نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي فى بيان له قائلا "برحيل عبد الرحمن الأبنودي، فقدت الثقافة العربية شاعرًا كبيرًا من أهم شعرائها الذين ناصروا قضية القومية العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين ومناهضة العدو الصهيوني، ورفعوا راية الكلمة في وجه المحتل وأعوانه، فكتب القصائد والمقالات والأغنيات التي مجدت نضال البسطاء على شط قناة السويس بعد العدوان الإسرائيلي عام 1967 في ديوانه الأشهر "وجوه على الشط"، وكانت أغنيته الخالدة "أحلف بسماها وبترابها" علامة على رفض الشعب العربي من المحيط للخليج للهزيمة ، وهي الأغنية التي ما يزال العرب يرددونها حتى الآن. وأضاف البيان أنه كما رافقت قصائد الأبنودي نضال الشعب المصري في سبيل بناء نهضته وإكمال مسيرة تحرره، في منتصف القرن الماضي مع بداية المد الناصري، فكتب ديوانه "جوابات حراجي القط" ليرافق ملحمة بناء السد العالي، ذلك الحدث الذي لم يكن بناء جسم ضخم في طريق مياه النيل فقط، لكنه كان شاهدًا على كرامة مصر وإرادة المصريين وتصميمهم على المضي قدمًا في ثورتهم على الظلم والتبعية والعدوان.. وفي الفترة ذاتها تغنى كبار المطربين العرب بكلماته التي اختصرت طموحات الأمة، وجسدت أحلامها.. كما أن قصائده التي رافقت أحداث ثورة الشعب المصري في يناير 2011، تعد تأريخًا لهذا الحدث الأهم في التاريخ المصري والعربي الحديث. وذكر البيان أيضاً أنه قبل كل هذا وبعده، كانت للراحل الكبير بصمته الواضحة في تطور شعر العامية المصرية، فقد كان إمامًا للقصيدة الواقعية والسياسية الوطنية، تطاوعه الحروف بسلاسة، ويطوع الإيقاع لمصلحة الفن الذي هو أحد رواده، ولعل خير دليل على ذلك أن معظم شعراء العامية في الأربعين سنة الماضية متأثرون بتجربته، وبطريقته في بناء القصيدة وتضفير الكلمات والحروف لتنتج تلك الموسيقى الحية، التي سيعيش الأبنودي ما عاشت في الشعر العامي. واختتم "إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لا ينعي عبد الرحمن الأبنودي، فمثله لا يموت، لكنه سيظل حيًّا بقصائده الفريدة، ودواوينه التي شكلت وجدان المصريين لأكثر من نصف قرن، سواء الذين يقرأونها في الكتب، أو الذين يسمعونها في الأغنيات.