"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" هذا هو الدعاء الذي أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم السيدة عائشة بالحرص علي تكراره إذا التسمت ليلة القدر. وفى هذا السياق يقول الدكتور محمد المختار الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس عام الجمعية الشرعية : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد ليلة القدر عمداً بحكمة منه حتي نحرص علي الإجتهاد طوال الشهر، لكنه أعطي لنا أملا وقرب المسافه من خلال عباداته صلي الله عليه وسلم، حيث أنه شد المأزر في العشر الأواخر وأيقظ أهله وأكثر من قراءة القرآن والعبادة المضاعفة وقال إلتمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ثم يسرها بالتمسوها بالوتر في العشر الأواخر، ولم يحدد أكثر من ذلك، ويجب الإلتفات إلي أن إختلاف التوقيت بين البلدان يجعل هناك ليله وتر في بلد هي فرد في بلد أخري، لذا فعلينا إلتماسها في العشر الأواخر ككل لأنها ليلة واحدة يحددها الله قبل بداية الشهر الكريم علي المسلمين كلهم وينزل الملائكة بالرحمة ولأن علامات الليلة الواضحة لا يلتمسها الناس إلا بعد إنقضائها والتي لا تظهر إلا ببزوغ فجر اليوم التالى، فهى تكون مضيئة بلا حرارة، ولا يسمع صوت نباح الكلاب ولا نهيق للحمير في هذه الليلة، ولكن هناك علامات أخري ربانية بين العباد القريبين من الله فيلهمهم أنها الليله المباركة من خشوعهم في الصلاة. وينصح الدكتور محمد المختار ببدء الإعتكاف من ليلة العشرين بالنسبه للرجال في المساجد ولا حرج من الخروج للعمل لأن سيدنا عبدالله بن العباس طلبه أحد العباد لقضاء حاجة في أثناء اعتكافه فترك الإعتكاف وذهب إليه لقضاء حاجته وعندما سئل عن تركه الإعتكاف قال إن قاضى حوائج الناس أهم وأكد علي أن جمهور العلماء أجاز الإعتكاف المحدد وهو أن يدخل المسلم إلي المسجد وينوي الإعتكاف ساعتين أو ثلاث أو ليلة، ويكون له أجر الإعتكاف كاملا بإذن الله وأن ننفذ ما أوصانا به الرسول من الدعاء الجامع وهو أن نقول ( اللهم نسألك خير ما سألك رسولك صلي الله عليه وسلم ونستعيذ بك مما استعاذ به الرسول صلي الله عليه وسلم .. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). وقال الدكتور محمد المختار إنه على المرأة أن تلتزم بالإعتكاف في بيتها وأن تصلي التهجد وتحرص علي ختم القرآن الكريم لأن قبول الصلاة لا يحتاج إلي جماعة وأن الصلاة فرادي في الإعتكاف هي الأقرب للقبول لأن الفرد لا يرغب بها رياء أو سمعة.