عن حادثة تصادم قطار بأتوبيس مدرسة في اسيوط واسفر الحادث عن مقتل حوالي خمسين طفل واصابة أكثر من 18 ولم يكن السياسيون بعيدين عن تلك الحالة فقد تعامل الجميع معها من منطلق الاحساس بالألم بل ولأول مرة أتت استجابة القيادة السياسية بالاستقالة فاستقال وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد وتباينت أراء السياسيين تجاه هذا الحادث فمنهم من رأى أن تقديم أهل الثقة على أهل الكفاءة هو السببا المباشر والوحيد لهذه الكوارث ومن من رأى أن الأسباب تتعدى هذا الأمر ومنها ماهو تاريخي ولكنهم جميعا اتفقوا على أن الضحية في كل هذه الأحوال هو المواطن المصري وقدم الجميع التعازي لأسر الضحايا وتمنى الشفاء للمصابين. في هذا السياق قال رفعت السعيد عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع أنه يقدم التعازي لأسر الأطفال ولايجد ألفاظ تعبر عن الجزع من حالة التسيب المشينة والتي لا يمكن أن تكون طبيعية فهي تعبر عن تسيب وعدم انضباط وأن مصر بلا سلطة حقيقية ، مضيفا أن القائمون على أمر البلاد يتحدثون عن دستورهم وفقط وأضاف السعيد أنهم يستأسدون علينا فقط مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية يقول أنه سيستخدم إجراءات اسثنائية في مواجهة أعداءه وأولى به أن يستخدم إجراءات استثنائية لحماية المواطنين الذين يتعلق دمهم في رقبة النظام الذي تحول إلى حالة من السيولة والضعف ولم يرى أمامه سوى التشعب في المراكز القيادية . بينما قال عبد الغفار شكر وكيل المجلس القومي لحقوق الانسان أن وزير النقل ورئيس الهيئة قد حسما موضوع المسئولية السياسية مشيرا إلى أن هذا الموقف جديد في مصر فقد كنا ننعي على المسئولين الكبار تنصلهم من المسئولية السياسية وأضاف شكر أن أخونة الدولة فهي الجانب الأبعد في هذا الأمر فالاسباب تعددت ويدخل فيها إهمال سائق القطار وعامل المزلقان بالإضافة إلى الإهمال التاريخي في السكك الحديدية التي تتحمل الحكومة مسئولية تطويرها . واستبعد أبو العز الحريري المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أن يكون لأخونة الدولة دخل بهذا الحادث وقال أن الأسباب أبعد من ذلك فإهمال السائق وعامل المزلقان والخلل في السكة الحديدية وأكد على ضرورة قيام الدولة بمحاولة تغيير هذا الواقع المؤلم في السكة الحديد . بينما حمل أحمد بهاء الدين شعبان أمين عام الحزب الاشتراكي المصري النظام السياسي القائم المسئولية وقال أن الوضع لم يتغير أبدا فلا زالت نفس سياسات النظام القديم في مواجهة الكوارث التي تهدد حياة الالاف مضيفا أن السلطة الراهنة تتصرف بنفس الرعونة وما يزيد الطين بلة أن جماعة الإخوان لجأت إلى أسؤ ما يمكن أن تلجأ إليه سلطة وذلك بتولية أصحاب الثقة بدلا من فتح الباب أمام ذوي المهارة والكفاءة والقدرة على معالجة هذا الواقع المؤلم مشيرا إلى أن النتيجة المباشرة لهذه التصرفات كانت الموت المجاني لأبناء الشعب مؤكدا على أن علاج هذه الظواهر لن يأتي إلا بتولية الكفاءات وتنحية المبدأ المعمول به منذ عشرات السنين بوضع السلطة بين يدي الكفاءات .