نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية مقالا حول أحداث غزة وما يشكله من تحديا دبلوماسيا حساسا أمام الحكومة المصرية. ففي الوقت الذي تتعاطف جماعة الإخوان المسلمين القوية مع حركة "حماس", ويتفاقم الغضب الشعبي في مصر ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة, يواجه الرئيس مرسي أيضا ضغوطا دولية للمساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار وحماية السلام في المنطقة. وقال كاتب المقال "أولريك بوست", أن زيارة رئيس الوزراء المصري, الدكتور هشام قنديل, لقطاع غزة لمدة 3 ساعات صباح أمس الجمعة, مشيرا إلى مواصلة الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع, بالرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار أثناء لقائه الموجز بقادة حماس, التي أطلقت صواريخ أخرى على إسرائيل. وأشار المقال إلى أن زيارة قنديل للمنطقة تأتي بهدف الوساطة لعقد هدنة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس, فضلا عن رغبة الرئيس المصري, محمد مرسي, في إبداء التضامن مع الشعب الفلسطيني. وتابع الكاتب: "يبقى أن نرى ما إذا كانت جهود رئيس الوزراء الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار ستنجح, ولكن تواجده في غزة يعد دليلا على القلق الحاد للرئيس مرسي بشأن عواقب انفجار العنف الإسرائيلي- الفلسطيني الأخير, لاسيما في ضوء الربيع العربي. وأضاف أن الصراع الحالي يعيد إلى الأذهان أجواء حرب 2008- 2009, عندما اختارت القدس الرد بضربة عسكرية ضد إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون المستمر من غزة بعد فترة قصيرة من انتخابات الرئاسة الأمريكية, وقبل بضعة أشهر من انتخابات بلاده. ولفت الكاتب إلى أن "هناك تحول في هياكل السلطة منذ 2008, فقد كانت مصر تحت قيادة الطاغية- الرئيس حسني مبارك, حليف إسرائيل في حربها ضد الإسلاميين الفلسطينيين , وكان هو نفسه لديه سببا للخوف, وكان مؤيدا قويا لمعاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل في عام 1979". ونوه الكاتب إلى أن الرئيس المخلوع "تجاهل محنة السكان المدنيين عندما استولت حماس على السلطة في 2007, وقام بإغلاق الحدود المصرية مع غزة, دون الالتفات إلى احتجاجات الشعب المصري". على الجانب الآخر, ذكر المقال أن "الرئيس مرسي يتخذ نهجا مختلفا, فقاعدة السلطة التي ينتمي إليها متعاطفة مع الفلسطينيين وحركة حماس, وهو لا يستطيع أن يتحمل تجاهل مطالبهم". "ومن هنا جاءت إدانة مرسي لقتل الجعبري يوم الأربعاء وعدوان إسرائيل المستمر على قطاع غزة. وقامت القاهرة باستدعاء سفيرها من تل أبيب في نفس اليوم, ودعل مرسي كلا من مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بالرد على الفور". وألمح الكاتب إلى أن حماس رحبت برد الفعل المصري, إلا أن العديد من المصريين يجدون أن مرسي لم يقدم ما فيه الكفاية, وخرج آلاف المتظاهرين في شوارع القاهرة لمطالبة الحكومة باتخاذ موقف أقوى ضد جارتها. وتابع كاتب المقال: "إن حلفاء القاهرة الغربيين أوضحوا أنهم يتوقعون من مصر ممارسة نفوذا دبلوماسيا على "حماس", مشيرا إلى أن نجاح مرسي أو فشله في سد الفجوة بين توقعات مؤيديه ومتطلبات سياسات التحالف المصرية الدولية سيكشف المكان الذي تخطط جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة لوضع نفسها فيه على الساحة السياسية في الشرق الأوسط".