فاجعة مزلقان قرية المندرة بأسيوط التي راح ضحيتها قرابة 50 طفلا إضافة إلي اصابة آخرين، يجب ألا تمر مرور الكرام، مثل سابقتها بدءا من حادث دهس اتوبيس اطفال عند مزلقان عين شمس في الثمانينات ،وحوادث قطارات الصعيد وقليوب والفيوم وكفر الدوار .. الخ. التعامل للأسف مع الحادث الدامي حتي الآن هو نفسه الذي كان يتم مع الأحداث المماثلة خلال عهد مبارك. صرف تعويضات للقتلي و زيارة المصابين في المستشفي والقبض علي عامل التحويلة أو المزلقان، وإحالة سائق القطار ومساعده الي النيابة، ممايجزم بأن مصر كما هي، رغم قيام ثورة شعبية هزت الدنيا كلها. الأمر يحتاج علاج اسباب الحوادث من جذورها ، وليس مجرد تقديم كبش فداء، ثم يبقي الحال علي ماهو عليه، لحين وقوع حادث آخر بنفس التفاصيل، لتتكرر نفس اساليب التعامل. الحل في رأيي، رغم ضرورة حساب وعقاب كل من يثبت تقصيره في اداء عمله، يكمن في علاج الاسباب التي تختلف من حادث الي آخر. فلو كانت الحكومات السابقة عالجت اسباب حادث اتوبيس اطفال مزلقان عين شمس الذي وقع قبل ربع قرن لما تكرر الحادث في مزلقان قرية المندرة بمنفلوط. اننا مازلنا نتعامل مع مزلقانات القطارات باسلوب بدائي لدرجة ان بعض المزلقانات يتم استخدام حبل في غلقها امام المارة والمركبات اثناء عبور القطارات وهو امر لايعقل ان يتم في الالفية الثالثة ! اما حوادث تصادم القطارات والخروج عن القضبان وماشابهها فلها اسباب تختلف عن اسباب حوادث المزلقانات وإن كانت كلها تؤكد انتشار الاهمال واللامبالاة والجهل في هيئة السكك الحديدية، مما يستوجب تطهيرها،وافساح المجال لجيل شاب مسلح بتكنولوجيا العصرلقيادتها باسلوب علمي، وعلاج مابها من خلل ومشاكل قد تكون بسيطة لكن يمكن أن تخلف في حال السكوت عنها.. كوارث مؤلمة.