في مثل هذا اليوم من كل عام، يبدأ أولى أيام عيد الفصح لليهود، وهو عيد الخروج من مصر الفرعونيّة بقيادة النبي موسى، حيث أنقذ الله تعالى بني إسرائيل من عبوديّة مصر القديمةِ لهم، هاربين بكل ما تحملوا من صعوباتٍ للخروج من مصر، وخلال هذا العيد يقوم اليهود بالصلاة التقليدية الخاصة بهم، وتجمع الآلاف عند حائط المبكى، الواقع أسفل باحة الحرم القدسي، والذي يعد أقدس الأماكن اليهودية. تعزيزات أمنية وبالتزامن مع حلول العيد، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتنياهو أنّ تعزيزات "سيتم نشرها قريباً حول باحة الحرم القدسي مع اقتراب عيد الفصح اليهودي بهدف منع اعمال الشغب، وقال في بيان انه مع اقتراب الفصح، "يبث المتطرفون من جميع الاشكال اكاذيب حول سياستنا المتعلقة بجبل الهيكل (الحرم القدسي) من اجل اثارة اعمال الشغب". وأضاف: "سنتحرك بمواجهة الاستفزازيين وسنقوم بنشر تعزيزات في اماكن الاحتكاك. وذكر نتنياهو ان "هناك محاولات حالياً لاحياء اضطرابات واعمال عنف خلال عيد الفصح في جبل الهيكل كما شهدناها خلال اعياد الخريف، وأكّد مجدداً عدم وجود نوايا لديه "لتغيير الوضع القائم الذي يسمح لليهود بزيارة المكان بدون الصلاة هناك. وتابع نتانياهو: "لقد وجّهنا رسائل بهذا المعنى الى الاردن والسلطة الفلسطينية والعالم العربي باكمله، داعياً النواب المسلمين واليهود الاسرائيليين الى العمل على "تهدئة النفوس. شعائر الاحتفال بالعيد صيام الذكور ولليهود بعض الشعائر الخاصة التي يحيونها في هذا العيد، كما أن مراسم هذا العيد وتقاليده وطقوسه مستقاةٌ من التوراة، حيث فصّلت الطقوس بكلِّ دقة ، فيتلوا اليهود قصّة خروجهم هذه ليشعروا وكأنهم شاركوا فعليّاً في تحقيق حريتهم ، فيشارك الذكور ممن تعدت أعمارهم الثالثةَ عشرَ عاماً، و تحديداً الأبكار منهم في الصيام، كتذكارٍ لإنقاذ الأبكار لليهود ، ولكن هذا الصيام ليس فريضةً، إذ من الممكن أن يشاركوا بمأدبةٍ صباح عيد الفصح كاحتفاليّةِ العيد . أكل الخبز دون اختمار وكما جاء في آيات التوراة، بضرورةِ أكل خبز الفطير خالياً من الخمير، لمدةِ سبعةِ أيامٍ، وهي مدّة عيد الفصح، حيث يقومون بعجن دقيق القمح، مضافاً إليه الماء فقط، مع الحرص الشديد والمراقبةِ التامة على أن لا يوضع الخمير بتاتاً، وأن يتم الخبز بسرعةٍ قسوى، حتى لا يختمر طبيعيّاً والذي يدعى "ماتسا"، فيقومون بتنظيفِ بيوتهم والبحث على نور الشمعة عن كسرات الخبز المختمرة، أو الخميرة التي تدعى "الحميتس" ليصار إلى إحراقها ويمكن بيعها في صباح اليوم التالي لغير اليهود، حيث كانت تعود قصّة العجين هذه إلى أثناء خروجهم من مصر، فلم ينتظروا أن تختمر العجين، بل أخذوا خبزاً غير مختمر وفروا إلى التيه . التوقف عن العمل ويتوقفون عن العمل بشكلٍ إجباري حسب الشرعةِ اليهوديّة، في أول يوم للعيد وآخر يومٍ منه، فيكون العمل محظوراً في هذين اليومين ، ولا يشترط ترك العمل طيلة أيام العيد، كما يقوم كلُّ يهوديٍ وقبل عيد الفصح بتقديم الحسنات والمساعدات للفقراء والمحتاجين ليشاركوهم طعم العيد، وليشعروا مغهم بتحررهم من وزر العبوديّة . تجمع العائلة كما تجتمع العائلة في مأدبةٍ بعد صلاة (العشاء) مباشرةً، و تدعى هذه الإحتفاليّة (السيدر) ، والتي تعني (ليلة النظام أو المنهاج)، حيث يقومون بتفصيل ليلة الخروج من مصر بحكايةٍ تدعى (هاغادا)، ويضعون صحناً فيهِ مأكولات العيد، وهي :- بيضةً تكون مسلوقة وترمز للضحايا الذين ذبحوا في الهيكل ، وأيضاً لحم ساقٍ مشوي ويرمز للحم الفصح الذي أكل في هيكل سليمان ، وأيضاً العشب المرّ والذي يرمز للعبوديّة وما عانوه من صعوبات، ويوضع الخس والبقدونس واللذان يرمزان لفصل الربيع، ومياهاً مالحة ترمز للدموع التي ذرفوها في أرض مصر، وأيضاً ما يعرف ب (حاروسيت) وهو عبارة عن تفاحٍ مقطع مخلوط مع القرفةِ والخمرِ والجوز، والذي يرمز لما وضعه بني إسرائيل لصنع اللبن، وأيضاً ثلاث قطغٍ من خبز الفطير، والتي ترمز إلى الكهنة واللاويين وبني إسرائيل، حيث قسم الشعب اليهودي إلى الفئات الثلاثةِ هذه . ويقوم كل من يحضر هذه المأدبة بوضع إصبع يده في كأسٍ تحتوي على الخمر، ويرش قطرةً واحدة منه كلما ذكرت تلاوة ضربةٍ من صلوات الضربات العشر، حيث يفترض أن لا تكون كؤوس الخمر مليئة كنوعٍ من عدم الإبتهاج والفرح والسور بمعاناة المصريين الذين ماتوا في البحر الأحمر حين شقّ وقضى على الجيش، رغم ما تسببوه من قمعٍ لليهود، ويقوم أصغر الذكور في العائلة بترنيمة (مانشتانا) والتي تعني (كيف تختلف هذه الليلة ؟ لماذا نغمس مرتين ؟)، ويتم طرح الأسئلةِ والنقاشات حول الخروج ، وتتم الصلوات الإحتفاليةِ الإبتهاليّة في الكنيس، إبتهالاً بالندى خلال فصلي الربيع والصيف، وأيضاً يقومون بتلاوة المزامير.