كتب - وائل الغول وهاني عبد الراضي جاء قرار الرئيس محمد مرسى بالاعتكاف خلال العشر ايام الاواخر من شهر رمضان ليثير غضب عدد من الاحزاب اليسارية التى ترى فى قرار مرسى متاجرة بالدين و تهديد لامن البلاد ,و عبرت تلك الاحزاب عن رفضها لهذا القرار فى ظل عدم وجود نائب للرئيس او رئيس للوزراء ,موجه رسالة الى الرئيس بان العمل عباده. وفى اطار ذلك السياق صرح أحمد بهاء الدين شعان وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى بان المشاعر الدينية التى تدفع الدكتور محمد مرسى الى اعلان اعتكافة فى العشر الاواخر من شهر رمضان يجب احترامها و لكن فى ظل الظروف الاقتصادية و السياسية السيئة التى تمر بها البلاد الان فهو قد يؤدى الى فوضى و ارتباك هائل فى سير شئون البلاد ,واضاف شعبان بان مصر تشهد الان حالة من الارتباك تحتاج من الرئيس ان يبذل الجهد من اجل اعادة الامن فى ظل وعود سياسية لم يتحقق منها شئ حتى الان و نحن ندخل الثلث الثانى من ال"100يوم" التى وعد خلالها مرسى بتنفيذ برنامجه,ووجه شعبان رسالة الى الرئيس مرسى قائلا"العمل عبادة و خدمة الناس مدخل لرضا الرب" ,مطالبا الرئيس ان يتفرغ هذه الايام العشرة لاعانة ملايين المصريين اغلبهم من المسلمين الصائمين على مواجهة اعباء الحياة و توفير حياة كريمة بدلا من المعارك اليومية للحصول على انبوبة غاز او رغيف خبز ,وتوقع شعبان ان تدير جماعة الاخوان المسلمين شئون البلاد اثناء اعتكاف الرئيس مرسى فى ظل عدم وجود رئيس وزراء او نائب للرئيس واصفا ذلك بانه امر بالغ الخطورة قد يعطل الدولة و يقلب الموازين ,و اعتبر شعبان ان هذا القرار يوضح طريقة ادارة مرسى للبلاد فى المستقبل. وأكد سيد عبد الغني عضو الهيئة العليا بالحزب العربي الناصري أن اعتكاف مرسي هو جزء من علاقته بربه وهو حر فيه ,واضاف عبد الغنى بان مرسى راع ومسئول عن رعيته في كل لحظه وعليه أن يعلم أن هذه الأيام العشرة لن تكون مخصومة من المئة يوم مهلة التي طلبها من الشعب المصري لتنفيذ مشروعه ، مشيرا الى أن مصر في هذه المرحلة لا تحتاج إلى شخص دائما ما يوجد المبررات لنفسه بل تحتاج لشخص يعمل في كل لحظة ، وشدد على أن الرئيس مرسي يجب أن يدرك أن العمل فوق العبادة وعليه ان ينظر إلى السنن بعد تأدية واجبه ودوره كرئيس للجمهورية . ومن جانبه تسائل حمدى حسين مسئول العمال بالحزب الشيوعى المصرى عن امكانية اعتكاف المرشد ,مشيرا الى ان المرشد هو الحاكم الفعلى للبلاد و مرسى مجرد واجهه او ممثل لمكتب الارشاد بالقصر الرئاسى ,و سخر حسين من قرار مرسى قائلا لا توجد ازمة فى اعتكاف الرئيس و مكتب الارشاد فى ظل وجود مستشار للرئيس مسيحى يحكم البلاد حتى عودتهم من اعتكافهم. فيما عبر نبيل عتريس عضو المكتب السياسي لحزب التجمع عن عدم رضاءه عن موقف الرئيس مرسي الذي أعلن انه سيعتكف العشر الأواخر من رمضان وأكد على أن رئيس الجمهورية يجب ألا يتعامل مع الحياة وكأنه شخص عادي يملك حريته ويجب أن يدرك أنه الان مسئول عن جميع المصريين ومستقبلهم وعليه أن يعتبر فترة رئاسته هذه وكأنها فترة استثناءية في حياته وأنه فيها لن يعيش كما يحلو له بل سيكون حبيس رغبات واحتياجات الشعب وسيسعي لتحقيقها حتى لو تخلى عن كل ما يريد ويرغب فيه ، مضيفا انه يظن أن الرئاسة ستعيد النظر في هذا التحرك لأنه سيفتح على الرئيس أبواب كثيرة من النقد. وهاجم ابو العز الحريرى رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى فى البرلمان المنحل قائلا يجب على الدولة بجميع مؤسساتها و كياناتها الاعتكاف حتى ينتهى مرسى من اعتكافه,واضاف الحريرى بانه عند اعتكاف مرسى يجب ايقاف المواصلات و المرور و تحول الدولة الى شلل تام,موضحا ان قرار مرسى يعد متاجرة بالدين فالحالة التى تمر بها البلاد الان تعد حالة حرب فلا يجوز ان ينقطع الرئيس عن الدنيا لان ذلك معصية لله و رسوله لانه يترك مسئولياته و حياة 85 مليون مصرى مما يعد انحرافا و تهديدا لامن مؤسسات الدولة_على حد قوله. ورأى محمد سليمان أمين إعلام الكرامة أن الاعتكاف حق للمواطن العادي وعلى مرسي أن يدرك أنه لم يعد مواطنا عاديا بعد فهو الان الرئيس الذي يدير البلاد وعليه ان يقوم بهذه الوظيفة في كل لحظة من لحظات يومه ، وأضاف سليمان أن الرئيس مرسي ومنذ توليه الرئاسة يتردد على المساجد لأداء الصلاة وهذا شئ جيد بالنسبة لشخص مؤمن ولكن البلاد في هذه المرحلة تحتاج رئيس متفرغ لإدارة البلاد ويؤدي الصلوات في مقر الرئاسة ليعود في اسرع وقت لأداء دوره كرئيس للبلاد وتوفير الوقت الذي يضيع في الانتقال بين المساجد .