قد انتصف الشهر الكريم شهر رمضان المعظم وقربنا من نهايته وفي هذه الفترة يستعد الكثيرون للاعتكاف في المساجد والتفرغ لتلاوة القرآن والصلاة وذكر الله ولكن هذا العام الاعتكاف مختلف قليلا عن كل السنوات الماضية فهذا العام يجب أن تستأذن قبل الاعتكاف في المساجد .
لا تستغربوا فالاعتكاف هذا العام بالأذن والموافقة الأمنية المسبقة .
فقد شدد وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق - في تصريح له نفاه فيما بعد - بعدم السماح بالاعتكاف خلال العشر الأواخر من رمضان إلا بعد الحصول على صورة من البطاقة الشخصية للمعتكف لإجراء التحريات الأمنية حوله وبعد ذلك يصدر القرار بالموافقة أو الرفض .
ولكنى لا أعلم أى تحريات سيقومون بها حول الشخص المعتكف فهل الاعتكاف أصبح بالأذن؟
هل الذهاب والجلوس في بيوت الله تحتاج منا ان نستئذن الأمن ؟
أم أن الاعتكاف أصبح قضية وجرم ويجب علي متبعه أن يقدم صحيفة حالتة الجنائية مرفقة بمحضر التحريات حتي يستطيع الاعتكاف في بيوت الله رغم انها بيوت الله وليست بيوت الوزير ؟
ولكن ما يشغلني أكثر سؤال يخطر علي بالي : إذا هم أحد العصاة من الفجرة بالتوبة وقرر أن يعتكف ويتقرب إلى الله وأكدت التحريات أنه مجرم سابق فسوف يرفض الأمن اعتكافه بالطبع وهذا يشير إلى أن توبة المجرمين اصبحت في يد وزارة الداخلية والكل يعرف من صحيح الاسلام أن قبول التوبة بيد الله تعالي وحده وليست بيد أي مخلوق حتي ولو كان وزير الداخلية او الأوقاف اليس كذلك ؟
ولكننا للاسف امام واقع يقول إن الأمن هو من يقبل أو يرفض التوبة وهو أيضا من يقرر أن يذهب المرء إلى بيوت الله هذا العام أم لا؟!
والغريب أن هذا القرار صدر بعد تحذير الدكتور محمود حمدي زقزوق لأئمة الوزارة بعدم التطرق إلى الموضوعات السياسية في خطب الجمعة او الاشارة للمسلمة المختطفة من جانب الكنيسة كاميليا شحاته زاخر زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة بدون سند من القانون او الدستور !!
إذن فمنع الكلام في السياسة واشتراط التحريات حول المعتكفين هو سياسة وزارة الأوقاف الجديدة التي اتبعتها احتفالا بالشهر الكريم العظيم.
ولكن إذا ربطنا بين عدم الكلام في السياسة وبين إجراء التحريات حول المعتكفين أظن أن هذه القرارات ربما يكون المقصود منها بعض الاشخاص المنتسبين لبعض الجماعات أو الأشخاص الموضوعين بين قوسين أو الموضوع تحتهم خطوط حمراء مثل من ينتمون إلى الجماعة المحظورة ( اسم الدلع الذي تطلقه الحكومة علي جماعة الاخوان المسلمين ) وهؤلاء الأمن يعرفهم جيدا فلماذا لم يقصدهم الوزير ويوجه لهم حديثه مباشرة ؟
اتمني ألا تطبق مثل هذه القرارات فكفي ما في الناس من هموم فلا ترهقوا كاهلهم أكثر من ذلك لا أعلم إلى أى مدي سيتم تضييق الخناق على هذا الشعب، لم تتركوا لنا أي متنفس نتنفس منه حتى الدين الذي يعيش من أجله المصري المسلم تحاولون منعنا منه ؟؟
هل تريدون منا أن نعبد الله كما تشاءون؟؟ أرجو من وزير الأوقاف أن يترك الباب مفتوحا للتوبة حتى يتقرب الشعب إلى الله عز وجل ويتعود الذهاب إلي بيوت الله وأدعو الله أن يبتعد الامن ومعه الوزير عن تلك البيوت .
افلا يكفيكم التهم التي تلقي على الأبرياء جزافا هل تريدون التواجد في كل مكان حتي في تلك الاماكن التي لاتملكونها بل هي ملك الله تعالي وتريدون التدخل وإعطاء أوامركم فيمن يدخل تلك البيوت ومن لايدخل ؟؟
انتم بذلك تريدون التحكم فيما يقال في المساجد وعلى المنابراي تكميم الافواه عن قول كلمة الحق المأمورين بها شرعا وتريدون التحكم في التوبة وفي الصلاة والاعتكاف كل هذا تحت مزاعم الحفاظً على الأمن في الوقت الذي تتركون فيه الكنائس مفتوحة طوال النهارولمختلف الأنشطة البريئة وغير اليريئة.
فلماذا التضييق علي المساجد والتساهل الشديد مع الكنائس وروادها هل لان المسلمين لا " امريكا " لهم تحميهم من التعسف الأمني ؟؟!!!!!!